أشراط الساعة\ خروج الدّجال .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد سيد الأولين والآخرين
أما بعد ،
إليكم أعزائي الأعضاء التفصيل الذي وعدتكم به إن شاء الله نلقى الفائدة المرجوة والثواب من الله سبحانه وتعالى .
والتي منها: خروج الدَّجال ويُقال له المسيح الدَّجال والمسيحُ الكذّاب ، وسُمي بالمسيح لأنه يُكثرُ السياحة فهو يطوف الأرض بنحو سنة ونصف يسيح في الدنيا إلى كل الجهات بقدرة الله إلا مكة والمدينة لايستطيع أن يدخل مكة ولا المدينة ، وقد ثبت أن الدّجال يأتي إلى المدينة فيجد على كل نقب من أنقابها مَلَكاً معه سيفٌ مسلطٌ فيفرُّ .
والدجال شأنُهُ غريبٌ في تنقله ليس مثلنا ليفتن اللهُ به من شاء من عباده فيضلوا معه ، يسهل له التنقل في الأرض بطريقٍ غريبٍ فيُضِلُّ هنا وهنا وهنا يقول للناس أنا ربُّكم ويظُهرُ لهم تمويهات فيؤمن به اليهود ثم بعضُ الذين كتب الله عليهم الشقاوة من غير اليهود ، فلكثرة سياحته يسمى المسيح ، لكنه بما أنه كافرٌ يضلّ الناس يسمى الدَّجال .
ولما يخرج الدّجال الذين يؤمنون به يشبعون لأن الله تعالى يفتن به بعض الخلق ، فالذين يؤمنون به ييسّرُ الله لهم الأرزاق ويوسّع عليهم ، والمؤمنون الذين يكذّبونَهُ ولا يتبعونه تحصل لهم مجاعة ، فيعينهم اللهُ بالتسبيح والتقديسِ ، فهذا يقومُ مقامَ الأكل فلا يضرُّهم الجوع ، ثم لما ينزلُ المسيحُ عيسى عليه السلام يقتلُ الدجَّال بعد ذلك يصيرُ رخاءٌ كبيرٌ ، ويلتقي المهديُّ بعيسى أوّلَ نزوله فعيسى يُقدّمُ المهديَّ إماماً إظهاراً لكرامة أمة محمد وإشارةً إلى أنه إنما ينزل ليطبق شريعة محمد في الأرض ، ثم عهدِ المسيح يصير رخاءٌ كثيرٌ وأمنٌ فَتُخْرِجُ الأرضُ ما في داخلها من الذهب حتى إنه لا يوجد إنسان يقبل الصدقة من عموم الغنى .
والأعورُ الدَّجالُ إنسانٌ من بني ءادمَ والظاهرُ أنه من بني إسرائيل ، إحدى عينيه طافيةٌ كالعنبة والأخرى ممسوحة فلذلك يقالُ له الأعورُ .
وهو الآن محبوسٌ في جزيرة في البحرِ ، الملائكة حبسوه هناك ، وهذه الجزيرة ليست معروفة ، رءاه واجتمع به الصحابيُّ تميمُ بنُ أوسٍ عياناً ، ركب ومن معه السفينة فتاهت بهم السفينة شهراً وبَعُدت ، ثم وصلوا إلى جزيرةٍ فاجتمعوا به مكبلاً بالسلاسل ، وهو رجلٌ عظيمٌ جسدُهُ ، كلَّمهم باللسان العربي قال: أنا فلانٌ ، وسألهم عن أشياءَ ، هل صار كذا ، هل صار كذا ، وسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل ظهرَ النيُّ العربيُّ ، ثم نزل الوحيُ على رسول الله بمثل ما رأى هذا الصحابيّ من الدجال . وهذا الأعورُ الدَّجال الله تعالى ابتلاءً منه يُظهرُ على يديهِ خوارقَ ، ومن عجائبه أنه يشقُّ رجلاً من المؤمنين يكذبهُ في وجهه نصفين ثم يحييه بإذن الله فيقولُ الرجلُ الذي فُعِلَ به ذلك: لم أزدد بهذا إلا تكذيباً لك ، ويقولُ للسماء أمطري فتمطرُ ، ويقولُ للأرضِ أخرجي زرعك فتخرجُهُ ، معه نهرانِ واحدٌ من نار وهو بردٌ على المؤمنين وواحدٌ من ماءٍ وهو نارٌ عليهم . وأول ما يظهرُ الدّجالُ يكونُ يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كأسبوع ، وقبل ظهورهِ بثلاثِ سنواتٍ تُمْسِكُ السماءُ ثُلُثَ مائها ثم بعد سنة تمسكُ ثلثي مائها ثم قبل ظهوره بسنة تمسكُ كلَّ مائها ثم هذا الأعورُ الدّجالُ يصادِفُ نبيَّ اللهِ عيسى بفلسطين فيقتُلُهُ نبيُّ الله عيسى هناك ببابِ لُدِّ ، ولُدٌّ قريةٌ من قرى فلسطين .
يتبع....
|