25-08-2002, 05:10 PM
|
#1
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 880
|
تاريخ التسجيل : 11 2001
|
أخر زيارة : 25-11-2005 (07:37 PM)
|
المشاركات :
3,006 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
........وفقدت عزيزا.....
....لم يكن الحزن يوما صاحبا لي
ولم اتمنى رفقته ...لكن الحزن أحب صحبتي , وخجلت أن أمنعه بابي...
الموضوع اليوم لا يخصني لذاتي بل هو لكم ...., معي
أيضا هو من بعض قراءاتي , يتحدث عن ما مضى لكم ولي وما هو اات علينا
.....................
منذ البدء والخلق في فناء
وجميعنا يوما فقدنا عزيزا لنا أو عزيز لقريب منا
كيف واجهت فقدانك هذا؟
كيف مرت عليك تلك اللحظات ؟ هل رضيت ؟
هل أنكرت " الفقدان"؟
اقراؤ معي :
...أم الشهيدين همام وفراس عبد الحق من مدينة نابلس واللذان استشهدا في فترة متقاربة نسبيا ( حوالي شهرين ونصف بين استشهاد الابنين ) تقول:" عند استشهاد همام في شهر أيار الماضي حاولت توديعه إلا أن الأمر كان في غاية الصعوبة، فبالإضافة إلى أن الجميع لم يستطع رؤيته بشكل كامل بسبب الإصابة المباشرة في الوجه حيث غطي تماما ، كنت قد فقدت الوعي في تلك اللحظات ولم أصحو إلا بعد الجنازة وربما كان هذا أفضل لي" ، أما في حالة وداع فراس فقد استطاعت الأم رؤيته وتوديعه إلا أنها أيضا فقدت الوعي ولم تستطع حضور باقي مراسيم الجنازة ، الأمر الذي يشعرها بالأسف حتى الآن رغم الجسارة العجيبة التي ما زالت تظهرها حتى اليوم .........
.........وعلى العكس من ذلك فقد دخلت والدة الشهيدين فادي ومحمد سماعنة من قرية بيت إيبا غربي نابلس حالة من البكاء المتواصل والحزن الشديد، إذ أنها لم تستطع توديع ابنها الثاني محمد وظلت تكرر خلال أيام العزاء كلمات:" لماذا لم تتركوني أودعه كما ودعت فادي…"....
قبل مواصلة سرد الموضوع لابد من الوقوف على معنى "الفقدان ":
ففي دراسة أعدها الأخصائي النفسي بسام مرشود حول الفقدان والآثار السلوكيات الناجمة عنه، عرف الفقدان (loss)
......’’** على أنه : حدث حقيقي من فقدان شيء على سبيل المثال الانفصال أو الموت …
وقد ارتبط مفهوم الفقدان في هذه الدراسة التي أجريت حديثا وتناولت عينات من الانتفاضةالفلسطينيه الحالية ، بمفهومين هما " ( الأسى أو الحزن الشديد GRIEF وكذلك الحرمان الناتج عن موت شخص كالأب أو الأم أو الابن BEREAVMENT’’**
.…
كلنا لا نتعامل مع الفقدان بذات الدرجه وذات القوه ....بل تختلف صدمتنا با اختلاف بيئتنا وقوة ايماننا وأن الجنة هي المؤى .
كذلك يختلف قبولنا لــ"فقدان عزيز" بــ نوعية الفقدان ....
ان كان مريضا , او شهيدا , او موت الفجأه
كذلك تختلف استجابتنا لهذا الفقدان من شخص الى اخر...........
قد يبداء شخص با البكاء والصراخ ...اخر قد يعبر عن حزنه بكلمات وجمل ربما تكون كلمات رثاء وربما كلمات يؤنب فيها الشخص ذاته كونه لم يفعل كذا وكذا
أيضا انظرو الى ....عائلة الشهيد فهمي أبو عيشه من قرية عسكر شمال الضفة الذي ما زالت والدته وزوجته وأبناؤه يعيشون حالة حزن شديدة فالأم مصابة بإحباط شديد تردد دوما "مات فهمي… كيف سيعيش أبناؤه بدون أب ،حياتنا سوداء من بعده "... وهي ذاتها الكلمات التي ترددها زوجته ، في حين يجد أطفاله الثلاثة في البكاء وعدم تصديق ما حصل سبيلا للتعبير عن معاناتهم . .......
يقول الأستاذ مرشود:"ان عملية وداع عزيز بشكل عام عملية صعبة للغاية على الجميع بالرغم من اختلاف طريقة التعبير واختلاف أثر هذه العملية عند كل شخص ومع ذلك فإن العملية هامة للغاية إذ أنها تساعد الشخص الفاقد فيما بعد على استيعاب ما حدث وعدم الدخول في حالة إنكار وعدم تصديق انه فقد شخصا عزيزا ، بل ان عدم المرور في مرحلة الوداع قد تدخل الفاقد في مرحلة من الإحباط على المدى الطويل ، ويصل إلى مرحلة يقول فيها "لو أنني رايته ،لو استطعت توديعه…".
ما شد انتباهي في الموضوع هو نظرة المجتمع للرجل الفاقد :
مجتمعنا يطلب من الرجل الصمود والثبات عند الشدائد ............وان يظهر قويا رافضا البكاء
مما قد يترتب عليه اثار نفسيه صعبه على المدى الطويل كما قد تظهر لديه أعراض مرضية ذات علاقة بالتأثير النفسي وتسمى أعراض نفس –جسمانية مثل وجع المعدة، الشعور بالتعب والألم والإرهاق …
فا الانكار والكتمان والظهور بمظهر قوي قد لا يستمر فلا أحد يعلم متى سيكسر جهاز المناعة عند هؤلاء الأشخاص".
.....ويجمع المختصون في المجال النفسي ,إن الوضع بالنسبة لحالات الفقدان في المجتمع المجتمع الإسلامي والعربي، مختلف عنه بالمقارنة مع حالات الفقدان في المجتمع الغربي، لتوفر فكرة الإيمان بالقضاء والقدر أولا، ولتوفر نظام الدعم الاجتماعي لأهل المفقود حتى لو كان طفلا صغيرا إذ غالبا ما يجد الفاقد الدعم النفسي والمعنوي والمادي خاصة الأم في الأيام الأولى، في فترة الحداد والجنازة والمقبرة وتقديم وجبات الطعام لأهل المفقود ومتابعة الزيارة لهم، وهذه القضية لها تأثير إيجابي كبير في شعور الفاقد أن هناك من يقف إلى جانبه.
....
اخيرا اخوتي اتمنى قبول الموضوع ب...تـــــــــــــــــــــــفاؤل ......:)
..............نحمد الله على نعمة الاسلام
|
|
|