الموضوع: تصحيح التاريخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2008, 03:16 AM   #6
hafoz79
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية hafoz79
hafoz79 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20274
 تاريخ التسجيل :  06 2007
 أخر زيارة : 13-05-2010 (11:04 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كانت أخطر حملات التشهير علي الدولة العثمانية أنها حرمت مصر من أبرز علمائها وعمالها‏,‏ وقد أمر السلطان سليم الأول سنة‏1517‏ بترحيل مجموعة من العلماء والفنيين بلغ عددهم‏1800‏ مصري إلي اسطنبول‏,‏ وقرر المؤرخون أن حرمان مصر من هذا العدد قد أضر بالحياة الفكرية والصناعات فبطلت من مصر‏50‏ صنعة‏.‏
والواقعة صحيحة‏,‏ ولكن لها بقية كتبها الأوروبيون المؤرخون عنا‏.‏

إن ترحيل هؤلاء العمال لم يستمر غير ثلاث سنوات‏,‏ وبعد هذه السنوات الثلاث أصدر السلطان سليم فرمانا بعودة جميع العلماء والعمال إلي مصر حين علم أن خروجهم من مصر قد أضر بها‏.‏

وبرغم صدور هذا الفرمان السلطاني رفض المصريون العودة إلي بلادهم وفضلوا البقاء في اسطنبول‏,‏ فقد طابت لهم الحياة هناك‏.‏

ولما أدرك السلطان سليم أن المصريين يرفضون مغادرة بلاده ويؤثرون الإقامة فيها علي عودتهم إلي مصر‏,‏ أصدر فرمانا لاحقا سنة‏1521‏ أمر فيه بشنق كل مصري يرفض العودة إلي مصر أو يتباطأ في العودة إليها‏.‏

بعد هذا الفرمان عاد الجميع إلي مصر‏,‏ واتخذت عودتهم شكل ظاهرة طرأت علي المجتمع المصري‏.‏

وقد سر المؤرخون المصريون مثل ابن إياس من هذا القرار ودعوا للسلطان بالنصر لأنه أجبر المصريين علي العودة إلي بلادهم‏.‏
وقد عادت بعودة هؤلاء المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم‏.‏

هذه هي الحقيقة التي يكشفها كتاب الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الشناوي الدولة العثمانية دولة إسلامية مفتري عليها‏.‏
للحديث بقية غدا
تصحيح التاريخ
عادت بعودة العمال المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم الي اسطنبول‏..‏ هذا ما يقوله د‏.‏عبدالعزيز الشناوي

وقد تعرضت الدولة العثمانية لافتراء يشبه الافتراء الذي تعرض له الاسلام حين ظهر وانتشر

وكانت الأسباب واحدة في الحالتين‏.‏

وقد نشط المؤرخون والمستشرقون في توجيه الضربات الي سلاطين هذه الدولة‏,‏ واختصوا بالذكر آخر السلاطين‏.‏

في البداية اطلقوا عليه اسم الرجل المريض‏,‏ وشاع الاسم واستمر الهجوم الغربي عليه‏..‏ كانت عبارة الرجل المريض ترسم ظلال النهاية عليه فهو رجل مريض مرض الموت‏,‏ وورثته يضربون حوله نطاقا محكم الجدران‏,‏ ويحسب كل واحد فيهم حظه من الميراث الذي تكالب عليه اللصوص‏.‏

من صور هذا الافتراء ما كتبه المؤرخون الاوروبيون المتحاملون علي الدولة العثمانية‏,‏ فقد ذكروا جزءا من الحقيقة واخفوا بقية الحقيقة‏,‏ ولم يكن هذا هو الافتراء الوحيد علي الدولة العثمانية‏.‏

لقد اتهمت هذه الدولة بأنها فرضت العزلة علي البلاد التي فتحتها ومنعت انتقال المواطنين بين اجزاء الدولة‏,‏ والصحيح هو العكس فقد ابيح الانتقال بين اجزاء الدولة المختلفة دون قيد أو شرط‏,‏ كما عقد السلطان سليم معاهدة مع جمهورية البندقية لتشجيع البنادقة علي ممارسة نشاطهم في مصر‏.‏

ايضا أغفل المؤرخون ذكر الدور الذي لعبته الدولة العثمانية في صد البرتغاليين وصرفهم عن مخطط كان يستهدف مكة المكرمة لهدم الكعبة‏,‏ وقد كانت اعظم خدمة ادتها الدولة العثمانية للاسلام انها وقفت في وجه الزحف الصليبي الاستعماري البرتغالي للبحر الاحمر والاماكن الاسلامية المقدسة في أوائل القرن السادس عشر الميلادي‏.‏

ويمضي كتاب الدكتور عبدالعزيز الشناوي وهو يصحح التاريخ فيقول ما للدولة العثمانية وما عليها‏,‏ ويقدم حسناتها وسيئاتها مستهدفا وجه الحقيقة شأن الصادقين من رجال العلم‏.‏


 

رد مع اقتباس