03-08-2002, 11:50 PM
|
#2
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1342
|
تاريخ التسجيل : 03 2002
|
أخر زيارة : 13-02-2003 (10:44 PM)
|
المشاركات :
241 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
إذن السؤال الذي يتردد في ذهن كل شخص :-
ما الواجب علي فعله بعد الالتزام ؟
و الواجب هو :
أولا :- أن تعرف أنك بالالتزام قد انتقلت من حياة إلى حياة جديدة ، و أن حياة العبث و اللهو و حياة المعصية و الشرود و التمرد على الله ، رفضتها أنت وأقبلت على الله ، فينبغي أن تهيئ لنفسك مناخا يتناسب مع الحياة الجديدة ، وأن تجري تغييرات في أسلوب حياتك .
الكتاب الذي كنت تقرأه تغيره بالكتاب الإسلامي ، المجلة التي كنت تقرأها وهي غير إسلامية ، تبدأ فتغيرها بمجلة إسلامية ، الشريط الذي كنت تسمعه من غناء و غيره تبدأ فتغيره بشريط إسلامي . النوم الذي كنت تنام متأخر تبدأ فتغيره بالنوم مبكراً حتى تستيقظ لصلاة الفجر. الصديق والزميل الذي كنت تسير معه على الباطل تغيره بصديق وزميل تمشى معه على الحق. العلاقة التي كنت تربطها بالقهوة والشارع والرصيف والسوق تقطعها وتبدأ علاقة جديدة بالمسجد وحلقات العلم .. لماذا .. ؟
لأنك تغيرت و صرت ملتزما ، فلم تعد الشخص الأول .. عينك تغيرت ، فقد كانت تحب النظر إلى النساء أما الآن فلا تنظر إليهن .. أذنك تغيرت كانت تسمع الغناء والآن لا .. و لسانك تغير ، كان يتكلم في الحرام والآن لا يتكلم إلا بخير ، إذن كل شئ في حياتك تغير ، فيجب عليك أن توطن نفسك وتشعرها وتستشعر من قرارتها أنك قد انتقلت من حياة إلى حياة . ومن وضع إلى وضع فينبغي لك أن تتكيف مع الجو الجديد والمناخ الجديد ، وأن تتعامل معه على هذا الأساس .
إذا أولا :- شعور قلبي يترجم إلى واقع عملي ينبعث من عمق النفس البشرية وهذا يتطلب منه الخطوة الثانية وهي :-
· أن يتعرف ويتعلم هذا الدين الذي التزم به :-
فيبدأ في العلم ، يحفظ القرآن الكريم ، و كلما حفظ سورة أثرت فيه و غيرت ، فيتدبر المرء القرآن و يرى ما الذي أراده الله منه ؟ و يقف عند الآيات و يراجع نفسه مع مضمونها ، كما كان السلف رضى الله عنهم يعملون ..
يقول عبد الله بن مسعود : " كنا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نعيهن ونعمل بهن " فإذا انتهى من العشر وتطبيقهن انتقل إلى العشر الأخرى ، ولذا كانوا يتعلمون ويعملون ، أما اليوم فنقرأ القرآن ونختمه وإذا انتهى منه لو سئل : ماذا قرأت ؟ قال : قرأت كذا و كذا .. ، بماذا أمرك الله ؟ قال : لا أدري ، عن ماذا نهاك الله فيما قرأت ؟ قال لا أعلم ..، فهذا ليس تعاملا شرعيا مع القرآن ، الله أنزل القرآن ليعمل به بعد التدبر ، يقول عز وجل " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " ، ويقول عز وجل : "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ..
فيجب عليك أن تتعلم الدين الذي التزمت به وتعرف الطريق التي سرت فيها ، فتبدأ في حفظ القرآن الجزء الأول منه –حفظاً يغير نفسك – ، و تتابع بحفظ شيء من السنة – تبدأ بالأربعين النووية – وتقرأ شروحها من كتاب ابن رجب الحنبلي جامع العلوم والحكم ، ثم تبدأ بآداب المشي إلى الصلاة الذي ألفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و تبدأ بالأصول الثلاثة في العقيدة ، و تقرأ في مختصر السيرة النبوية لمحمد بن عبد الوهاب ، أي تبني نفسك عملياً ..
فللعلم سيماء في الوجه ، العلم نور ، والذي يمشي بدون علم مثل الذي يمشي في الظلام ، والذي يمشي في الظلام يقع في الآفات وربما يصاب في طريقه وهو لا يشعر .. فلابد بعد الشعور بأنك انتقلت إلى الحياة الإيمانية أن تبدأ في الحياة العملية ، بطلب العلم ، و أن ترفق العلم بالعمل لا تقول العلم ثم أعمل ، لا ، فأي شئ تعرف أنه من الدين بدليل الكتاب والسنة ، يلزمك أن تطبقه بسرعة فتتعلم وتعمل معا في آن وأحد .
ثم تجري التعديل في أسلوب حياتك . مثلا في العبادة كنت تصلي صلاة عادية كما يصلى أكثر الناس الآن يأتي متأخر ثم يكبر ويستسلم للأفكار والخطرات والمعاني ثم يسلم ويذهب بالسنة ، أما الآن فذلك العهد انتهى .. فتأتي قبل الآذان وإذا تأخرت فمع الآذان أما تكبيرة الإحرام لا يجب أن تفوتك بحال ، يقول أحد السلف : " إذا رأيت الرجل تفوته تكبيرة الإحرام فانزع يدك منه " ، فإنه ليس بشي هذا الذي تفوته تكبيرة الإحرام ، فكيف بمن لا يصلي ، و أنت ملتزم يجب أن يكون الصف الأول لك بل الروضة لك .
و يقال " بئس العبد الذي لا يرى إلا إذا دعي .." ، و لذا كان معظم السلف لا يسمعون الأذان من خارج المسجد .. هذا هو الالتزام الصحيح ..
ثم كيفية الصلاة – تكبر بتحقيق وتقرأ بترتيل وتتأمل معاني القراءة ، ثم تركع بخشوع وتسجد في خضوع وتجلس في يقين وتتشهد في طمأنينة وتسلم في رجاء ، وبعد هذا لا ندري قبلت صلاتك منك أم ردت عليك ، يقول أحد السلف : " والله لئن تختلج الأسنة بين كتفي احب إلي من أن أذكر شئ من دنياي في صلاتي " ، فكيف بصلاتنا ؟ فيجب أن يتغير وضعك مع العبادة ، ثم يتغير وضعك مع النافلة ، كنت في السابق تصلي الفرض فقط أما الآن فأنت ملتزم تصلي الفرض وثم الرواتب والنوافل وتقوم الليل وتصلي ركعتين الضحى هذه لا تدعها لأنك ملتزم ، إذ كيف تكون ملتزم لو تركتها ملتزم بالكلام فقط ؟ شيء مؤلم عندما ترى أكثر من يقضي الركعات الملتزمين ، وتجد العوام العاديين في الصف الأول ، إذن فمن الملتزم الحقيقي ؟ الذي في الصف الأول ، أما الآخر وإن كانت عليه سيماء الالتزام ، لكن عمله ليس عمل الالتزام ..
أيضا في الإنفاق :- أنت ملتزم إذن لابد أن تدخر شيئان لك عند الله من مصروفك الشخصي إن كنت طالب أو من مصروفك العادي إن كنت رب الأسرة ، أجعل شئ من دخلك ولو كان ( 10 ) ريالات أو ( 50 ) أو ( 100 ) ريال ..
|
|
|