عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2002, 10:41 AM   #4
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


نصائح للمربين

ونتحول الآن لإيراد مجموعة من النصائح المحددة للمربين بشأن الاستثارة السليمة اللازمة لحفز تبلور المهارات الأساسية التي أوردنا الفترات الحرجة لتطورها قرب نهاية المقال السابق، والتي ربما بدا بعضها غاية في القصر لبعض القراء (الأمر الذي يفرض في حد ذاته الاهتمام باغتنام هذه النوافذ الزمنية القصيرة من خلال الاستثارة الخارجية السليمة). ويلاحظ أن كلاًّ من هذه المهارات الأساسية يشكل أساساً لمهارات، ومواهب أرقى.

الإبصار: تتطور الرؤية في معظم الأطفال بدون حاجة لمساعدة خارجية، ولكن لتقوية الرؤية لدى الأطفال، تمهيداً لتقوية ما يترتب عليها من مهارات أعلى، ينبغي على المربين حمل الأطفال بحيث ينفسح مجال الرؤية أمامهم فسيحًا، وتتاح لهم الفرصة لمشاهدة أشياء كثيرة ومتنوعة. ويتعين كذلك إعطاء الأطفال أشياء مشوقة، متعددة الأشكال والألوان عند تركهم وحدهم (مثل الأشكال شديدة التباين التي كانت في هدية العدد السابق من "خطوة").

الثروة اللغوية/الكلام - اللغة الأم: ينبغي التحدث مع الأطفال، بعبارات سليمة قدر الإمكان، والقراءة لهم دائماً، بغض النظر عمَّا إذا كان المربي يرى أنهم يفهمون أو لا يفهمون، فالأطفال، حتى حديثي الولاة - وعند البعض أيضاً وهم ما زالوا في الرحم - يحللون تراكيب الكلام، ويتمثلونها، قبل أن ينطقوا أو يفهموا بالكامل.

اللغات الأخرى: عند الولادة يكون الأطفال مهيئين للتحدث بأية لغة، ولكن في خلال عدة شهور تقوى وصلات خلايا المخ التي تمكنهم من استيعاب وصنع الأصوات التي تكون اللغة الأم التي تصلهم من البيئة المحيطة، وفي الوقت نفسه تضعف الوصلات الخاصة بالأصوات التي لا تتردد في كلام البيئة المحيطة، وقد يكون بعضها جوهريًّا للغات الأخرى. ويدل البحث الحديث على أن عدم بناء الوصلات اللازمة لأصوات لغة ما قبل الخامسة من العمر، يعني صعوبة أن يتمكن الشخص من التحدث بهذه اللغة دون لكنة. وعلى هذا، خلافاً للحكمة التربوية التقليدية، فإن التعرض للغات الأجنبية مبكراً، وبأشكال متنوعة، يساعد على تقوية فرصة إتقانها والتحدث بها بطلاقة.

التطور العاطفي: تساعد البيئة المُحِبَّة الحانية على بناء وصلات خلايا المخ التي تشجع الاستقرار العاطفي، بينما يؤدي التعرض المتكرر للقلق والضغوط والنفسانية إلى بناء وصلات بين خلايا المخ تقوى مشاعر الخوف والعدوانية. ومن المهم، للمساعدة على بناء الاستقرار العاطفي للأطفال، الاستجابة السريعة، والمحبة بدفء، خاصة عندما يبكون - فالبكاء أحد أشكال التعبير عند الأطفال، والأهم هو تفادي الاستجابة المتكررة لتصرفات الأطفال بإحباط ونفاد صبر.

المنطق/ الرياضيات: المخ عند الأطفال الصغار أوفر استعدادًا لاستيعاب "مفاهيم" المنطق والرياضيات - مثل الفرق بين القلة والكثرة ومفاهيم التصنيف والعلاقات (التناظر) - أكثر من "الحقائق"؛ ولهذا فمن المفيد جدًّا اغتنام الفرص لشرح مثل هذه المفاهيم في مواقف عملية مشوقة مثل فصل الملابس البيضاء عن الملونة قبل الغسيل، ووضع شوكة أو ملعقة بجوار كل طبق عند ترتيب المائدة.

وإذا كان غياب الاستثارة (الملل) مدمرًا لوصلات المخ، فإن الاستثارة الزائدة عن الحد ترهق خلايا المخ ووصلاته وتضعفها.

الاستثارة السليمة للمخ إذًا ليست مجال لعب أو تجريب، بل هي مسألة معقدة وباهظة الثمن إذا أهملناها، والاستثارة السليمة للمخ هي في الأساس علاقة حب وعاطفة تفاعل مثرية بين الطفل ووالديه أولاً، أو بينه وبين من يقومون على رعايته تربويًّا بشكل أساسي حتى تكاد تنشأ بينه وبينهم علاقة عاطفية قوية تقترب من الأمومة أو الأبوة (ولذلك فمن المهم ألا يتعدد هؤلاء كثيراً أو يتغيرون بسرعة).



--------------------------------------------------------------------------------

([i]) "العقل" في اللغة هو "ما يكون به التفكير والاستدلال". أما "الدماغ" فيعني "حوش الرأس من أعصاب ونحوها، وفيه المخ والمخيخ و..."، و"المخ" هو "معظم المادة العصبية في الرأس، أو هو الدماغ كله إلا المخيخ والقنطرة والبصلة" (المعجم الوجيز، مجمع اللغة العربية، القاهرة). واللفظ الأقرب لموضوعنا هنا هو "الدماغ". غير أن "المخ" أكثر تداولاً ففضلناه.

([ii]) وقد تسارعت نتائجها، على صورة طفرة واضحة، في عقد التسعينيات.

([iii]) البليون يساوي ألف مليون (واحد أمامه تسعة أصفار) والتريليون يساوي مليون مليون، أي واحد أمامه اثني عشر صفرًا.

__________

المصدر : islamonline


 

رد مع اقتباس