الموضوع: انا متعبة جدا!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-2007, 03:22 PM   #2
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


احترمت كثيرا أمانتك في عرض مشكلتك ودعوت لك من كل قلبي بالفوز بالطمأنينة وبالسعادة وسعدت للتفاصيل التي ذكرتها فقد القت الضوءعلى سبب المشكلة واطمئنك بأنها قابلة للحل بمشيئة الرحمن وأنه أسهل مما تتوقعين وأنه بيدك وحدك الفوز بالسعادة بعد الاستعانة بالخالق عز وجل والأخذ بالأسباب التي سأطرحها عليك والتوكل على الرحمن وأنت على يقين بالإجابة وتنعمين بحسن الظن بالخالق..
وأبدأ بطمأنتك إلى أن ما تعانين منه ليس اختبارا من الخالق إلا إذا كنت بذلك تقصدين أن الابتلاء لا يكون بالشر فقط وإنما يكون بالخير أيضا..
فالحقيقة أنك نعمت بالزواج وسط معاناة الملايين من البنات اللواتي تأخر زواجهن وتألمهن البالغ من الحرمان العاطفي والحسي ومن النظرة السيئة لهن، فضلا عن اشتياق الملايين من المطلقات والأرامل للزواج ومعاناتهن القاسية من النظرة السيئة لهن في الجحيم بالاضافة الى شعورهن القاتل بالحرمان..
أيضا نعمت –ما شاء الله- وبارك لك الرحمن بالزواج من رجل تحبينه ويحبك وهو ما تتمناه ملايين المتزوجات ولا تجدنه..
كما نعمت –وأكرر ما شاء الله- وبارك لك الرحمن- بالسفر مع الزوج لتحسين الظروف المادية وهو ما يتمناه الكثيرون والكثيرات ولا يظفرون به ويعانون من قسوة الاحتياج المادي..
أقول هذا وأنا أتفهم تماما أحساسيك واحترمها أيضا ولكني لابد أن أتعامل معك بأمانة تامة فالرحمن سيحاسبني على أي كلمة أقولها، كما أن الأمانة تقتضي مساعدتك بالصراحة التامة وكما يقول المثل الرائع: يا بختي بمن بكاني وبكى عليا ولا ضحكني وضحك الناس عليا..
وقد احترمت تماما قولك أنك مازلت تعيشين بقلب مراهقة وأصدق ذلك واسمحي لي أن أؤكد لك أن هذا سبب معاناتك..
فمن سمات المراهقة المبالغة في كل شيء، ومن سمات الشخصية السوية والناجحة أن تعيش في عمرها الحقيقي لا أن تصر على الثبات في العيش في مرحلة سابقة، وأؤكد لك أن استمرارك في العيش بقلب مراهقة سيسرق منك سلامة النفس ويحرمك من السعادة ويجعل زوجك ينفر منك ويقل حبه إليك وربما يقرر في النهاية –لا قدر الله- تطليقك ليعيش حياته مع إنسانة تعيش عمرها الحقيقي ولديها (استعداد) للاستتاع بمباهج الزواج وبالنعم التي لديها بالفعل ولا تطالبه بأن يكون بطلا لأحلام مراهقة بل تتقن الاستمتاع بما يمنحه لها عن طيب خاطر من اشباع عاطفي وحسي، وتتجاوب معه بلطف ونعومة وبأنوثة وبالقول والفعل.
ولا تطالبه أبدا بأن يملأ فراغها لأنه ليس السؤول عن ذلك، بل تسعى لذلك وحدها، وتتذكر أن بامكانها تغيير حياتها جذريا بالسيطرة على تفكيرها، فلا تفكر أبدا في الحصول على المستحيل لأنه لا يوجد أحد في الكون ناله، ولكن تفرح بما لديها وتشكر الخالق عليه مما يرشحها للحصول على المزيد..
وأذكرك بالقول الرائع والصادق تماما: أن الشيطان اللعين يذكرنا بالمفقود لينسينا ذكر الموجود..
وأذكرك أيضا أن وجودك مع أسرتك أثناء المراهقة لم يكن ليرويك عاطفيا والا لما لجأت إلى الاستغراق في خيال المراهقة ولكنك (اخترت) الاستسلام لأبليس اللعين، والنظر إلى حياتك بعين السخط مما يجعلني أخاف عليك دينيا ودنيويا، لأن الشكر هو حافظ النعم، زادك ربي منها..
ولأن من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر..
لذا ابدأي صفحة جديدة رائعة تتنفسين فيها الشكر للخالق عز وجل، وتتعاملين مع زوجك كما كنت تتعاملين مع صديقتك المقربة، أي لا تتوقعين منها ملء حياتك وتكتفين بقضاء بعض الأوقات الممتعة منها من آن لآخر..
وأهمس لك: لو قدر لك العيش مع صديقتك المقربة أواقاتا طويلة لتسرب الملل إليك، لذا قومي أنت بالتجديد في حياتك ولا تتعاملي وكأنك –لا قدر الله- لديك إعاقة تحرمك من الاستمتاع بحياتك، فالاعاقة الحقيقية تكمن في عدم الرضا بما لدنيا بالفعل..
حسني علاقته بزوجك وتوقفي عن مطالبته بأن يملأ خيالك كمراهقة، وتعاملي معه كشابة ناضجة (تقرر) احترام حياتها وشغل أوقاتها بما يفيدها دينيا ودنيويا ولا تصبح أبدا من عبيد العاطفة..
كوني صديقة لزوجك وعشيقة ولا تفكري فيه اثناء غيابه وتواصلي مع الأهل والصديقات عبر الإنترنت، وتوقفي تماما عن الشكوى من الغربة لأن بها مزايا كثيرة واشغلي وقتك بالاطلاع وإن أمكنك بالحصول على دورات لتعلم الكوريشية والرسم على الزجاج أو ما شابه ذلك، واتقانه والعمل به بعد ذلك..
واتركي التفكير في الطلاق لأنه لا يوجد أسباب منطقي لهذا التفكير ولأنك لن تجدي رجلا يشبع خيال مراهقة بل ستعانين من الوحدة والحرمان (الحقيقي) بعد الطلاق..
تتساءلين ما الفائدة من هذا الزواج، وارد عليك بمطالبتك بالعودة الى قرءة هذا الرد لأن هناك الملايين من الفتيات والأرامل والمطلقات لو سمعن تساؤلك لقمن باحاطتك بتعلقيات قاسية للغاية.
اما بالنسبة للانجاب فيمكنك الذهاب للطبيب المختص للاطمئنان رزقك ربي بالذرية الصالحة..
أخيرا.. الزواج جزء من حياتك وليس كل حياتك، املئي فراغك بأي شيء مفيد، وقرري الرضا فورا عن حياتك (كما هي) قبل فوات الأوان لأنني حقيقة أخشى عليك من الندم البالغ كما حدث لحالات مشابهة عايشتها بنفسي وارجو من كل قلبي أن تحمي نفسك من هذا المصير التعس..
اقرأي هذا الرد يوميا وكلما شعرت بالضعف واختاري السعادة وتذكري أنها بداخلك ليس خارجك وتابعينا بأخبارك الرائعة لاحتفل معك.. وفقك ربي واسعدك دائما
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام