مـوضـوعـيَ الأخـيــر ..!!
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد بن عبدالله .. أما بعد ..
- الأعمى يتمنى أن يرى .. والظمآن يعشق أن يشم رائحة ماء .. والطفل ينظر لأمه ليسمع منها مايضحكه ليكبر وتفرح هي بإبتسامته .. وهكذا هي الحياة تمر بنا كطيفٍِ نستشعر باوله ولانعلم مانهايته .. فالحبيب يعشق أن يرى حبيبته وهي باسمة ،، والحبيبة تتمنى أن تلقى حبيبها بأبهى صورة لتريه جمال قلبها وصدق حبه ..
- هذه هي حياتنا بدايات معلومة ،، ولكن مجهولة النهايات .. نسير نحو حتوفنا أحيانا ولا نعرف من نقابل وماذا ينتظرنا من قضاء ..
- نحتضن أيدينا ونجعلها على خدودنا ونشعر بدفء الحب ولكن تظلم علينا الذنوب ... يا الله كم نحن نشتلق ان نتلذذ بأفراحنا عندما نحب ..
- نبكي على فراق من نعشقه .. ونبكي على رحيل من نمنحه قلوبنا .. ونمشي على جروحنا في سبيل أن نصل للحقيقة ولكن لايستطيع أحدا أن يفهمنا ..
- يجبرنا أقرب المقربين أن نرضي غرورهم ،، ويفرض علينا أن نلبي طموحاتهم ،، ولا يفكروا فيما يسعدنا ،، فيما يشعرنا بملاك أمرنا .. ويجبرنا الصمت على قتل أفراحنا ،، وتنتحر حروفنا على أوراق دفاترنا .. وتنزل دموعنا على خدودنا الناعمة ،، لتحرج الدمعة ولكن يمنعها الأمل .. وما أصعب الأمل في هذا الزمن ..
- آخر مطافنا في الحب هي الإبتسامة ،، نوزعها على نجاحاتنا النفسية والسلوكية .. فلا بارك الله في حزن دخل قلوبنا عنوة .. فلا بارك الله في جرح نزف دما من غير أرادتنا .. ولكن لنفرش لسعادتنا أفراحا نرقص معها ونكفكف بها دموعنا الجميلة .. ولتكن ايامنا القادمة هي أمل الحياة ،، هي أمل البقاء السرمدي ..
- أيام جميلة مضت وأظن أن القادم بإذن الله سيكون أجمل مما مضى ،، ونحن بين خيرات المولى نتقلب منا الشاكر لنعمه ومنا الكافر به .. وتختلج أنفسنا كثير من الهواجس بأننا أحيانا نشعر بأننا ظلمنا أحدا من خلقه بدون تعمد ،، ونشعر أحيانا بأننا تعرضنا للظلم .. وأحيانا نجلس بيننا وبين أنفسنا ونقول عن أنفسنا أننا ساذجين لدرجة أن كثيرا من حقوقنا سلبت منا ونحن نضحك بلا شعور .. وهكذا هو الأنسان بين مدّ الحقيقة وجزر الخيانة يسير ..
- ما أجمل الأمل وما أتعس الحنين أليه .. نجلس في مكاتبنا كالكراسي المتحركة نفكر كيف نفكر .. يحركنا هاجس شيطاني ويهوي بنا شيطان أنسي .. مهاترات تنتاب تفكيرنا أحيانا .. ومراهقات تمر على عقولنا أحيانا أخرى منا من يعيرها إهتماما ومنا من تمر عليه مرور الكرام ..
- نحن نعيش لغيرنا أحيانا ،، ونشعر أننا نشتعل لنضيء لأطفالنا أو لزوجاتنا .. وفي النهاية نعض أصابع الندم بأننا لم نستمتع بحياتنا جيدا بسبب تفكيرنا تجاه هؤلاء .. وبالمقابل يخط الشيب في رأسنا من كثرة التفكير حيال ماسيؤول له حال أجيالنا بل أقول حيال نتاج تربيتنا لهم ..
- أنظر ألى الحجيج اليوم وتدمع عيناي فرحا بأن بلغهم الحق عزوجل هذه النسمات الأيمانية .. وأنني اعلم أن قلوبهم قد توجهت له سبحانه تعالى ،، وتركوا ورائهم كل شي من أجله سبحانه وتعالى .. وأمثال هؤلاء أنسلخوا من اوساخ الدنيا وأرادوا ان يتطهروا من أدناس تفكيرهم وجنون عقولهم .. وحريّ بنا " ونحن القابعون في بيوتنا " أن نكون حجاجا بدون حج .. حجاجا بالتفكير وطعارة السعي نحةو الخير في تفكيرنا وفي سوكنا لنلقى ربا غفورا راضيا عنا ..
- لا أعلم لماذا أعبش أنا الآن فترة تجلي رائعة أتلذذ بها من صوت أزرار الكيبورد الذي أسمع طقطقته الآن وهو يعزف لحن الرجوع والحنين لسلام النفس مع الروح الهادئة ..
- أحسب نفسي أنني لم أخطأ على أحد لأطلب منه السماح ،، في الحقيقة أنني أطلب من خالقي أن يتوب عليّ وأن يعفوا عن زلاتي لأننا كلنا ذوو خطأ .. هكذا هو الأنسان عليه أن يرفع يد الضراعة لخالقه ليعلنها توبة في اليوم لأكثر من مرة ليطهر قلبه ويجعل من نواياه فلترة للخير دوما ..
- مر عام هجري كأنه الشهر ،، بل كأنه الأسبوع ،، بل كأنه اليوم ،،والله المستعان ولازال الضمير البشري يصارع كثير من همومه ،، ولا زال كثير من الناس يعتقد أنه معصوم من الخطأ والزلات ..
هذا هو موضوعي الأخير في عام 1428 ،،
- والله أسأل أن يجمعني وأياكم في موضوع جديد في منتصف محرم من عام 1429 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأعاود بإذن الله تعالى من إكمال مواضيعنا المتوقفة ومن أهمها الهذيان الرائع والمقدس ..وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ..
أخوكم المحب / أبو مروان
5/12/1428 هــ
|