المخاوف الدفينة_أسبابها،طرق علاجها
المخاوف الدفينة_أسبابها،طرق علاجها
======================
بقلم :
الدكتور\ محمد بهائي السكري
أستاذ علم وظائف الأعضاء بطب الأزهر
من منا لا يعترية الخوف في بعض المواقف ؟
ا ان للخوف جانبه الايجابي في بعض الأحيان فهو يدفع المرء الى اتقاء
الشر وتجنب الضرر.
لكن الخوف في بعض الأحيان يتحول الى الناحية السلبية ويصبح خوفا مرضيّا
ويصير نوعا من الفزع والهلع يصيب الأنسان في موقف معيّن فترتعد فرائصة
ويصفرّ لونه، ويزداد وجيف قلبه ، ويتصبب منه العرق الغزير ، ويفقد القدرة
على التفكير المنطقي السليم.
وهناك من ينتابه هذا النوع من الرعب ، عندما يضع قدمية في حوض سباحة
، أو تغوص ساقه في المياه على شاطئ البحر ، أو عندما يركب طائرة أو
تنغلق عليه أبواب المصاعد ، أو يطل على الأرض من مكان شاهق، أو
يسير في خلاء عريض ، والبعض يتسلل الرعب الى قلبة عند مشاهدة فأر
صغير ، أو عند مرأى مشهد دم يسيل.
كيف يتشأ هذا النوع من الخوف المرضي؟
ان له جذورا تمتد الى سن الطفولة وبوجه خاص السنتين الثانية والثالثة
من العمر ، ويزكية أن تكون الأم أو الأب من النوع شديد التحكم والسيطرة
مع الرغبة العارمة في حماية الطفل الصغير من كل أنواع الضرر الحقيقي
والوهمي أيضا ، فيكثر الأبوان من ترديد الأوامر للطفل " لا تلمس الكلب
سيعضك ، لا تقترب من النار ستحترق وتموت ، لا تجلس على الأرض
سيمتلئ جسمك بالتراب والميكروبات ".
ويزداد الأمر سوءا عندما يذهب الطفل الى المدرسة ويقع بين يدي مدرس
أو مدرّسة تكثر الوعيد والتهديد وتنزل بالطفل أنواع من العقاب القاسي
على أتفه الأسباب .
وتؤثر القلاقل الأسرية والخلافات الزوجية على نفسية الطفل وتسهم
في احساسه بالخوف وفقدان الأمان.
ان الطفل مثل النبتة الرقيقة البريئة ، يحتاج الى بيئة صالحة ، و
رعاية حانية ، وحماية واعية.
والتخويف في مجال التربية مثل الدواء في مجال العلاج يفيد منه
القدر المناسب في التوقيت السليم ، بينما تسبب الجرعة الزائدة
منه تفاقم الأدواء واشتداد العلل.
* علاج الخوف *:
%%%%%%%%
هناك طرق عديدة لعلاج الخوف غير المنطقي ، تبدأ بانتهاج أسلوب
قويم في الحياة يميل الى الأعتدال و تجنب المثيرات العصبية ومسببات
القلق بوجه عام ، والجنوح الى الأسترخاء والأستمتاع بقسط وافر من
النوم المريح ، ومزاولة بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة التي تبعث في
النفس الحماس وترفع معنويات الأنسان بوجه عام . ثم يبدأ المرء بمناقشة
نفسه بطريقة منطقية تضع المخاوف اللاشعورية تحت سيطرة الشعور فيسأل
نفسه: لماذا يخيفني هذا الموقف بالذات ؟؟
وهل مخاوفي حقيقية أم مبالغ فيها ؟؟
ومع حديث النفس ومحاولة البحث عن اجابة منطقية يصل الانسان بالتدريج
الى قدر من السيطرة على احساسة بالخوف ، ويروض الوحش الدفين الكامن
في أعماقة.
وتفيد بعض العقاقير التي يصفها الطبيب في تقليل التوتر وطمأنينة النفس
واسترخاء العضلات ، ولكن لا ينصح باسنخدامها لفترات طويلة ، ولا
يجب تكرار استعمالها الا تحت اشراف طبي .
ويفيد التحليل النفسي بواسطة اخصائي في التعرف عى اسباب نشوء
المخاوف وتسليط الضوء على جذورها العميقة حتى يستطيع المرء أن
يتفهّم أسبابها ويسيطر عليها .
وكذلك يجدي ما يعرف بمحاولات تقليل الحساسية للمواقف المثيرة للخوف
عن طريق التعرض التدريجي لقدر ضئيل محسوب منها تحت الأشراف
الواعي " وعلى فكرة هذي طريقة يستعملها أساتذتي في الجامعة أثناء
أيام تدريبهم كمعيدين ، وفعلا لها نتائج فعّاله بالرغم من الألم الذي يشعر به
المريض أول الأمر ، ثم يعتاد عليه ويألفه فتذهب الرهبه عنه "
ويسمى أيضا( العلاج بالتعريض : اي تعريض المريض لاستجابة الخوف)
ومحاوله جعل المواقف التي تثير الخوف تقترن بمشاعر بهيجة . سارّة
بدلا من المشاعر البغيضة المخيفة.
** ان علاج الخوف الدفين ليس سهلا ولكنه قابل للعلاج . وبالرغم من أن
الوحش الكاسر صعب التقييد الا أنه قابل للترويض..**
من قراءاتي ... مجلة طبيبك الخاص
|