عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2008, 12:08 AM   #1
أمين22
عضو فعال


الصورة الرمزية أمين22
أمين22 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23238
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 06-05-2011 (02:36 AM)
 المشاركات : 26 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
قصة واقعبة تبرز ضرورة دراسة علم النفس.



طابت اوقاتكم بكل خير.
ارجوا اولا ان تعذروني عن الاطالة في سرد القصة و لو ان العبرة منها قد تتساوى مع قدر المتعة في قراءتها.. مرت الساعة بسرعة خاطفة و نحن ننصت الى واقعة حقيقية في هدوء تام من طرف استاذ الفلسفة . و اعترف بان الأستاذ كان بارعا في سردها لدرجة انه دفع معظم زملائي للاهتمام و لو مؤقتا بعلم النفس و اسراره .كنت في القسم النهائي و لازلت اتذكر تفاصيل القصة و ان كنت نسيت اسماء ابطالها . و اليكم التفاصيل باختصار :

- في منتصف القرن 17 و في حي من احياء لندن الفقيرة , ولدت فتاة رائعة من زواج اعتبر ناجحا في الوهلة الأولى ..عائلة (رينيه ) رزقت باول مولودة لا تعي ما يحمله لها القدر و ما يخفيه المستقبل . تربت ابنة رينيه في كنف والديها و رضعت من حليب امها و لم يمضي عام حتى رزقت العائلة من جديد بمولودة اخرى و هنا بدأت تفاصيل الواقعة, وجهت الأم كل اهتمامها للاخت الصغيرة و ان كان هذا طبيعيا , منعت ثديها عن الأخت الكبرى لتعطيه للاخت الصغرى , طبعا الاخت الكبرى لم تكن تعي هذا التمييز لكنها نشأت عليه و حزنه عقلها في منطقة اللاوعي...مرت السنوات الثلاث الأولى على نفس المنوال و بدأت الأخت تدرك هذا التفضيل موازاة مع ادراكها ل -أنا- النفسي و كان اول رد فعل نفسي هو الغيرة في سن مبكرة ترجمته بالضرب المتواصل للاخت المدللة المميزة. لاحظ الابوان سلوكها و كان رد فعلهما كاي والدين في ذاك الزمان الذي لم يكن فيه معنى لعلم النفس و هو الضرب المبرح. قوبلت الاخت الكبرى بابوين عنيفين و بضرب مبرح في كل وقت و هذا ما زاد من( كرهها) و ضربها لاختها المدللة وبدورهما زادا الوالديين من تـأديبها بالضرب . مرت السنين على نفس الحال و التحقت الأخت الكبرى بالمدرسة ..كانت فتاة مختلفة تماما عن زميلاتها ..كانت انطوائية جدا في المنزل , لا تتحدث مع احد الا مع دميتها و بهدوء و في الخفاء. كان ابواها يسمعانها تغني لدميتها و هي تهزها ....تغيرت و لم تبقى تلك الفتاة الشقية العنيدة و اصبحت هادئة مفرطة الهدوء لا تتجاوب لا مع فرح او حزن بل تكتفي بوضع ابهامها في فمها و جلوسها في ركن غرفتها. لا تحب ان تلتقي احدا من زملائها و هي ذاهبة الى المدرسة لدرجة انها كانت تسلك طريقا محاذيا للغابة و تفضل تطويله لكي لا تقابل احدا. استفحلت حالتها النفسية مع مرور الأيام و لم تزد الا انطواءا و اغلاقا على نفسها و مع تفجر العلاقة بين ابيها و امها تفجرت حالتها النفسية و بدأت تنهار في صمت و هي تشاهد شجارات عنيفة بين والديها و لا تحرك ساكنا و لا تبكي حتى..و زادت حالتها و زادت و زادت و زادت الى ان بلغت الذروة القصوى مع افتراق والديها و طلافهما...تشردت عائلة رينيه و افترق شمل الأسرة و تدهورت حالة الأخت الكبرى لدرجة ان الناظر اليها يحسبها فاقدة للعقل او مجنونة الى ان انتهى المطاف بها في احدى مستشفيات الأمراض العقلية,و هي في سن الاربع و العشرين ... هناك بدأ التعامل معها كمجنونة وبدات ترفض الأكل و تستثني منه الفاكهة...و لا تكلم احدا الى درجة البكم و كانت لا تترك احدا يلمس دميتها التي حافظت عليها كل تلك السنين...مرت الأيام و الأيام و هي على تلك الحال و هي تجبر على الأكل بكل الطرق حتى الضرب الى ان جاء يوم لاحظ فيه حارس حديقة المستشفى اثارا لقطف فاكهة و تكرر الامر حتى شك في انه اختلاس منظم. . شكى الادارة و تم تكليف ممرضة بمراقبة المرضى..فلاحظت منذ الليلة الأولى ان السارق هي تلك الفتاة الهادئة و المنطوية التي منعت عنها الفاكهة عقابا لرفضها الأكل...شدت انتباها و حاولت التقرب منها للاستفسار عن هذا الامر و كانت تقابل في كل مرة بالصد على شكل صمت رهييييب...زاد هذا من عزم الممرضة و اخيرا و بعد تردد اخذت قرارا بالاعتناء بها و التكفل بحالتها وفعلا بدأت بمراقبتها و اول ما لاحظته هو انها تختار في كل مرة فاكهة الاجاص و اصيبت بالدهشة عندما رأتها ترضع الاجاص ثم ترضعه لدميتها و من ثم تأكله...صدمت الممرضة لانها لم تصادف حالة كهاته في كل حياتها... فكرت طويلا و بعد مشورة قررت ما يلي : اخذت الممرضة بوضع الاجاص في موضع الثدي و من ثم تحمل الفتاة -( الأخت الكبرى ) كما تحمل الأم رضيعها و هي ذات الأربع و العشرين ربيعا , و من ثم ترضعها الأجاص ....تواصلت الطريقة لمدة سنتين و اندهش الجميع عندما نادت الفتاة الممرضة بكلمة امي لأول مرة - كانت اول كلمة نطقت بها منذ دخولها المشفى ..واصلت الممرضة تعاملها مع الفتاة بصفتها الأم و مرت الأيام و الاشهر و السنين تعلمت من خلالها الكلام و معنى الابتسامة و معنى الحب الى ان تعافت تماما و اصبحت تلك الفتاة المجنونة امرأة بكل ما تحمله الكلمة من سمات و معاني . -النهاية . ( اضاف الأستاذ بانها تزوجت في سن غير مبكر و لم تنجب)

هنا خلص بنا الأستاذ الى التفكر في قوله تعالى ( و الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة) ..و من ثم علل لنا ظاهرة مص الأصبع عند الطفل و الزمها (ليس بالضرورة) بالقطع المبكر للرضاعة..و من ثم ختمها بضرورة الاهتمام بعلم النفس و اهميته و شساعته. ---- دق الجرس و خرجنا و نحن نتكلم في معاني القصة و دور علم النفس في علاج ما كان يحسب جنونا .

نقلت القصة عن استاذي بسردي الخاص فعذرا ان كان هناك تكرار او سوء في التناغم.
-- ارجوا انكم استفدتم و تمتعتم. تقبلوا فائق تحياتي -أمين-
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس