عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2007, 04:25 PM   #2
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


احترمت كثيرا عدم إخبارك لأحد بخياننة زوجك وأؤكد لك أنك استفدت من ذلك، فبالإضافة إلى عدم تشويه سمعة زوجك ووالد أطفالك، فأنك ربحت حماية نفسك من تدخل الأهل والأصدقاء والذي غالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية انت في غنى عنها.
واسمحي لي أن أبدي أنني رغم احترامي البالغ لألمك عن خيانة زوجك فأنني لا أتفق معك مطلقا في مجرد التفكير ولو ثانية فقط في قتل نفسك بسبب خيانته لك، فأنت (أغلى) وأهم وأفضل من أن تفقدي حياتك بسبب خيانته لك، وتذكري دائما أن زوجك (مجرد) جزء من حياتك، فأنت إنسانة أولا وقبل كل شيء ولديك على نفسك (حقوقا) لا تعد ولا تحصى مثل إعطاء نفسك حقها في العبادة والتقرب من الخالق وعدم التعامل مع أي إنسان، ولو كان زوجك على أنه القادر على إسعادك أو اصابتك بالتعاسة فأنت (أغلى) من ذلك كما ذكرت لك..
ومن حقوقك على نفسك أيضا صيانتها من كل تفكير يؤدي إلى اصابتها بالأذى النفسي، ومن ذلك الاستغراق في التألم من خيانة زوجك لك.
وأود أن تتدربي على تجاهله أثناء غيابه عنك وأن تتشاغلي عنه بما يمتعك بالمباهج المشروعة والاستمتاع بأمومتك وبعلاقاتك الاجتماعية مع أسرتك ومع صديقاتك وبممارسة الرياضة البدنية لإفراغ شحنات التوتر والعناية بجمالك وبرشاقتك من أجل نفسك والعودة إلى الاستمتاع بهواياتك وتنمية كل جوانب حياتك وعدم السماح لتألمك من خيانة زوجك بأن يلون حياتك بالكآبة حتى لا تظلمي نفسك..
كما أود أن تتوقفي عن المناقشات الكثيرة معه، لأنها تؤدي إلى نتائج عكسية فكل الرجال يكرهون المناقشات وأتمنى أن تتوقفي عن قول جمل مثل: خيانتك تؤلمني وأنا لا أستحق ذلك،أوأنا أحبك كثيرا فلا تؤذيني بالخيانات لأنها لن تفيد مطلقا..
وإذا أردت الإشارة إلى خيانته فلتكن بأسلوب موجز للغاية وأن يكون التركيز على أنه يخسر دينيا ودنيويا بهذه الخيانة ولا تشيري مطلقا إلى تألمك، ولا تبالغي في الحديث بانفعال ولا بحماس زائد، بل كوني هادئة تماما وأنت تقولين له: أنه أفضل من أن يترك نفسه للخيانات وأنك تشفقين عليه من افتضاح أمره فيخسر دنيويا فضلا عما ينظره من عقاب الخالق عز وجل، ثم تتركين له المكان لعله يفكر في الأمر بعيدا عن الإلحاح والحصار الذي قد يدفعه إلى العناد والتمادي في الخيانة..
أما عن قولك أنك ضحية فهذا ليس صحيحا لأنك (اخترت) الاستمرار معه لأنك تحبينه، أي لأنك تسعدين بالقرب منه، أما عن قولك بأنك لو كنت شكوته لتوقف فهذا غير صحيح وأؤكد لك ذلك..
ابدأي صفحة جديدة مع نفسك ومع الحياة واعتزي بذكائك الذي حماك من فضح زوجك ومن أن تكوني (علكة) في أفواه الجميع وافرحي بأمومتك واجعليهم جزءا أساسيا من سعادتك وليس من عذابك، واستمتعي بكلام الغزل من زوجك ولا تجعلي الشيطان (اللعين) يوسوس لك بأنه كاذب فما الذي يجبره على ذلك..
وعودي للاهتمام بجمالك واقبلي على زوجك في اللقاء الخاص وتجاوبي معه بالقول وبالفعل حتى لا تحرضينه على البحث عن غيرك لتشبعه عاطفيا ولترضي رجولته..
أما عن قولك بأنني حملت إحدى الأخوات في ردي على مشكلتها جزءا من الخطأ فأصارحك بأنني شخصيا عندما أكون في مشكلة وأرى أنني أتحمل جزءا من المسؤولية عنها فأنني أسعد بذلك لأنني أعرف أنني كما ساهمت في صنعها فإنني بمشيئة الرحمن سأستطيع أن اشارك في الخروج منها..
وقد احترمت قولك بأنك لا تدعين الكمال، وهذا صحيح فكلنا لدينا عيوب، وأرى أنك استسلمت للتألم من خيانة زوجك ولم تحرضينه على التوقف عنها من خلال اكتساب صداقته والتوقف عن كثرة النقاشات معه.
غيري أسلوبك مع زوجك ولا تتعاملي معه على أنه المصدر الوحيد لسعادتك، واشيعي الإشراق والمرح في أسرتك وكوني صديقته المقربة وعشيقته وحبيبته وشجعيه بلطف وبصورة غير مباشرة على الصلاة ودعمي علاقتك بأولادك وأخبريه أنهم يحبونه كثيران وتابعيني بأخبارك حتى أطمئن عليك وسأرد عليك بأسرع ما يمكنني حتى تصلين لبر الأمان بمشيئة الرحمن وتسعدين بحياتك كما أدعو لك من كل قلبي.
فاهدئي واطمئني وستسير الأمور بفضل الرحمن كما تريدين، وساعدي نفسك على ذلك واقرأي الرد عدة مرات وخاصة عند شعورك بالضيق ولا تتعاملي مع نفسك كزوجة يطعنها زوجها بالخيانة بل تعاملي كعروس جديدة وابدأي حياة مختلفة مع زوجك وأنا في انتظار الاحتفال معك بالنتائج السعيدة بإذن الرحمن وفقك ربي واسعدك دائما ـأنت وكل من تحبين.
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الأدبي المناوب بجريدة الأهرام