نفساني - عرض مشاركة واحدة

22-01-2008, 03:26 PM

بقلم صالح الحمادي(صحفي سعودي)

يكافح وينافح الأشقاء الإعلاميون المصريون عن القضايا (الهامشية) ويتركون المواضيع التي تستحق الطرح على الرف وبين رف التهميش وتفعيل الهوامش تستمر الحياة السرمدية تتجاذب هذه الأقلام التي أعيتها الحيلة وتاهت خطاها في دهاليز الأيام .
هذه المقدمة مجرد مناوشة ومداعبة للأشقاء الإعلاميين المصريين لعلهم يقرؤون هذه الرسالة السرية بيني وبينهم ولعلي انجح في تحريرهم من قيود الأهلي الجاثمة على صدورهم وفكر أم كلثوم الكئيب الذي يتقاذفهم من أيام النكسة إلى الآن .

كتبت مقالا قبل عدة أشهر عن سطوة الأهلي على نادي القرن الإفريقي فريق الزمالك الحاصل حينها على تسع بطولات والأهلي على ست وكنت أعتقد أن شجاعتي بتعرية الحقيقة ستخرج هذه الأقلام من ورطة التبعية الظالمة ولكنهم خرجوا على العرف الصحفي بسيل جارف من القذف العلني لشخصي المتواضع وبعد عودتي من الدورة العربية الحادية عشر التي استضافتها مصر كتبت مقالا عن تجاهل الأقلام المصرية للحدث العربي الكبير و تفرغها للحديث عن بطولة أفريقيا التي خسرها الأهلي المدلل لحساب فريق النجم الساحلي التونسي وكانت الحملة بقيادة علاء صادق وحاشية ممن امتهنوا حمل قلم بيد والطبلة باليد الأخرى للأهلي ولا شيئ سواه ومع هذا واجهت هجوما كاسحا من هذه الأقلام أكدت لي أنهم في دوخة ويحتاجون لمن ينتشلهم من حالة الضياع والسقوط المهني لذا قررت إرسال هذه الرسالة السرية للأشقاء الإعلاميين المصريين:

يرفض الإعلاميون المصريون صحة معلوماتي عن (لطش) لقب نادي القرن لمصلحة الأهلي على حساب الزمالك وهذا لا يهم ويرفض نفس الأشقاء محاصرة الأهلي بتهمة لطش البطولات بطريقة هزلية ويؤكدون إن الأهلي صاحب مائة بطولة وبطولة طبعا منها ستون بطولة بالصافرة والبقية بين الجدارة والهدية وكل هذا لا يهمنا والذي يهم هل هذه الأقلام قادرة على الخروج من هيمنة الأهلي وطرح قضيتهم بشجاعة وصدق ؟ هل لديهم قناعة بالبطولات التي يحققها الأهلي بينما الذي فاز بالبطولة منتخب مصر باسم الأهلي الذي تخصص في جلب كل اللاعبين المميزين من جميع الأندية المصرية بالقوة حتى أصبح جميع لاعبي الأهلي دوليين بما فيهم طاقم الاحتياط واحتياط الاحتياط .

السؤال الأكثر سخونة أين إنتاج الأهلي للاعبين مادام هذه الأقلام تتغنى ببطولاته والواقع يقول لا يوجد في الملعب لاعب أهلاوي واحد من أبناء وإنتاج مدربي الفئات السنية بالنادي ؟ بل هل لديهم الشجاعة لحضور تدريبات الفئات السنية بالنادي في مقره الرئيسي وفرعه الجديد ويقدمون لنا قائمة بأسماء اللاعبين الذين وصلوا للفريق الأول في العشر السنوات الماضية وإذا كانت هذه الأقلام لا تملك الشجاعة فهل يفعل ذلك أحمد شوبير وخالد الغندور في برامجهم الفضائية ويناقشون ذلك على طاولة الوعي والمنطق .

السؤال بصيغة أخرى ماذا يفعل الأهلي إذا اتخذ اتحاد الكرة المصري وبقية الأندية المصرية قرار بمنع تنقلات اللاعبين وإجبار الأهلي على صناعة جيل جديد كما فعل أيام الخطيب والمجري وبقية الجيل الذهبي من أبناء الأهلي ؟ أي يصبح الأهلي منتج للاعبين لمصلحة الكرة المصرية لا لاطش من هنا وهناك .
رسالتي السرية تحمل حفنه من الأسئلة لن يجيب عليها الأشقاء المصريون وسيتفرغون للشتيمة والقذف لأنه سلاح العاجز ومع هذا أرجو منهم العودة لعدد من مباريات الأهلي في السنوات الماضية ويشاهدون كيف يذهب اللقب للأهلي بدون عناء وبقية الفرق المصرية تتنافس على المركز الثاني بل إن مشاهدة آخر مباراة للفريق الأحمر أمام متذيل القائمة فريق الأسمنت يكفي للتأكد من عجز الفريق عن الفوز وإفلاسه حتى جاءت الصافرة لتخرج الفريق من هذه الورطة كما حدث في مناسبات عديدة .

الدوري المصري لا يتابعه أحد لأنه محسوم قبل بدايته فالبطولة للأهلي حتى لو لعب اللاعبون بعكاز والمركز الثاني شرفي بين الزمالك والاسماعيلي والضيوف الجدد المعزومين من ضمن المعازيم بل أن كل الوسط الرياضي العربي لا يتابع الدوري المصري لأنه محسوم من الدور الأول ولا يحتاج اتحاد القدم لتكملته فمنتخب الأهلي فوق والبقية تحت . هل هذا دوري ؟ سؤال أجلد به ذمة الأقلام المصرية وأتحدها أن تجيب .

ما حصل من تكديس للاعبين في "وحيد القرن الأفريقي" دفع ثمنه منتخب مصر بالغياب عن نهائيات كأس العالم منذ عام 1990 إلى الآن وسيطول الزمن أيضا مادام الأهلي يكدس اللاعبين ويدمر المنافسة المحلية ويعزل كل الأندية المصرية عن حقها الطبيعي وما حصل من غياب الطرح الصحفي الراقي وغياب القنوات المصرية التي ملاءة الفضاء زاد من مساحة الهوة ومن اتساع الأزمة الحقيقة التي صنعها وحيد القرن الأفريقي ولذا فبمناسبة العيد السعيد أهمس في إذن الأقلام الصحفية المصرية بأن يتحلون بالشجاعة والشفافية ولو مرة واحدة وأن يحاولون مجرد محاولة من جلباب الأهلي ويضعون همهم مصر أم الدنيا التي تعلوا بقيمتها ومكانتها والتي أوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأهلها خير لأنهم صناع التاريخ والمجد وحضارتهم تمتد في جذور الإنسانية وهذا يكفي

المصدر: نفساني