عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2008, 03:30 PM   #2
بلاعنوان
عنوان التفاؤل


الصورة الرمزية بلاعنوان
بلاعنوان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8506
 تاريخ التسجيل :  05 2005
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:51 PM)
 المشاركات : 1,453 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الصــراع النفســـي



5ـ يرافق حالة الصراع دوما حالة من الإحباط .. والسبب في ذلك هو أن الشخص حتى إذا نجح في حل الصراع وإشباع أحد الدافعين ( أو الرغبتين ) فإن ذلك يكون على حساب الدافع الآخر أو الرغبة الأخرى ، الذي يعني الفشل في إشباعه ، وهذا بحد ذاته إحباط .. لذلك فالصراع ينطوي دوما على إحباط وقلق ..

الصراع اللاشعوري :

إن الكثير من حالات الصراع التي نمر بها شعوري ، ولكن بعضها يبقى في مستوى اللاشعور ، كما أن بعضها الآخر يبدو شعوريا ، ولكنه ينطوي في الأعماق على عناصر لا شعورية.. ففي حالة حيرة الشاب بين ممارسة السباحة أو الاستمرار في الدراسة ، أو بين الذهاب إلى النزهة والبقاء في البيت إلى جانب أبيه المريض ، في مثل هاتين الحالتين صراع شعوري يحتمل أن يقود التحليل فيه إلى إيجاد عناصر لا شعورية ..


ويحدث الصراع اللاشعوري في البناء العميق للشخصية ويكون بعيدا عن وعي صاحبه وليس في مستوى شعوره ، وعملية اكتشافه ليست سهلة ، وأعلاه ذكرت أمثلة له .

لو درسنا حالات الخلافات الزوجية في الكثير من الأسر لو وجدنا أن معظم أسباب تلك الخلافات هي صراعات لاشعورية .. فالزوج يحمل في لا شعوره النزوع إلى ( زوجة أم ) ترعاه ونجده في الوقت نفسه متأثرا بنزوعه إلى الاستقرار وتأكيد رجولته ..

والزوجة أيضا تكون في حالة صراع لا شعوري لا تعي مصدره ، فهي تنزع إلى الحصول على ( الزوج الأب ) الذي يرعاها لكن الزوج يمر في صراع تجاه ذلك السلوك ..

إن الكثير من أنواع وأشكال الاضطرابات النفسية والجنسية ناتجة عن صراعات نفسية لا شعورية ، ومن أمثلة ذلك ( حب وكره للزوج ) و( الزوجة المسترجلة ) ، و ( الزوج الطفل ) ..


ويمكن للصراع اللاشعوري أن يأخذ أشكالا عدة بالنسبة للبناء الوظيفي للشخصية عند فرويد ، وهذه الأنواع هي :

1ـ الصراع بين دوافع الهو The Id –Conflict حين ينطوي الهو على دافعين أو أكثر ، فيسعى كل منهما للإشباع ولا يمكن إشباهما معا .. كالصراع بين دوافع الجوع والدافع الجنسي أو دافع الجنس والخوف على الحياة .. وقد بين فرويد أن الدوافع اللاشعورية المتعارضة تسعى لإيجاد حل وسط يكون مخرجا مناسبا لكلا الدافعين المتناقضين ..

2ـ الصراع بين الهو والأنا الأعلى The Id – Super Ego Conflict ، ويحدث حين يمر الفرد بموقف متصارع فيه دوافع الهو وقيم الأنا الأعلى .. كالصراع بين دوافع الجنس والقيم العليا .. فلا يمكن للفرد إشباع دوافع الهو بسبب القيم العليا ( المثل الأخلاقية ) . وكثيرا ما تشتد حدة هذا الصراع إذا كانت دوافع الهو قوية أو حين يكون تخطي قيم الأنا الأعلى ينطوي تهديد شديد للذات .

3ـ الصراع بين مكونات الأنا الأعلى ، ويحدث حين تتصارع قيم الأنا الأعلى . ومثاله الشاب المتزوج الذي تتجاذبه قيمه نحو زوجته وأمه حين يدب الخلاف بينهما .. وكذلك لدى القائد في المعركة بين واجبه نحو الجندي المرهق المتعب وبين واجبه نحو كسب المعركة والنصر .. ولهذا النوع آثار قاسية كثيرا ما ينطوي على تأنيب الضمير وعذاب الذات .. إن هذا النوع من الصراع يقف خلف العديد من أشكال التفكك والاضطرابات الأسرية ..

أنواع الصراع :
1ـ صراع الإقدام ــ الإحجام Approach – Avoidance Conflict :

في صراع الإقدام والإحجام نجد أن هناك دافعين متعارضين ، أحدهما يدفعنا لأن نعمل شيء ، بينما يدفعنا الآخر إلى تجنب عمله .

فمثلا يرغب الشخص في مشاهدة عرض فني شائق ، ولكن يعرف أن تكاليفه باهظة ، فيقع في صراع بين دافع الإقدام على مشاهدته ، ودافع الإحجام بسبب التكاليف .

ومثال آخر ، الصراع بين رغبة الشخص في عمل شيء يرغب فيه جيدا ، وشعوره بتأنيب الضمير وبالذنب إذا عمل هذا الشيء ..

ومثال آخر ، رغبة الطالب في الدخول في كلية الطب ، ولكن نسبته ومجموع درجاته لا تؤهلانه للالتحاق بهذه الكلية .. وكلما ازداد الشخص اقترابا من الهدف كلما زاد قلقه وصراعه النفسي .. وهذا الصراع بين الإقدام والإحجام إذا لم يحل ، يجعل الشخص عاجزا عن التصرف ، لا يستطيع أن يقترب ولا أن يبتعد ، بل يعاني التوتر أو يصل به الأمر إلى حد المرض النفسي .. وقد يرفض الشخص الاختيار ، وقد يلجأ إلى التأجيل مهما كان موقف الشخص .. وتكون الشخصية الناضجة والواثقة أكثر قدرة على المواجهة وحل الصراع من الشخصية غير الناضجة والأقل ثقة .

2ـ صراع الإقدام ــ الإقدام Approach – Approach Conflict :

ويكون لدى الفرد أحيانا رغبتان أو أكثر ، تتعارض أحداهما مع الأخرى ، بحيث أن إرضاء إحدى هذه الرغبات ، يعني التضحية بالرغبات الأخرى . فيقع الشخص في صراع أيهما يختار وبأيهما يضحي .. ومثال ذلك الطالب الذي يريد الالتحاق بكليتين ممتازتين ويرغبهما ، ولكن لا يعرف أيهما يختار .. ومثال آخر ، الشخص الذي يرغب في الحصول على وظيفة وأمامه وظيفتين مغريتين ، فيقع في الصراع والتردد .. ويزداد هذا الصراع كلما زادت أهمية الاختيار وأثره البعيد في حياة الشخص .. ولهذا النوع من الصراع أثار ، فغالبا ما يكون الشخص ضعيفا لأن الشخص يحل الصراع بعد حساب مميزات كل من الشيئين الذي يرغب فيهما .. إلا أن أثاره تشتد حين يطول بقاء الشخص في الموقف ولم يحسم الصراع بعد أو حين يكون كلا منهما مساويا في قيمته ، فيشعر الفرد بالخسارة حين تخليه عن الآخر ..


3ـ صراع الإحجام ــ الإحجام Avoidance – Avoidance Conflict :

ويحدث هذا الصراع لدى الفرد حين يكون أمام أمرين كلاهما مر ، أو أحلاهما مر .. وأمثلة هذا النوع كثيرة في حياتنا اليومية ..

فمثلا الشخص الذي أمامه أن يعمل في مهنة شاقة لا يحبها أو يموت جوعا ، أو يمد يده للناس ويذل نفسه ..
ومثال آخر الجندي في جبهة القتال الذي يكون أمامه الاختيار ، إمّا أن يواجه المخاطر وربما الموت ، أو أن يوصف بالجبن ..

وآثار هذا النوع من الصراع شديدة ، إن هذا التهديد وما يرافقه من قلق وخوف كثيرا ما يقف خلف العديد من حالات السلوك اللا اجتماعي Anti – Social behavior


اتمنـــى للجميـــع الشفـــاء العاجـــل

تحياتي لكم

عنـــوان التفـــاؤل


 

رد مع اقتباس