عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2008, 03:50 AM   #2
مـسألة وقت
عضو نشط


الصورة الرمزية مـسألة وقت
مـسألة وقت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22798
 تاريخ التسجيل :  01 2008
 أخر زيارة : 25-05-2008 (09:10 PM)
 المشاركات : 81 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة الموضوع: اسم الله الشكور:
علاقة أسماء الله الأخرى بالشكور:
الحميد والعليم والغفور.. فالحمد والشكر علاقة بينك وبين الله ولكن في اتجاهين مختلفين، فالحمد منك إليه، والشكر منه لك، فيقولون لأنه شكور نحمده، ويقول لهم في الجنة {...َلَدَيْنَا مَزِيدٌ } (ق35 ). تقول الآية {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } (فاطر34)، كثيرا ما يتكرر اسم الله الغفور مع الشكور، لأنه من الممكن وأنت تقوم بالحسنات أن ترتكب سيئة، فيطمئنك ويحمسك الله أنه يغفر السيئات ويشكرك على الحسنات.
الاسم الثالث هو العليم تقول الآية {...وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً } (النساء147)، ما هي العلاقة بين الشكر والعلم؟ قد تعمل خيرا في إنسان دون أن يعلم به، أما الله تعالى فشاكر عليم، فمثلا قد يجد الابن أبوه بدون غطاء، فيغطيه ولا يقول له في الصباح أنه فعل ذلك، لكي لا يمن على والده، لم يعلم أبوه ولكن الله علم بذلك ولن يضيعها له.
الشكور والجنة
تخيل الشكور ماذا أعد لك ليشكر عملك في الدنيا؟! فأعظم تطبيق لتعلم اسم الله الشكور هو الجنة، كم ستعيش؟ يقول النبي أن متوسط عمر أمته ما بين الستين والسبعين، فلنقل مثلا ثلاثة وستون سنة، منهم ثلاثة عشر عاما قبل البلوغ لم تكن عاقلا، أي حوالي خمسون عاما من الحياة، فماذا سيعطيك الله؟ الأبدية، اخصم أيضا ثلثي الخمسون عاما لأنه يضيع في النوم والعمل، وأشياء غير العبادة.. إنه يعرض عليك جنة عرضها السماوات والأرض، بثلثي عمرك ضائعا في أشياء غير عبادته تعالى!! أي سبعة عشر سنة من الخمسون سنة، من بينهم عبادة غير منتظمة أيضا، فيعطيك على القليل من العبادة، العيش في الجنة إلى ما لا نهاية!! ولقد وهب الله لنا رمضان وهيأ قلوب الأمة ليستقبلوه ويعملوا فيه لكي يشكرهم على ذلك، ويضاعف حسناتهم فيه. عندما سمع أبو بكر الآية {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...} (التوبة 111) فبكى، قال: يعطينا إياها فنردها إليه فيشكرنا عليها فيدخلنا الجنة. إنها أصلا ملك له سبحانه، يشكرنا على ردها له بإدخالنا الجنة. كان من الممكن أن نردها فلا يعطينا شيئا فقد متعنا بالحياة خمسون عاما، إذن فكرة الجنة أصلا لأنه شكور.
ما هي الجنة؟
تخيل مهابة اليوم، وأنت تقف بين يدي الله، فينادى عليك يا فلان إني رضيت عنك، قد شكرت لك ما فعلت.. اذهب فادخل جنتي. أنت أمام باب الجنة الآن، يقول النبي أن عرض باب الجنة، كما بين مكة والشام، وأنه سيتزاحم عليه، لأنه قد شكر لأناس كثر وعفا عن كثر، تخيل وأنت داخل إلى الجنة، من معك؟ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ...} (الزمر73)، فها هو سيدنا موسى وسيدنا إبراهيم الذي بنى الكعبة، والسيدة مريم وهاجر، وإسماعيل، وها هو أبوك وأمك، فالحمد لله أنهم عبروا الصراط، وتخيل ونحن واقفين ننتظر أن يفتح باب الجنة، ونكرر الآية {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } (فاطر34).
تخيل الشفاعة وأنت تسأل سيدنا إبراهيم أن يشفع لك فيقول لست لها، وكذلك باقي الرسل، فيأتي النبي فيقول أن لها أنا لها، أنا لها، فأكون أول من يحرك حلق الباب، فيسمع صوت الخازن فيقول له: من بالباب؟ فيقول: محمد بن عبد الله، فيقول الخازن: إن الله أمرني أن لا أفتح إلا لك يا رسول الله. يقول النبي (إن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة).
اعمل من أجل الجنة وانسى الدنيا، فتخيل وأنت داخل إليها وتمسك بيد أحبابك، يا ترى أتبكي فرحا، هل تستحقها؟ هل أنت من الزمرة التي مع النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ انتبه هناك أعمال تستحق بها أن تكون معه (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)، ويناديك الله وأنت داخل إليها فيقول: يا أهل الجنة إن لكم عندي أربعة أشياء، إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا.
يقول النبي في وصف الجنة (لبنة من ذهب ولبنة من فضه، ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ وسقفها عرش الرحمن)، يقول النبي: (أتدرون من أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: أدناهم منزلة الذي يسير في ملكه ألف سنه لا يقطعه، قالوا أذلك أدناهم منزلة؟ فمن أعلاهم منزلة؟ قال: أعلاهم منزلة الذي ينظر إلى ربه بالغداة والعشي). هل نستحق كل هذا؟؟
يقول النبي: (إن أدنى أهل الجنة منزلة، قالوا من ذلك يا رسول الله؟ قال ذلك آخر رجل يخرج من النار، يخرج من النار حبوا، كلما أراد أن يخرج منها أخذه لهيبها فعاد فيها، فيعود فيخرج حبوا فتأخذه لهيبها فعاد فيها فيعود فيخرج حبوا فيخرج، فينظر إليها بعد أن يخرج ويقول: الحمد لله الذي نجاني منك، فيقول له الله تبارك وتعالى: عبدي اذهب فادخل جنتي، فيذهب فينظر إلى الجنة فيُخيل إليه أنها ملأى، فيقول له: يا رب وجدتها ملأى، فيقول له الله تبارك وتعالى: أما ترضى أن يكون لك مثل أعظم ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول يا رب أتهزأ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول له: لك مثل مُلك أعظم ملك من ملوك الدنيا ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله، فيقول العبد في الخامسة: رضيت يا رب رضيت يا رب، فيقول له الله: لك مثل مُلك أعظم ملك من ملوك الدنيا وعشرة أمثال، ولك فيها ما اشتهت نفسك وتمنت عينك وأنت فيها خالد).
إذن ما الذي يجب عليك أن تفعله لتعيش مع اسم الله الشكور؟
1- العطاء: يقول النبي (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) فتخاف يوم القيامة أن تعرض مصائبك أمام الناس فتفضح بها فتجدها مُحيت. والله إن لذة العطاء لألذ من الأخذ.
2- العبادة الكثيرة: وذلك بشكر الله تعالى، بالصلاة، والعبادة، والتسبيح، وختم القرآن، ليس مرة بل مرات، وصلاة التراويح، وأدعو كثيرا وسبح كثيرا، فيشكرك على ذلك.
3- أخلص للشكور: فهو من سيعطيك أعلى سعر - وذلك بلغة التجار - فهل هناك من سيعطيك أكثر؟ إياك أن تبيع للشكور ثم تبيع لغيره، لا تشرك معه أحد. انتبه.. أحيانا يتأخر العطاء ليختبر الله إخلاصك. إياك وأن تذهب لأصحاب المناصب وغيرهم إذا تأخر شكر الله لك.. أخلص.
منقول


 

رد مع اقتباس