25-05-2007, 09:01 PM
|
#5
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 6003
|
تاريخ التسجيل : 03 2004
|
أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
|
المشاركات :
190 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بدأت مشكة أختك عندما زاد انبهاركم بذكائها عن الحد الطبيعي واعتادت أن تكون في وضع مميز، مما دفعها إلى محاولة لفت الأنظار إليها لتكون محور اهتمامكم دائما..
ولا أدري كيف تكون ذكية جدا وتختلق المشاكل وتتناقش بصوت عال وتفرض رأيها، ولماذا (صبرتم) عليها كل هذه السنوات..
أخشى أن يكون تفسيرك لقوة الشخصية هو قدرتها على فرض الرأي وإصرارها عليه..
وكيف تكون ذكية جدا وتغير من صديقاتها، وصاحبة مزاج متقلب وتصطدم مع زميلاتها لدرجة تغيير مدرستها مرتين في العام.. وكيف تطاوعونها في هذا التغيير..
لقد بالغتم في تدليل هذه الفتاة منذ صغرها وأسرفتم في تفسير أي تصرف يصدر منها وكأنه معجزة غير قابلة للتكرار..
أما عن قولك أنها تتمتع بالقيادة فأرى أنه يتناقض تماما عن محاولتها فرض الرأي بصورة دائمة، فضلا عن اصطدامها مع صديقاتها وتعثرها في إقامة علاقات طبيعية معهن..
ويعود السبب إلى ذلك إلى اعتيادها خضوعكم لما تريد، ولو بعد مقاومة قد تزيد أو تضعف أحيانا، وهو ما تفتقده (بشدة) في علاقاتها خارج الأسرة، مما يعرضها للأزمات المتعددة معهن..
لابد كي تتعاملوا معها بصورة تربوية، وأن يتفق جميع أفراد الأسرة بعيدا عنها بالطبع على أهمية الوقوف معها دقيقة جماعية لردعها عن التمادي في تصرفاتها وافهامها بحزم –وبدون عنف- أنها لم تعد طفلة صغيرة حتى تتصرف بهذا الأسلوب المرفوض تماما وأن تتبعوا معها أسلوب التجاهل التام عندما تحاول فرض رأيها وعدم الرضوخ لها مهما لجأت للصراخ والبكاء، بل ومعاقبتها عندما تفعل ذلك، مع مكافأتها معنويا وماديا عندما تحسن التصرف..
أي ربط التصرف المرفوض منها بالخسائر المعنوية والمادية مثل حرمانها من شيء تحبه، أو من المصروف أو من الجلوس أمام الكمبيوتر أو ما شابه ذلك..
وربط التصرف الحميد بالمكاسب المادية والمعنوية مثل تشجيعها والثناء عليها ومنحها ما تحبه..
مع ضرورة الاعتدال في الموقفين، فلا إفراط ولا تفريط، ولا قسوة ولا مبالغة في التدليل..
واعلموا أن الأمر سيستلزم بعض الوقت للإصلاح، فما حدث خلال 15 عاما من خلل في أسلوب التربية يحتاج لبعض الوقت لإصلاحه، مع ضرورة توقع مقاومة (شديدة) منها، فهي لن تفرط بسهولة فيما اعتادت عليه من تحكم وسيطرة على الأمور..
ولابد من إفهامها بود وحزم أن هذا التغير في المعاملة يصب في مصلحتها في المقام الأول، لأن لا أحد خارج الأسرة سيتحمل أسلوبها، وأكدوا لها على صحة هذا القول بما تعانيه من اضطرابات في التعامل مع صديقاتها واضطرارها إلى تغيير المدرسة مرتين في العام، وأنها لن تجد من يقبل بها زوجة وهي بهذه الصفات..
واختاروا أقرب فرد من الأسرة إليها لينفرد بها ويخبرها بهذا الكلام بشكل لطيف مع التأكيد على أنكم كنتم تبالغون في التدليل بسبب حبكم الزائد لها، وأن نفس الحب الزائد هو الذي يدفعكم إلى تغيير المعاملة بعد أن أساءت استغلال المزايا التي منحت لها بدون حساب..
مع ضرورة تنبيهها إلى خطورة السمنة المفرطة عليها نفسيا وصحيا ومساعدتها على التخلص من الوزن الزائد عن طريق تنظيم تناول الطعام، وممارسة الرياضة ويمكنكم شراء جهاز المشي لتسير عليه في البيت ليساعدها في إنقاص الوزن وممارسة الرياضة البدنية..
وأكدوا لها أنها تستحق أن تعيش حياة أفضل (يحبها) من خلالها كل من يتعامل معها لا أن يتعاملوا معها على أنها مصدر للإزعاج ينبغي الإسراع باسكاته من خلال الإلقاء إليه بما يريده..
أؤكد مرة أخرى على ضرورة اتفاقكم جميعا على ما طرحته من حلول وأن تثقوا جميعا أن ما تفعلونه يصب لمصلحتها في المقام الأول، وأنكم ستضرونها كثيرا نفسيا واجتماعيا بل وصحيا أيضا لو واصلتم الخضوع لها، والعكس صحيح أيضا فإنكم ستساعدونها كثيرا إذا ما قمتم جميعا بتصويب مساراتها النفسية والاجتماعية في الحياة..
وتذكروا أنها ستقاوم –كما ذكرت وأن عليكم التشبث تماما برفض الخضوع لها وعدم التراجع مهما فعلت لأنكم إذا رفضتم الخضوع 20 مرة وخضعتم مرة، فإن هذه المرة (ستحرضها) على العودة للعناد وفرض الرأي..
الأمر ليس سهلا، ولكنه سيتحقق ببذل الجهد (الصبور) والإيجابي لحمايتها من هذه السلوكيات الضارة بها، ولا تنسوا صلاة ركعتي الحاجة ليساعدكم ربي على اجتياز هذه المشاكل التربوية بأفضل الطرق وليبارك لكم في مساعيكم ويوفقكم أيضا. وفقكم الله.
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام
|
|
|