عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2007, 09:25 PM   #12
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أخي الفاضل قرأت رسالتك كثيرا وخرجت بنفس النتيجة عند كل قراءة..
إذ تذكرت جيدا أن العقل يحتفظ لا يحتفظ بالفكرة كما هي فإما تزيد أو تنقص..
كما تذكرت أيضا المقولة الرائعة يجب علينا التأكد من صحة أي فرض قبل التصرف بناء عليه..
فأنت لم تحاول انقاص خجلك لذا تضاعف بعيدا عن سيطرتك..
وافترضت أن الآخرين يراقبون خجلك بل ويسمعون دقات قلبك وتصرفت على هذا الأساس واسمح لي أنه خال تماما من الصحة وأنك استرسلت في مخاوفك وفي انعزالك الذي قلت أنه يزيد الأمر سوءا واتفق معك تماما في ذلك بناء على مخاوف لا أساس لها في الواقع بل ألقى بها الشيطان اللعين في عقلك وقلبك كي يحرمك من الاستمتاع بكل مباهج الحياة المشروعة ولكي يسرق منك عمرك في مخاوف ولا أساس لها من الصحة..
يا سيدي الفاضل الناس كلها لديها ما يشغلها من أحلام وطموحات واحباطات أيضا عن مراقبة الآخرين، وحتى لو لاحظ الناس خجلك فلماذا تتضايق من ذلك فأنت لم تفعل أمرا محرما يخل بالشرف..
تقول أنك تكره التجمعات على حبك لها وأصدقك تماما، فأنت تكرهها لخوفك منها وتحبها لأنها تحقق لك ما تتمناه بداخلك من رغبة في التواصل مع الحياة والتوقف عن وأد نفسك..
لقد أصبحت تكره أصحابك لأنك تقارن بينك وبينهم وتقوم ب(التهوين) من شأنك بصورة مبالغة القسوة ثم تقوم (بالتهويل) من صفاتهم الجيدة التي تفتقدها في نفسك وتشعر بالضآلة وبالطبع تهرب من التواجد معهم حتى لا تشعر بهذه الضآلة..
واطمئنك أنك لا تقل عنهم شيئا سوى في (استسلامك) للخجل وتوابعه المهلكة للنفس (وابشرك) أيضا أن بيدك وحدك الخلاص من هذه الحالة وأنه لا يوجد شيء في الكون يستحق أن تفكر ولو لمجرد ثانية في الانتحار من أجله..
قم الآن بارخاء عضلات وجهك ثم ارخ عضلات كتفيك واعتدل في جلستك وضع رجليك بثبات على الأرض وابتسم بلطف واشعر بارتياح كبير وتنفس بهدوء شديد من الأنف والفم مغلق واحتفظ بالنفس بعض الشيء وأشعر بالطمأنينة تتسلل بلطف وبعذوبة داخل عقلك وقلبك وكل جسدك واسمح لابتسامتك أن تتسع تدريجيا واغمض عينيك بلطف وقم بالتربيت على نفسك وأشعر بالطمأنينة تتغلغل بداخلك ثم اطرد النفس بهدوء شديد من الفم وأشعر بأنك تطرد كل مخاوك وتخلصي من كل هذه الأحمال النفسية التي تعيق تواصلك مع الحياة..
كرر هذا التمرين عدة مرات يوميا وستشعر بتحسن هائل..
وقبل ذلك توضأ وصلي ركعتي الحاجة وأطلب معونة الرحمن وفضله وكرمه ليعينك على تجاوز خجلك وأدعو وأنت بداخلك اليقين التام بقبول الدعاء..
ثم أبدأ في معالجة نفسك من الخجل وستتمكن من ذلك فالخجل عادة ما يقترن بنقص أو فقدان الثقة بالنفس فاعمل على استرداد هذه الثقة واكتب قائمة بممزياتك وافرح بها حتى لو كانت لا تضم إلا ميزة واحدة مثل أنك طيب القلب أو أنك ترغب في الخلاص من مشكلتك..
ثم قل لنفسك بصوت مسموع عدة مرات يوميا: على الرغم من خجلي إلا أنني أحب نفسي واتقبلها بعمق وكرر ذلك وأنت مغمض العينين وفي حالة استرخاء جسدي وذهني ثم انهض ببطء لمزاولة أمورك الحياتية وتدرج في الاقبال على الناس، وقل لنفسك: الناس جميعا لديها عيوب ولكنهم يمضون حياتهم ويحاولون تحسينها ويحبون أنفسهم ولا يقسون عليها ولذا أنهم سعداء وبامكاني أن أنضم إليهم وهذا ما سأفعله فورا ولن أتراجع أبدا حتى لا أخسر دينيا ودنيويا..
وتدرج في الاقبال على الناس وكافئ نفسك واحتفل بأي نجاح ولو كان طفيفا وأرحم نفسك عند أي خطأ ولا تبالغ في التوقف أو تعتبره انتكاسة (بشعة) وقل لنفسك: لا بأس الجميع يخطأون من آن لآخر والأذكياء لا يقسون على أنفسهم دائما وأنا ذكي وأحب نفسي وأرحمها واتقبلها بعمق بل وأدللها أيضا باسعادها بكل المباهج المشروعة بالطبع..
وعندئذ لن تفضل الأماكن المعتمة لأنك لن تخاف أن يراك الآخرون بل ستنفتح على الحياة وتنهل المكاسب فيها وتحيل خسائرك السابقة إلى مصادر للخبرة..
وإذا شعرت بالرعشة في جسدك وبتسارع دقات القلب لا تستسلم لها ولا تؤذي نفسك بتوهم أن الآخرين يلاحظونها وسيسخرون منك بل قل لنفسك بهدوء: بالرغم من هذه الأعراض إلا أنني أحب نفسي وأتقبلها بعمق وقادر بمشيئة الرحمن على الانتصار عليها..
وتنفس بهدوء شديد وأرفع رأسك ولا تنظر للأسفل أبدا واعتدل في وقفتك أو جلستك وركز على تنفسك لمدة ثوان وستتراجع بمشيئة الرحمن كما حدث في حالات مشابهة عايشتها بنفسي ونجحت بفضل الرحمن في التغلب على هذه الأعراض وأثق أنك ستنضم إليهم فور اتخاذ (القرار) بأن تعيش منتصر وترفض الهزيمة..
وأخيرا الحياة لن تعطيك إلا ما تعطيه لنفسك، فاعط لنفسك الطمأنينة وحسن الظن بالخالق عز وجل والخوف من المواجهة يضخم من المشكلة (فاقتحم) المجتمعات تدريجيا وستجد النتائج الرائعة التي تنتظرك فلا تتأخر على نفسك ويكفي ما أضعته من عمرك في العيش أسيرا لمخاوف لا أساس لها في الواقع فحرر نفسك من الأسر وأخبرنا بالتطورات الإيجابية والرائعة ولا تتأخر علينا.. وفقك الله.
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
ورئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام