الاكتئاب يمكن التغلب على 80% من حالاته بالوسائل العلاجية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن التغلب على 80% من حالاته بالوسائل العلاجية
الاكتئاب مرض العصر ينتشر بسرعة وقد تسببه النظارة الشمسية
بدأت الهموم في التوسع في السنوات الأخيرة، ونحن نعرف أغلب أسبابها، ولكن البعض قد يعزوها لأسباب معينة، لكن الواقع أن تلك الأسباب ما هي إلا أعراض، ولكن الأسباب الحقيقية قد لا يستطيع أحد التعرف عليها وحتى الشخص نفسه.
لن نتطرق للعلاج، لأن علاج الاكتئاب يحتاج عدة جلسات مع الطبيب النفسي الذي يصف مجموعة من الوسائل العلاجية مثل الأدوية التي تضبط نسبة السيروتونين مثلا والعلاجات المعرفية والسلوكية، بل إن البعض يفيد معه العلاج بالكهرباء أو الضوء أو الحرمان من النوم أو التمارين الرياضية، على الرغم من كل هذه الوسائل العلاجية إلا أنه يمكن التغلب على 80% من الحالات، لهذا أقول الوقاية خير من العلاج.
ونقطة أخرى وهي أننا أحيانا عندما نقرأ عن شيء ونربط بينه وبين أعراض مشابهة لدينا يتخيل لنا أننا مصابون بهذا المرض، والصواب أن الذي لا يقلق يعتبر جماداً ليس لديه إحساس، فكلنا نقلق ونصاب ببعض المشاكل النفسية، تلك الكلمة التي تخيف البعض، وكذلك كلنا نحزن ونحس بانخفاض في معنوياتنا أحياناً، بل قد يكون لدينا ضعف في التركيز وحب للعزلة لبعض الوقت، وغيرها من الأحاسيس التي تكون لدى كل البشر، إن هذه الأعراض لا تسمى أعراض اكتئاب ولكنها عندما تجتمع وتستمر لعدة أيام دون سبب منطقي ولا مسبب حقيقي، مع تغير واضح في المزاج فهذه إشارة لحالة الاكتئاب، مع ملاحظة أن هناك حالات اكتئاب مرحلية كما يحث لبعض النساء بعد الولادة، وهذه إن كانت بسيطة فإنها تختفي أما إن كانت واضحة فإنها تؤثر على الأم والطفل.
أعراض الاكتئاب:
تتعدد صور الاكتئاب وتتنوع.. فقد يذكر المريض صراحة أنه مكتئب وحزين، ويبحث عن العلاج بنفسه، وفي أحيان أخرى قد يزحف المرض تدريجياً دون أن يحس به أحد، لا المريض ولا من حوله حتى يتمكن منه، ويمكن تقسيم أعراض الاكتئاب إلى أربع مجموعات أساسية هي:
1- أعراض مزاجية: يكون الشخص حزينا- مكتئبا قلقا مغموما - غير سعيد - منخفض المعنوية - سهل الاستثارة- لا يحس أن له دوراً في الحياة، بل يصل الأمر بالبعض أنه يتمنى الموت، فتختفي ملذات الحياة لديه، فلا يعد لكثير من الأشــياء قيمة عنده.
2- أعراض معرفية: فقدان الاهتمام- صعوبة التركيز- انخفاض الدافع الذاتي، فربما كان متميزا في دراسته أو عمله لكنه يفقد كل ذلك ولا يصدق من حوله أن هذا حقيقي - يكون لديه أفكار سلبية- وتردد- وشعور بالذنب- ويفكر بالانتحار أحيانا- وتسيطر عليه الهلاوس والأوهام، فيحس أن كل من حوله لا يفهمونه، بل إنهم يظلمونه بل قد يحس بموقف سلبي ضد المجتمع كله.
3- أعراض سلوكية: تأخر ردود الأفعال السيكوحركية أو زيادتها- البكاء - الانسحاب الاجتماعي- الاعتماد على الغير لدرجة أنه يريد أن يفكر الآخرون عنه، أحيانا يحس بذنب لا علاقة له به، ويحتقر ذاته ويشعر بالإثم والخطيئة.
4- أعراض بدنية: اضطرابات النوم - الأرق بالذات في الساعات الأولى من النهار والاستيقاظ قبل الفجر أو النوم لمدد طويلة- الإرهاق- زيادة أو نقص الشهية- زيادة أو نقص الوزن - الألم بالذات في البطن أو الكتفين- الاضطرابات المعوية - نقص الرغبة الجنسية.
الاكتئاب وكبار السن:
الاكتئاب يصيب جميع الأعمار، إلا أن الإصابة به تزداد في مرحلتين، الأولى بين سن الأربعين والخمسين والثانية بين سن الستين والسبعين، فعندما يحال شخص على التقاعد، ولم يستعد لتلك الفترة فإن تغيرا كبيرا يحدث في حياته أكثر مما توقع، فهؤلاء الذين يطرقون بابه ويحتفون به ويرسلون له التهاني في المناسبات ويدعونه بأفخم الألقاب، فجأة يختفون، بل عندما يقابله أحدهم كأنه لا يعرفه، فيحس أن ذلك العز اختفى فجأة وبدون مقدمات، ثم هو ذلك الشخص النشيط كثير الاتصالات فلا يكفيه الوقت لإنهاء أعماله بالأمس، أما اليوم فيشعر بطول اليوم والملل.
إن تلك الأمور وأشباهها تسبب الاكتئاب لدى البعض، بل إن الاكتئاب عند كبار السن تكون أعراضه أكثر حدة في العادة. لذلك ينصح الأطباء كبار السن الذين يعانون أعراضاً جسمية كثيرة دون وجود تفسير طبي من المتخصصين في الأمراض المختلفة باللجوء إلى الطبيب النفسي حيث إنه قد يعاني مما يسمى بـالاكتئاب المقنع، وتزداد المشكلة عندما تضعف بعض الحواس أو تكثر وفاة من هم في سنه.
النساء أكثر تعرضا للاكتئاب:
المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجل، ربما بتأثير عاطفتها وطبيعتها الرقيقة، هذا ما تؤكده دراسة طبية أمريكية، فحسب الأرقام التي أوردتها الجمعية النفسية الأمريكية فإنه مقابل كل رجل يصاب بالاكتئاب تصاب به امرأتان أو ثلاث، وتشير الأرقام إلى أن 12% من إجمالي عدد النساء يصبن بالاكتئاب سنوياً مقابل 7% من الرجال، وخلافاً للعوامل المعروفة التي تسبب إصابة المرأة بالاكتئاب مثل الدخول في مرحلة سن اليأس، أو فترة ما قبل الدورة الشهرية، فإن الباحثين يضيفون عوامل أخرى، منها التعرض للضغوط العصبية والشعور بالضعف وقلة الحيلة.
كما توصلت أبحاث نفسية حديثة أجراها علماء النفس في جامعة هيرتفور دشاير البريطانية إلى أن الرجال الذين يعيشون مع زوجات يعملن في وظائف ومهن عالية المرتبة هم أكثر احتمالاً للإصابة بالاكتئاب، وأن الرجال الذين تشتكي زوجاتهم من متاعب العمل يعانون مستويات أعلى من الاكتئاب، مقارنة بغيرهم من الرجال الذين لا يتعرضون لمثل هذه الظروف.
الحساسية للطعام من مسببات الاكتئاب:
تحدث الحساسية للبعض عند تناول كمية ولو قليلة من بعض الأغذية المسببة للحساسية مثل المحار والبيض والسمك والحليب ومشتقاته والموز وبعض الخضراوات وبعض الحبوب وبعض المواد الحافظة والملونات وبعض الوجبات السريعة، وتسبب تكون منطقة داكنة تحت العينين، واحمرار أحيانا بالجلد والأرق وسرعة الانفعال والقلق، وأفضل طريقة لمعالجة هذا الشخص هو التعرف على مسبب الحساسية بإجراء اختبار الحساسية المعروف، ومن ثم استبعاد ذلك الغذاء ويحدث التحسن خلال أيام قليلة.
النظارة الشمسية والاكتئاب
استخدام النظارة الشمسية مفيد لحماية العين من شدة أشعة الشمس، ولكن هناك أبحاث تؤكد أن التعرض للشمس يقلل الاكتئاب أو ما يسمى باكتئاب الشتاء، وتزداد المشكلة مع استخدام النظارات المعتمة، لأن الظلام والعيش في الظل يزيد الاكتئاب الشتوي، ولهذا يكثر في الدول التي تقل فيها أشعة الشمس بسبب السحب أو تلك الدول المزدحمة والمتلاصقة البنيان، طبعا هناك أسباب أخرى في تلك المناطق ولكن عدم التعرض للشمس أحدها.
اتمنى للجميع حياة سعيده وهادئه
|