عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2002, 04:14 PM   #3
bdadh
عضو نشط


الصورة الرمزية bdadh
bdadh غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2141
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 31-01-2003 (04:00 PM)
 المشاركات : 69 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


مساء الخير
جميل هذا الموضوع الذي عرضته يا نار الأحزان والآجمل تعليق الأخ شراني كون الدنيا مبنية على المصالح وهذا هو واقع الحال فقد خلقنا الله مع الأشجار والماء والحيوانات وكل الكائنات الحية والغير حية معا على نفس الكوكب لنتبادل المصالح وبهذا التنظيم الإلاهي أصبح الإنسان كما يوصف في علم النفس والاجتماع بأنه كائن إجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش وحيدا مهما كانت قوته العقلية والفكرية ولذا سعى الإنسان لتنيم وتكوين المجتمعات
بالنسبة لما يؤلم الأخت نار الأحزان هو أنك إذا لم تجد ما يفيد عند أحدهم فستتخلى عنه وترحل لتبحث عمن يعطيك أكثر مما يأخذ منك وهذا للأسف ما أسميه التطور المنحرف لفكرة تبادل الحاجات بين البشر لأن الكثير وللأسف فقد إنسانيته وتحول لوحش كاسر أو نار لا تبقي ولا تذر فهو إما أن يأخذ منك أو أن يركلك بعيدا عن طريقه بغض النظر عن مدى علاقتك به
لكن وللحق وللعدل وكما يقال بأن الاعتراف أقصر الطرق فأنني أرى بأن هذا الوحش الكاسر وهذا الإنسان المنحرف فطرياً لا يصل لهذه المرحلة من الدنائة إلا بمساعدة ومساهمة فعالة من الأخرين حوله من الذين منحوه وأعطوه دون مقابل من الذين غرسوا بداخله بذرة الإنحراف الإنساني الأولى قد تكون الأسرة وقد يكون المجتمع وقد تكون نتاج تكالب الظروف على هذا الشخص وساهمت بتدمير الجانب الإنساني فيه
لذا في كل علاقة بين طرفين لا بد أن يكون الأخذ مساوي للعطاء لأن الشخص الذي يتنازل أو يبذخ في مشاعره وأحاسيسه نحو الآخر لن يجني إلا الفشل في هذه العلاقة لأن الإنسان وتطور المدنية وصعوبة الحياة والتكيف مع عبث العولمة أصبحت عوامل مجتمعه تقف كلها ضد الصفات الإنسانية الفطرية التي فطرنا الله عليها
لذا أجد أن الحذر والإعتدال في العطاء بين الناس لا بد أن يسير وفق منظومة تحقق الربح لكلا الطرفين وأعود للتأكيد بأن الشخص المنحرف عاطفيا أو فطريا لا يصل لهذه المرحلة مالم يجد الظروف المساعدة لظهور وممارست هذا الإنحراف
وأنا حين أتحدث فأنني أتحدث من واقع تجارب عديدة مررت بها في علاقاتي مع الآخرين طوال 24 عام وفي النهاية وصلت إلا أنني السبب في فشل علاقاتي وليس الطرف الآخر فقد كنت أعطي وأهتم وأحب دون مقابل وبشكل يصل لحد الهوس ولذا فشلت في أن أمنح الآخرين فرصة تبادل العطاء معي أو حتى لممارسة إنسانيتهم معي...وبناءً عليه تعلمت أن أعطي وأهتم بمن يعطيني وبمن يهتم بي وتعلمت أن لا أحطم إنسانية أحد بحرصي وأهتمامي الشديد به لأن في داخل كل إنسان رغبة ملحة في أن يثبت للأخرين بأنه يستطيع أن يفعل ويقدم ويضحي وإذا لم يجد الفرصة للإثبات هذا الشيء بداخله فإنه سيتحول لوحش متعطش للأخذ وكسول لا يرغب في العطاء


 

رد مع اقتباس