سامي السماوي

بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 21137  تاريخ التسجيل :  08 2007  أخر زيارة : 14-07-2009 (02:33 PM)  المشاركات : 9 [ + ]  التقييم :  10

لوني المفضل : Cadetblue

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تظل قضية الزواج بثانية تتعرض لمناقشات ورؤى شخصية وأحياناً إلى مهاترات ، وأغلب الردود تمثل رؤية شخصية لحادثة التعدد سواء من قبل الإخوة أو الأخوات ، ويضل تناول الموضوع بجوانبه المتعددة لم يطرح بعد .
والسبب في ذلك أن الزواج من أخرى لا يحقق غرضاً شخصياً ولا يحل مشكلة خاصة فقط ، بل هو موضوع اجتماعي يمس المجتمع كله فالحديث عن الرجل المريد للتعدد فيه إهمال للمرأة التي تقبل بالتعدد ، والمجتمع يتأسس عبى هذين الشخصين .
فالمسألة تحتاج إلى رؤية أوسع من مجرد طرح رأي شخصي ، ومن الأدلة على أن المسألة يتناولها المتناقشون من زاوية واحدة ، أنه لا يعرض إلا رأي الزوجة الأولى أو الفتاة التي لم تتزوج بعد ، لكن ماذا عن رأي الزوجة الثانية ؟ أليست هي محور النقاش ؟ أليست هي شريحة الدراسة التطبيقية ؟ لماذا لا ينظر في أسباب قبولها لرجل متزوج؟
والحقيقة أن المرأة تناقش قضيتها في حال محرج ، وعندما تمر أحد الأخوات التي ترفض التعدد بذات الموقف فسوف تكون أول المؤيدين للتعدد ، بل ستقبل برجل متزوج ، خير لها من الوحدة .
إن الله تعالى حكيم عندما أباح التعدد ، فالله تعالى خلق العباد وعرف سبحانه يعلمه المحيط حاجاتهم وما ينقعهم وما تستقيم به حياتهم ، ولكن الكثير من الناس يتعامل مع القضية دون نظر إلى الظروف المحيطة ودون أن يكون لديه رؤية اجتماعية للأمر فتخرج أحكامه فردية .
والإسلام يراعي الفرد ويبنيه ويراعي المجتمع أيضاً ويبنيه من خلال رؤية مصلحية ثاقبة ، ولا يتوقف التشريع على لاأحوال العادية بل يتعداه إلى تشريع في أحلك الظروف يراعي فيه الأحوال الظروف الخاصة والعامة ، ولذا جاء تشريعه للتعدد متوافقاً مع الحكمة العظيمة للمشرع سبحانه وتعالى .
وهذا لا يعني أن الرجال كلهم ينظر من زاوية المصلحة برؤية سليمة ، بل للأسف فالبعض منهم ينظر للمرأة كسلعة قابلة للإبقاء أوالتغيير ، وهو بذلك يمارس دور الظالم للمرأة المستغل لظروفها .
فيبقى التعدد شرعياً ونافعاً للرجل والمرأةللمجتمع لكن بضوابطه الشرعية
والله أعلم