عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2007, 11:29 AM   #2
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اختي العزيزة أحييك وأحبك في الله الذي أعلنت حبك لي فيه واعتذر بشدة عن تأخري في الرد بسبب مرضي مؤخرا وقد سارعت بالرد فور شفائي، متعك ربي بكل العافية النفسية والعاطفية والصحية أيضا..
قرأت رسالتك أكثر من مرة وشعرت بانفعالك الشديد أثناء كتابتها وكأنني أسمع صوت نبضات قلبك المتسارعة والتي تمتلئ بالغضب الشديد من زوجك..
وأذكرك أن الغضب اسوأ مستشار للإنسان، فهو يحرمه من الرؤية المتوازنة للأمور ويحرضه على التصرف بعدوانية تجاه من أغضبه ،كما يجعله ينظر إليه بعين السخط وهي عين ظالمة تضخم من المساويء ولا ترى المزايا ،بل أنها أحيان تقوم بتشويه المزايا وتصويرها على أنها عيوب غير محتملة فتنبهي لذلك ..
واسمحي لي أن أصارحك بأنني تمنيت لو التقيت بك وهدأت من روعك وأنا أؤكد لك أنك تزوجت من رجل بالغ الاحترام لنفسه ولك، وأنه زوج مخلص وأنني من خلال خبراتي الواقعية والتي عايشت فيها الكثير من قصص خيانة الأزواج لمست من خلالها أن الزوج الخائن يمدح زوجته ويدللها إما لإحساسه بالذنب تجاهها أو لمداراة ما يفعله عنها..
فاسعدي بزوجك المخلص وانعمي بصدقه معك، فأنا لا اقبل لك أن يكذب زوجك عليك ليقول لك أنك أجمل امرأة في الكون بينما هو لا يرى ذلك..
أما عن قولك بأنك متوسطة الجمال فلا أرى ما يسيء إليك، فإن متوسطة الجمال يمكن أن تكون أجمل امرأة في الكون إذا ما أضافت لجمال مظهرها الابتسامة الرائعة والمظهر المتجدد، والنفس الراضية بزوجها كما هو وليس كما تريد تغييره..
والحقيقة أنه لا يوجد إنسان يغير سوى نفسه.. كما أنه لا يوجد زوج بلا عيوب، وزوجك رجل محترم وصادق.
أما عن ضيقك منه لأنه ينظر إلى النساء في عمله، فدعيني أسألك فماذا عن النساء في التلفاز، هل ستقومي بفرض الحصار عليه وبالمناسبة لماذا لا تكونين أكثر ثقة في نفسك بل زهوا بجمالك المتوسط الذي أخبرك برضاه عنه و الرضا درجة أعلى من الاقتناع وليس كما يوسوس لك الشيطان..
وتذكري أن زوجك رجل صريح وغير مجامل ولا أحب وصفك له بالغباء الاجتماعي وافضل وصفه بالنقاء والبعد عن التزييف، ولاشك أنها صفة رائعة في هذه الأيام التي كثر فيها الزيف وأصبح زوجك عملة نادرة –حفظه لك ربي وما شاء الله عليه، ومتعك بصحبته في الدنيا وفي الفردوس الأعلى ولا ترضي عنه بديلا أبدا..
وأتمنى أن يرضي غرورك أن جمالك يختلف عن المواصفات التي كان يحددها قبل الزواج وأنك قلبت هذه المواضفات رأسا على عقب وأنه شعر بالانجذاب نحوك واختارك، وحتى لو لم يكن قد شاهدك، فلاشك أن نساء أسرته قاموا بوصفك له..
اسعدي أختي العزيزة بحب زوجك لك، وبصدقه في أنه يرى من يترددن عليه في عمله، وهل تريدين أن يكذب عليم ويقول أنه لا يراهن، وكيف ذلك وهو يتعامل معهن..
كوني أكثر ثقة بنفسك، وتوقفي عن محاولة اقناع زوجك بالانبهار بجمالك الشكلي، فصدقيني فإن الرجل لعد فترة قصيرة من الزواج يعتاد على جمال زوجته الظاهري ويزداد انجذابه العاطفي والحسي لها لحسن تعاملها معه ولاهتمامها به كرجل ولإشعارها له بأنه رجل حياتها بدون مبالغة لا في الالتصاق ولا في الحصار العاطفي أو الحسي أو الابتعاد وفرض الشروط للاقتراب منه، مثل ما تفعلين من ضرورة تقديمه أشكال الانبهار بك، ورفض النظر إلى امرأة غيرك..
قولي لنفسك: حتى إذا تعامل زوجي مع ملكات جمال الكون فأنه (اختارني) وحدي لأكون زوجته و(رضي) بجمالي وصارحني بذلك، وسأزيد من رصيدي العاطفي لديه بطرد كل الغيرة أو المشاعر السلبية تجاه عمله، وسأتنفس الثقة بالنفس وأتوقف عن المبالغة في أهمية جمالي الظاهري.
هذا في الوقت الذي سأزيد رصيدي منه بالحفاظ على رشاقتي وعمل الأقنعة الطيعية المناسبة لبشرتي وتجديد مظهري وملابسي في المنزل بهدوء والتجاوب العاطفي والحسي معه والتودد إليه بذكاء وبلطف وبلا مبالغة والاهتمام بشؤونه والتعامل معه بأفضل مما أتعامل مع صديقتي المقربة، وسأنعم أيضا بأمومتي وبباقي اهتماماتي في الحياة .
وسأقول لنفسي دائما: أنا أفضل وأهم وأغلى من أن أكون مجرد شكل جميل، أنا إنسانة متكاملة يشكل الجمال جزء فقط من وجودها الإنساني، وسأزيد تنمية عقلي ومهاراتي في الحياة وسأجعل زوجي يحب عقلي ويرض عنه كما رضي عن جمالي، وزوجي أحد مكونات حياتي وليس كلها ولن استنزف طاقاتي بتأليف مواقف لألفت نظره إلى جمالي. وسأتذكر أن معظم ملكات الجمال وعارضات الأزياء يفشلن في زواجهن، لأن الزوج لا يبحث عن مجرد شكل أو جسم جميل جدا ليتزوج منه، بل يبحث عن مواصفات كثيرة للزوجة يشكل الجمال إحداها فقط، ويتكون بالباقي من الابتسامة المرحبة وحسن التعامل وسعة الأفق .
والزوجة الذكية هي التي تكون أفضل صديقة لزوجها وهي التي تحرضه أن يتكلم بتلقائية وبدون تكلف، وأـصارحك بالقول أن الزوج المحب هو الذي يتحدث مع زوجته كما يفعل زوجك، وهو لا يقلل من شأنك بل يتحدث معك وكأنه يكلم نفسه بدون أي تزييف وهو أقصى درجات الحب الصادق فانعمي بهذه الميزة وقولي لنفسك: لست بحاحة إلى المجاملة فأنا جميلة بالفعل والثقة تضاعف الجمال وسأفوز بها ولن أهزم نفسي أبدا..
أما صديقاتك اللاتي يسعد بهن أزواجهن، فأرد عليك بأن زوجك سعيد بك بالفعل ولكن على طريقته الخاصة والمشكلة أنك تريدين أن يسعد على طريقتك أنت، وكما قيل عن حق فإن البحث عما ينقص هو السبيل المؤكد للتعاسة..
ياسيدتي زوجك يحبك وحريص عليك ويستمر في زواجه منك فماذا تريدين أكثر من ذلك..
لا تحدثينه عن غض البصر ثانية، حتى لا تحرضينه على النظر لغيرك ولا تفتشين عن المتاعب وأنت لا تريدين مفارقة زوجك بقدر ما تريدين (إجباره) على أن يتصرف كما تريدين وهو ما لن يحدث ولن يجر ورائه سوى الخسائر التي أدعو لك من قلبي أن تحمي نفسك منها..
اقرأي الرد عدة مرات واختاري السعادة واستمتعي بشبابك وجمالك وبأمومتك وبجب زوجك لك وتابعينا بأخبارك –إن أردت بالطبع- ووفقك الله واسعدك.
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام