عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-2002, 11:02 PM   #1
الحسام
عضو نشط


الصورة الرمزية الحسام
الحسام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1886
 تاريخ التسجيل :  07 2002
 أخر زيارة : 05-09-2002 (07:15 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ما اثقل الحياة .... بلا ايمان



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
كلنا لاشك نعاني ضغوط الحياة ومشكلاتها , وحزناً على آمال أجهضت او فرص ولت ومعظمنا تعرض لظغوط شخصية او كارثة مالية او مصيبة كادت تفقده توازنه.
وبعضنا ربما يعيش في قلق دائم وهم مستمر بسبب تطلعاته نحو حياة افضل دون ان يملك القدرات والإمكانات اللازمة لذلك .
من منا لم يصب بمصيبة ... ومن منا لم يمر عليه في حياته كدر او كبد فالدنيا لاتخلوا من بلية ولا تصفوا من رزية .
خطورة هذا الضغوط تكمن في الآثار السلبية التي يمكن ان تنجم عنها كالاضطرابات النفسية المختلفة حتى إننا اصبحنا نرى ونلحظ في كل يوم الكثير من الضحايا الذين اقعدتهم الهموم والغموم واشغلتهم الوساوس وعذبتهم الهواجس حتى اضنت اجسامهم واضعفت قواهم فأصيب كثير منهم بالأمراض العضوية المختلفة ناهيك عن الأمراض النفسية المخيفة كالأكتئاب والهوس وغيره .

يؤكد علماء النفس ــ بل يكادون يجمعون ــ ان معظم الأمراض النفسية الناجمة عن ضغوط الحياة ومشكلاتها إنما هي في الأصل نتيجة لأنماط خاطئة في التفكير .
وتبعاً لذلك فإن جميع مدارس العلاج النفسي تهدف اول ما تهدف إلى تغيير افكار المرضى النفسيين عن انفسهم وعن الآخرين وعن الحياة .
وإن كان لكل مدرسة اسلوب يختلف عن الآخر إلا انها جميعاً لم تحقق النجاح المرجو في القضاء على الأمراض النفسية الناجمة عن ضغوط الحياة وذلك لأنها تركز على الجانب المادي من العلاج فحسب وتهمل الجانب الأهم وهو الجانب الأيماني الذي يكفل الحياة الطيبة في الدنيا والآخره.
والجانب المادي من العلاج فحسب يقف عاجزاً في احايين كثيرة عن إيجاد حلول ناجعة لمالجة اثار كثير من المآسي والآلام التي تعرض للانسان في حياتة فإذا لم يكن الأنسان على قدر كبير من الإيمان بالله وقضائه وقدره فإنه لن يستطيع ان يتحمل نوائب الدهر .
ولكي يتضح لك ذلك بصورة جلية يكفي ان تقارن بين حال الإنسان عند مواجهته للضغوط قبل الأيمان وبعده .
فهذه الخنساء رضي الله عنها لما واجهت احد المواقف الضاغطة في جاهليتها حينما فقدت اخاها صخراً في إحدى المعارك إنهارت تماماً وملأت الدنيا علية حزناً وشعراً وبكاءً وعويلاً حتى همت بقتل نفسها كما قالت في أشعارها :
يذكرني طلوع الشمس صخراً ****** وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ****** على إخوانهم لقتلت نفسي
ثم انظر إليها بعد ان غير الإسلام انماط تفكيرها فانقلبت رأسا على عقب حتى لكأنها امرأه اخرى فقد واجهت موقفاً اصعب واشد فحينما بلغها نعي اولادها الأربعة ماذا كان موقفها !! وكيف استقبلت النبأ الفاجعة ؟
لقــــد قــــالـت ولم تزد على ذلك : " الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وارجوا من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته " ما الذي غير الخنساء من امرأة لم تستطع ان تتمالك نفسها وفقدت رشدها وصوابها بموت أخيها إلى امرأة صـابرة ثابتــة بل ولربها شاكرة بموت اربعة من ابنائها ؟
إنه الإيمان الذي يتحصن به الإنسان من الضغوط والفتن ... وهو المعين على الصبر والجلد وقت المصائب والمحن ... وهو الذي يغير الأفكار المميتة إلى افكار واقعية تتماشى مع الحياة وطبيعتها .
فمن الذي يستطيع ان يواجه اي ضغط من ضغوط الحياة او اي مشكله من مشكلاتها دون ان يستعين بخالقة الذي بيده امور القضاء والقدر في كل صغيرة وكبيرة في حياته فهو الذي يفرج الهموم ويكشف الغموم ولا قدره لأي مخلوق في كشف الضر او جلب النفع إلا بإذنه تعالى : يقول النبي صلى الله علية وسلم لابن عباس رضي الله عنهما : (واعلم ان الأمه لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
هذا الإيمان بالله وقضائه وقدره هو ما يتميز به المسلم عن الكافر فإذا حدثت اسباب الخوف والمت بالإنسان المزعجات تجد صحيح الإيمان ثابت القلب مطمئن النفس متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما هو في وسعه من فكر وقول وعمل وهذه احوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده .


الموضوع منقول



مع تحيات الحسام:26:
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس