عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2001, 12:27 AM   #1
صوت آخر للسكون
عضو جديد


الصورة الرمزية صوت آخر للسكون
صوت آخر للسكون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 606
 تاريخ التسجيل :  08 2001
 أخر زيارة : 26-05-2008 (05:51 PM)
 المشاركات : 8 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
خاطرة من عمق السكون



في ساعات الليل الأخيرة..
تجلس بعد محاولات لعقد اتفاق مع .. النوم ..
عرضت عليه الملايين ..
ترجته كالمحتاجين..
ساومته كالبائعين..
حاولت أن تغريه كالمحتالين ..
لم يخضع ولم ينكسر..
نظر إليها .. قالت له...: أرجوك لقد تعبت..
أحسًّ بالألم ..و لكنه لا يستطيع أن يهبها جزء منه ..
لأنها لن تستفيد ..فهي متعبة..
من آلام كثيرة ..
من ضياع دائم ..
من حب قاس..
لحظات ثم تركها..
جلست .. تحاول ترجمة أحاسيسها المسلوبة..
تتمنى أن تستطيع التعبير عن مكنونات نفسها .. المرهقة..
عن خفايا روحها المثقلة بالجراح..
و بذلك الحزن..
الذي أصبح يحيا بين ثنايا فؤادها المحزون ..
بين ثنايا فؤادها المكسور..
ذلك الفؤاد النازف .. القلب الذي بدأ يحتضر ..
لم تعد تحتمل .. تريد أن تصرخ بأعلى صوتها ..
و لكنها تعلم أنها لن تحصل على شئ بصراخها..
تريد أن تشعر بذلك الحب ..
ذلك الحب الذي تقرأ عنه في المقالات ..
و في نشرات المجلات..
ذلك الحب الأزلي .. الغريزي الذي يولد معها ..
و لكنها الآن أدركت أنها و لدت لوحدها ..
فذلك الحب لم تعرفه يوما ..
و لكن الجميع يؤكد أنه موجود..!!!
و لكن .. ربما تهاوى ذلك الحب في خضمّ هذه المعمعة..
و ربما لم يستطع أن يمثل دوره بإتقان ..
كم تتمنى أن تلمسه..
أن تشعر به ..
ذلك الحب المغروس في ثنايا قلبها بدأ ينضب ...
فهي تحب .. تحب الكثير ..
و لكنها لا تشعر بذلك الحب البديل ..
تعلمت العطاء دون انتظار المقابل ..
و لكن ذلك المقابل .... كان ..
كان أكواماًَ من الأحزان ..
كان انهاراًَ من الأشجان ..
كان بحوراً من الآلام ..
كان أنّات عصفور جريح ...
كان انتفاضة سمكة في اليابسة...
كان غرقاً .. تخبطاً ..
كان ضياعاً..
ضاعت .. ضاعت نظراتها ..أفكارها..
تخبط كل مشاعرها ..
و غرقت في بحر الأحزان ..
و لكنها لم تمت ..
لماذا ؟؟؟؟ كانت تودّ ذلك ..
و لكنه كان بحراً من الأحزان ..
لا يموت من يغرق فيه...
بل يعيش حياة حياة .. سوداء .. قاتمة ..
تسمع فيها أصواتاً ...
كانت قد سمعتها قبل أن تغرق ..
إنها أصوات استغاثة...
تصرخ ... تستغيث .... تستنجد ..
و .. تفتح عينها ...و تنظر لمن حولها..
جميع إخوتها و أخواتها ..
أمها المسكينة ..
أهالهم ذلك الصوت ...
ذلك الصوت الحزين ..
صوت .. الحنين ..
إلى ذلك الحب الدفين ..
حب مختفي تحت شعار الرجولة ..
صرخت بأعلى صوتها ...
ثم ..
راحت في سبات عميق... علها تحلم بذلك الرجل .. الذي يدعي بأنه أبوها...وقد خلع عن كتفيه ذلك المعطف .. و هو يحملها بين ذراعيه .. فتغمر رأسها في أحضانه .. و تحتضنه بقوة ..حتى لا يهرب مرة أخرى ... و يعود للبس ذلك ........ المعطف....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عذرا على الإطالة..
للجميع التحية ..
و لكنها أناّت أبت إلاّ أن تخرج ...
.....................
الأخ الفاضل أ. القحطاني ...
لا تدري كم أبكتني ... ثم أضحكتني كلماتك ...
و حاولت أن أغمض عيني .. بل كل شئ ...
أذناي .. فمي ...
و لكن لم أستطع الإستمرار ..أعترف بأنني قد اكون بلا إرادة ..
أو أنني إنسانة هشة ... كقشة في مهب الريح ...
و الكلمات أعلاه هي موجهة له ... بكل كلمة فيها ...
فلن تصدق ما سأقوله لك ..
اليوم خرجت و أخي للسوق و نحن عائدون ...
و بسبب تعب أخي لم يستطع أن ينتبه جيدا ..
و فقد التوازن ..
و لا تتخيل كم مرة دارت بنا السيارة ..
و نحن في خط سريع .. يعني أي سيارة ممكن تودينا في ستين داهية ..
و لكن لطف رب العالمين جعلنا نتدحرج على الطريق المجاور ..
و تبهدلنا ساعات ..
و عندما عدنا ...
نظر إلي و كأنني أجرمت جرما ..
ثم أدار رأسه و تركني ..
حتى الحمد لله على السلامة ... لم يقلها .. و لو بعينيه..
و الله في تلك اللحظة تمنيت لو أنه حدث لنا شئ أو متنا لكان تحرك فيه شئ..
الله يسامحه ..
أما أنت فلك كل الشكر على قرائتك ..
و ردودك التي تجعلني أبكي لأرتاح ..
فشكرا لك ..
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس