|
متلازمة داون (المنغولية )
.
المنغولية (Mongolism) :
تعتبر حالات الاعاقة العقلية والمصنفة ضمن حالات المنغولية من الحالات الأكثر شيوعاً بين حالات الإعاقة العقلية
إذ تصل نسبة الأطفال المنغوليين إلى حوالي 10% من حالات الاعاقة العقلية .
سبب التسمية :
سميت حالات المنغولية بهذ الاسم نسبة إلى التشابه بين الملامح العامة وخاصة ملامح الوجه ، لهذه الفئة والملامح العامة للنوع المنغولي ، والتي تتمثل في العيون الضيقة ذات الاتجاه العرضي والوجه المسطح المستدير والأنوف الضيقة وقصر القامة وقد بقيت مثل هذه التسمية للأطفال المنغوليين شائعة حتى عام 1886، حيث سميت مثل هذه الحالات باسم عرض داون ( Down Syndrom ) نسبة إلى الطبيب الإنجليزي لانج دون داون الذي قدم محاضرة طبية عن حالات المنغولية واقترح التسمية الجديدة التي لاقت اقبالاً من أوساط المهتمين في ميدان التربية الخاصة ولكن التسمية القديمة مازالت شائعة حتى يومنا هذا في كثير من أوساط التربية الخاصة .
ويتميز الأطفال المنغوليين بخصائص جسمية وعقلية واجتماعية مميزة تختلف عن خصائص فئات الإعاقة العقلية الأخرى
الخصائص الجسمية :
وتتمثل تلك الخصائص في شكل الوجه حيث الوجه المستدير المسطح والعيون الضيقة ذات الاتجاه العرضي وصغر حجم الأنف وكبر حجم الأذنين وظهور اللسان خارج الفم والأسنان غير المنتظمة وقصر الأصابع والأطراف وظهور خط هلالي واحد في راحة اليد بدلاً من خطين
الخصائص العقلية :
فتتمثل في القدرة العقلية التي تتراوح بين المتوسطة والبسيطة ،اذا تتراوح نسب ذكاء هذه الفئة مابين 45ـ70 على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية ويعني ذلك قدرة هذه الفئة على تعلم المهارات الاكاديمية البسيطة كالقراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية ومهارات العناية بالذات ومهارات التواصل اللغوي والمهارات الشرائية والمهنية ويمكن تصنيف هذه الفئة ضمن فئة الأطفال القابلين للتعلم .
الخصائص االلغوية :
تتمثل في المهارت اللغوية الإستقبالية والتعبيرية حيث يواجه الأطفال مشكلات في االلغة التعبيرية إذ يصعب عليهم التعبير عن ذواتهم لفظياً لأسباب متعددة اأهمها : القدرة العقلية ، وسلامة جهاز النطق ، وخاصة اللسان، والأسنان
اأما مشكلات اللغة الاستقبالية فتبدو اقل مقارنة مع اللغة التعبيرية إذ يسهل على الطفل المنغولي استقبال اللغة وسماعها وفهمها وتنفيذها .
التشخيص :
يمكن تشخيص حالات المنغولية قبل وبعد الولادة ، إذ يمكن للطبيب الأخصائي في الولادة وعلم الوراثة اكتشاف مثل هذه الحالات قبل عملية الولادة عن طريق أخذ عينة من السائل الأميني المحيط بالجنين وفحصه وراثياً أو عن طريق جهاز الأمواج فوق الصوتية (Altra Sound System ) والذي يظهر قياسات محيط الرأس تبعاً لمتغير العمر الزمني للحمل لدى الاطفال العاديين ومقارنة تلك القياسات مع الأطفال المنغوليين .
الأسباب :
تعود أسباب المنغولية إلى خلل في كروموسوم رقم (21) الذي تحمله الأم وخاصة في الأعمار المتقدمة للأمهات بعد عمر 25 سنة ،فكلما زاد عمر الأم كلما زادت الفرصة لولادة أطفال منغوليين ، وبسبب من ضعف هذا الكروموسوم لدى الأمهات المتقدمات في العمر قبل الحمل حيث يظهر زوج الكروموسومات هذا ثلاثياً لدى الجنين وبذت يصبح لدى الطفل المنغولي 47 كروموسوماً بدلاً من 46 .
ومن الأسباب الأخرى لحدوث حالات المنغولية ، حدوث خطأ في مكان الكروموسوم (Chromosome Trans????????) وارتباط بكروموسوم آخر ويقصد بذلك احتمالية حدوث خطأ في موقع الكروموسوم رقم 13 ، 14 ، 15 مع الكروموسوم رقم 21 ويعتمد الأمر على حالة الصفة الوراثية لكل من الأم والأب لتلك الكروموسومات فيما إذا كانت ناقلة أو عادية .
فإذا كانت الصفة الوراثية للأب ناقلة والأم عادية فإن احتمالية حدوث حالات المنغولية هي 2% وإذا كانت الصفة الوراثية للأب عادية والأم ناقلة فإن احتمالية حدوث حالات المنغولية 30% . ويمكن تفسير ذلك إلىاحتمالية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة الناقلة .
من كتاب (مقدمة في الإعاقة العقلية )
أ.د/ فاروق الروسان
|