الموضوع: مقالة الضحية !؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2001, 04:27 PM   #1
ليلى عناني
كاتبة في جريدة البلاد


الصورة الرمزية ليلى عناني
ليلى عناني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 672
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
 المشاركات : 128 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
مقالة الضحية !؟



همسة صدق ليلى عناني

الضحية !!؟
يمكن لكثير من الناس أن يخفوا حقيقتهم خلف أقنعة لفترة محددة وتأتي أحداث على غير توقعاتهم فتنزع أقنعتهم وتعريهم أمام الجميع فتكون ردة فعلهم عنيفة كإعصار مدمر يحطم كل من يصادفهم في هجوم لا يرحم غير عابئين بنتائجه التي تزيدهم خسارة على خسارتهم باكتشاف أمرهم !! فأقنعتهم لا تتحمل الخداع لفترة طويلة وتسقط عنهم مظهرة بشاعة تصرفاتهم، فيتخذون حيل أخرى يمثلونها ويتقمصون صورة الحمل الصغير متخذين مبررات لفعلهم ذلك، وتلك الحيل تنطوي على البعض ويرفضها آخرون والذين يؤمنون بأنه " ليست كل الطيور تؤكل لحومها" !
غلف الحزن قلبها واعتصره ألما وحسرة.. فآخر ما توقعته أن يصدر ذلك من أقرب الناس إليها كانت تبذل الكثير في إسعاد كل من تعرفهم سواء كانوا أقرباء أم أصدقاء! حتى جاءت اللحظة التي سقط فيها القناع وظهر الوجه الحقيقي، حقيقة لن تستطيع اخفاءها مهما حاولت فقد نسيت تلك الإنسانة حق الله عليها واصبحت تتعامل معها وكأنه بينهما ثأر بائت تريد رده!! والوجه الحقيقي الذي ما توقعته يوماً بات مكشوفاً فأي الأقنعة تجدي الآن؟ أبعد كل ما قدمته لها تكون هديتها بالطعن في الوجه والخلف وتكون هي سبب تعاستها !!.
ليتها كانت تواجهها بمشاكلها لكانت تمد لها يد العون بكل حب وحنان وبدون مقابل بل كانت تلجأ لكل غريب في مساعدتها وتأخذ بنصيحة أقل الناس خبرة في الحياة وتركل بقدميها نصائح من وضع الله الجنة تحت قدميها !! نعم لقد نسيت بأنها أمها التي أوصى بها الله في كتابه العزيز، لا يكن كلامها معها غير تقريض ولزع وإهانة وألوان من النكد المتواصل لا تقدم لها غير ما يعكر صفو حياتها وأصبحت لا تميز في التعامل مع الأم وغيرها؟ وعميت عينيها وقسى قلبها حتى كان كالحجارة أو أشد قسوة، استفاد الجميع من كل خير قدمته لهم تلك الأم الضحية ورفضته هي وبدون رحمة.. وتبكي تشتكي الظلم الواقع عليها وكأنها تعيش مع زوجة أب شريرة فمن يسمعها تحكي قسوة امها مخلوطة بدموع التماسح يحنق على الأم ويتمنى أن يتمكن من رقبتها فيفصلها عن جسدها انتقاماً!!. فكيف لتلك الأم أن تصنع هكذا بذلك الحمل البريء بتلك الوداعة الماثلة أمامهم بذلك الجمال الذي يخفي وراءه قطعة من الصخر لا يراها غير ضحيتها؟.
وماتت الأم ولفظت أنفاسها واستراحت بعد اكتشافها ما فعلته بها ابنتها تاركة دار البوار لمن يُخدع بها ووجدت الإبنة نفسها وحيدة نادمة بعد فوات الأوان حيث لا يجدي الندم! فهل هناك من يعتبر؟.

ليلى عناني
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس