نفساني - عرض مشاركة واحدة

24-08-2002, 07:58 PM

لم اكن في دهري مداهناً ولا مدواراً ولا متصنعاً ولا متكلفاً

غير ما في نفسي وأمري اليوم كسالف عهده

إلا أنني أعالج اليوم من امري ما ينوء بمثلي حمل مثله

وما أخرج هذه الأحرف من شباة قلمي إلا لوعة اجدها في صدري

ففي كل زفره أصعدها أجد مثل حر المرجل

ولولا ما من الله به علي من المتنفس إن في القلم أو في الإفضاء إلى صديق

لما حسبتني اليوم أدرج على الأرض !

تساءلت أأنا وحيد فيما حل بي ؟

فلما حدقت وأمعنت النظر وجدتني فرداً في طائفة هي طائفة الشباب البائس

إن اعظم الخطب ان تحار بين امرين مرين مالك عنهما مناص ولا بينهما خيار

ولا فيهما ما يهون اقتحامه وها انا واقع بينهما وأمثالي كثير .

إنني شاب وهبت الصحة والقوة والفتوة وما أنكر فضل الله

أجيل الطرف فلا ألمح الا فتنة تبدوا لي انى اتجهت وأينما حللت

فما قرأت ولا استمعت إلا قفزت أمامي بين الحاء والباء تارة

وبذوات العيون النجلاء والذوائب الشقراء تارة أخرى

ويعلم الله ما قصدتها ولكن أبت إلا ان تتقصدني الشيطان يدفعني من ورائي

وسحر هذه الجنة يشدني إليها والشهوة ثائرة في نفسي فقولوا بالله أنى

لدوله وإن عظمت أن تصمد والثورة قائمه داخلها وعدوها يحاصرها وما لها

من ناصر إلا ان يشاء الله ووالله لولا حبل من الدين أعض عليه واتشبث به

ما ظننتني أسلم يلوح لي الفرج في الأنقياد لداعي فطرتي

فلا أجد إلا سبيلا حلالاً ممتنعاً وآخر للموت أهون من ولوجه

وما ترتج في وجهي سبل الحلال حتى تنبري لي نفسي وتزين لي سبيل النار

وإن لي محارم كما للناس محارم فأرضى لهم ما أرتضيه لنفسي

وهل يهون علي خسران آخرتي ؟

هذا هو الحبل الذي يمسكني أن اخوض لجج جهنم

معشر الآباء : إني لأحسبني إذا حملتني الغيره على الا امس عرضاً بالحرام

ستعينونني على نفسي بالحلال فتحمونني وتحمون بناتكم ولكم النفع اولاً وآخراً

ولكن ظني هذا يتبخر إذ يسد الباب في وجهي وما حجتهم إلا اني طالب لا املك

إلا ما يقوم بشأني وزوجي إن اتت ــ إلى ان يأتي فرج الله بالعمل ويكثر الوفرــ

وما حجتهم إلا اني لا املك القصر والسيارة والقناطير المقنطرة او يوحي إليهم

ابليس أن سعادة البنت في الشهادة الجامعية ولا زواج قبلها ــ إن لم يتنطعوا ــ

ولست أعلم ايملكون كبت الغريزه في بناتهم وفي أمثالي إلى حين ؟!

ليفعلوا إن استطاعوا .. أعود ادراجي بعد ان ارد حزيناً كاسف البال

تتجاذبني الغريره وخشية الله والغيرة على العرض حتى تشقق نفسي

بينها حسرة والماً وبعد فهذه حسرات نفس جاش لاعجها وتعاورتها الهموم

فلم تبق إلا حشاشة فلتتقوا الله لا تذهبوها بصمتكم وإني لأنشدكم الله

ان تراجعوا قاموسكم وتمحوا منه هذه المآسي : " غلاء المهور التنطع في المطالب تأخير الزواج "

فإن تعموا وتصموا وتشيحوا بوجوهكم فلا طاقة للسد برد الدأماء وانتظروا إنا منتظرون .

مقال للأخ
صالح البراهيم

الحســـ مع تحيات ــــــام