عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2008, 02:14 PM   #1
ابن الرياض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ابن الرياض
ابن الرياض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1720
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
 المشاركات : 2,730 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
نتمنى لهم سعادة بالدنيا فلماذا نتمنى لهم عذاب القبر؟؟؟؟



نقف نحن الآباء وبكل ثقة عندما نغضب من أبنائنا ونقول أعلموا أن طاعة الله من طاعة الوالدين وأنكم لن تدخلوا الجنة مادمتم عاقين لنا الجنة تحت أقدام الأمهات ولن تروا الجنة مادمتم لا تسمعون الكلام ولا تعملون ما نحب ولا تحبون من نحب ولا تكرهون من نكره
نعم أن طاعة الله من طاعة الوالدين وحقا ألزم رجليها فثم الجنة نعم كل هذا الكلام صحيح لكن هل هذا يعطينا الحق بتهديد أبنائنا واستعبادهم
في الحديث الشريف الذي يقول رحم الله امرءاً اعان ولده علي بره اي اعانه بعطفه عليه وحسن رعايته له وأدائه لكل حقوقه حتى يكون ابنا صالحا وانسانا سويا.. وهذا المعني الذي نبهنا اليه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه منذ اكثر من الف واربعمائة سنة.. هو ما يقول به الآن علماء التربية المحدثون، الذين يقولون ان حقوق الابوة والأمومة لا تترتب علي الابناء بمجرد الميلاد وحده.. اي بمجرد ان يجيء بهم الاباء والامهات الي الحياة، وانما تترتب وتتأكد بحسن تنشئتهم ورعايتهم وتحمل مسؤولياتهم الانسانية والمادية، فإذا افتقد الابناء كل ذلك لم تتفجر في قلوبهم عاطفة البنوة تجاه الآباء والامهات ولم تتعمق ولقد تتحول علاقتهم بذويهم الي ما يسميه البعض بعلاقة صغار الضفادع بأمهاتها.. فالضفادع حين تضع بيضها في المستنقع تهجر صغارها وتتركها تواجه اقدارها وحدها.. وتنقطع كل صلة بينها وبين هؤلاء الامهات..

ومن المؤسف حقا ان ينحو البعض في علاقتهم بأبنائهم مثل هذا المنحي المخالف للطبيعة البشرية ولكل شرع ودين، فيتخلون عنهم او يقسون عليهم قسوة ظالمة، او يباعدونهم وينفضون ايديهم منهم كأن لم يأتوا بهم من عالم الغيب والشهادة، ويرشحونهم بذلك للعقوق وكل الآثار التربوية والنفسية السيئة لافتقاد الصلة الطبيعية السليمة بين الاباء والابناء، وقصة امير المؤمنين عمر بن الخطاب مع الرجل الذي جاءه يشكو اليه عقوق ابنه تؤكد هذا المعني التربوي العظيم.. فلقد شكا اليه من عقوق ابنه وعصيانه له فاستدعاه عمر وعنفه علي ذلك.. فقال له الابن: أليست للولد حقوق علي ابيه فأجاب نعم. قال: ما هي؟ قال: ان يحسن اختيار امه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب فقال الولد: يا أمير المؤمنين ان ابي لم يفعل شيئا من ذلك، إذ لم يحسن اختيار أمي فقد كانت جارية , و لم يحسن اختيار اسمي إذ سمّاني جُعَلاً ( وهو نوع من الخنافس ) , و لم يعلمني الكتاب ... فالتفت عمر الي الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل ان يعقك وأسأت اليه قبل أن يسيء أليك، ثم صرف الابن دون عقاب.

وأحيانا يكون القرب الزائد تماما كالبعد الزائد ... ومن الحب ما قتل ...

لذا يجب على الوالدين أن يعرفا معنى التعليم ... وأن يكون المثل القائل ( لا تصطد لي سمكة كل يوم بل علمني كيف أصطاد السمك ) هو المعيار للتعليم ، وإلا فسيكونون مثل نبات الظل ، يموت بمجرد انكشاف الغطاء ..

والمغزى هو إن للأبناء علي آبائهم حقوقا لا مراء فيها فإذا قصر فيها الوالدين كان عليهم بعض أثم عقوق أبنائهم لهم .فعندما يعقك أبنك أبحث عن السبب في تربيتك له وتقصيرك أو تفريطك في تربيته فقبل أن تلومه قل أنك أنت الملوم فما زرعت سوف تحصد .;
فلنجعل قلوبنا رحيمة بأبنائنا فهل ترضى أن توقد نارا ويرمى فيه أبنك أو أبنتك كلا لن ترضى مهما كان هذا الابن عاق وعاصي وظالم فكيف ترضى له أن يحرق بنار جهنم وأن يعذب بقبره فمن أسباب عذاب القبر عقوق الوالدين فنحن نتمنى لهم سعادة الدنيا الفانية فلماذا نتمنى لهم عذاب القبر
اللهم أغفر لوالدي وتب عليهما وأرحمهما كما ربياني صغيرا اللهم ولا تتوفاني أو تتوفاهم إلا وهم راضين عني اللهم لك الحمد على نعمة الأبناء الصالحين

( منقول )
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس