عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2008, 01:22 PM   #1
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue
أول مأذونه مصريه



حياتى لم ولن تتغير بعد صدور قرار هيئة محكمة الأسرة بإجازة عملى فى وظيفة (مأذون شرعى)، فلن أتخلى عن عملى فى البيت أو خدمة زوجى أو تربية أولادى.. بهذه العزيمة والإصرار بدأت أمل سليمان عفيفى أول امرأة يتم تعيينها مأذونا شرعيا فى مصر بمدينة القنايات بالشرقية..
قالت لنا: أعشق حياتى الأسرية وزوجى لا يأكل إلا من يدى، وبالمناسبة فأنا طباخة ماهرة، كما أن عنايتى بأولادى والاهتمام بمستقبلهم هى شغلى الشاغل وعملى فى المأذونية لم يغير شيئاً فى حياتى.
* سألناها: ما شعورك لحظة صدور الحكم بإجازة عملك فى مهنة (مأذون شرعى)؟
** لحظات غامرة بالفرحة والفخر فقد استطعت بالعزيمة والإصرار أن أضيف للمرأة المصرية مجالاً جديداً من مجالات العمل التى اقتصرت على الرجال لفترات طويلة بدون سند أو سبب حقيقى لذلك، وبهذه الإجازة تكون مصر هى أول دولة عربية لها الريادة فى دخول المرأة هذا المجال.
وفى نفس الوقت يلازمنى شعور قوى بضرورة التفوق فى هذا المجال مع الاجتهاد لإضافة شىء جديد لهذه المهنة والعاملين بها لأكون جديرة بها.
* بعد حصولك على ليسانس الحقوق ودرجة الماجستير فى القانون العام قررت عدم خوض تجربة (المحاماة) فلماذا؟
** التحاقى بكلية الحقوق كان بسبب حبى الشديد لدراسة القانون باعتبارها مدرسة الحياة الحقيقية بصرف النظر عن ممارسة العمل العام، بالإضافة إلى أن العمل فى مهنة المحاماة قد يتطلب منى أن أتعامل مع ثغرات القانون التى قد تكون سبباً فى مخالفته أو مخالفة ضميرى، كما يفعل بعض المحامين للوصول إلى هدفهم ولذلك رفضت العمل فى مهنة المحاماة لكى أتحرى الحلال فى رزق أولادى.
* لماذا وقع اختيارك على مهنة المأذون بالذات؟
** بعد حصولى على درجة الماجستير كان يشغل تفكيرى الالتحاق بعمل يهتم بشئون المرأة ومساندتها نظراً لأننى من سكان مدينة ريفية قد يكون وعى المرأة فيها بحقوقها غير كاف ولذلك تقدمت لشغل عدة وظائف منها مُدرّسة بالأزهر من خلال دراستى لقسم الشريعة، وكذلك تقدمت لوظيفة فى مكتب الشهر العقارى وأخيراً وبالمصادفة البحتة جاءت فكرة عمل مأذون شرعى.
مصادفة أصبحت حقيقة
* وما هذه المصادفة؟
** بعد وفاة عم زوجى الذى كان يعمل مأذون قرية القنايات سألت زوجى من الذى يحل محله فى العمل وكنت أعتقد أن هذه المهنة تورث للأبناء ولكننى علمت أن أبناءه دراستهم علمية وليس لها علاقة بدراسة القانون حيث إنه يشترط لمن يمارس المهنة أن يكون حاصلاً على ليسانس الحقوق أو الشريعة والقانون وضحك زوجى وقال لى: يعنى إنت ممكن تبقى مأذونة!!
وبالرغم من أن هذه الجملة قالها زوجى على سبيل الضحك فقط إلا أنها كانت بمثابة الشرارة الأولى لولادة الفكرة فى التحاقى بهذه الوظيفة، ولذلك تقدمت إلى محكمة الأسرة للتعرف على شروط الالتحاق بالوظيفة وتجهيز الأوراق المطلوبة وعرفت أنه لابد من وجود شهادة حُسن سير وسلوك موقعة من عشرة رجال من أهل البلد تشير بموافقتهم الصريحة على عملى فى هذه المهنة، بالإضافة إلى بعض الشهادات الصحية لخلوى من الأمراض، والشهادات الدراسية وإثبات الشخصية مثل أى وظيفة أخرى.
وعند تقديمى للأوراق المطلوبة فوجئت بالموظف المختص يعنفنى كيف أتقدم بأوراق فى هذه الوظيفة الذكورية واتهمنى بأننى أخالف شرع الله!!
فسألته وما هو وجه المخالفة؟! فقال لى: إنت عمرك سمعت أو شفت واحدة ست بتشتغل مأذون؟! ولذلك رفض أن يستلم منى الأوراق الخاصة بالالتحاق بالمأذونية، مما اضطرنى للذهاب إلى رئيس محكمة الأسرة بمدينة الزقازيق للحصول على موافقته بتسليم الأوراق، فقد كنت الأنثى الوحيدة بين أوراق اثنى عشر رجلا متقدما لهذه الوظيفة من البلد.
وبالفعل وافق على تسليم الأوراق بموافقة كتابية، وأخبرنى أنه لا مانع من التقدم للوظيفة ولكنه طلب منى أن أذهب إلى إدارة المأذونين بوزارة العدل للاستفسار عن وجود أى نصوص قانونية قد تمنع التحاقى بالوظيفة، والحمد لله بعد سؤالى لم تكن هناك أية موانع قانونية أو شرعية لالتحاق المرأة بالعمل كمأذون شرعى نظراً لأن هذه الوظيفة تختص بتوثيق العقد المدنى للزواج.
* هل ترين فى نفسك القدرات والملكات الشخصية لمنافسة الرجال خاصة أنك سيدة ريفية؟!
** الموضوع كله لا يدخل فى إطار الندية أو التحدى للرجال وإنما أردت أن أشاركهم عملهم مثل أى وظيفة أخرى، ولكن بالرغم من ذلك فقد واجهت اضطهاداً شديداً من المأذون الثانى فى البلد لدرجة أنه حلف أنه سوف يقطع يده لو حكمت المحكمة لى بإجازة المأذونية وبالرغم من ذلك فإن كثيراً من الرجال أيضاً فى البلد يساندوننى وقد أسعدنى مؤخراً إرسال بعض أهالى الصعيد سواء من السيدات أو الرجال خطابات فخر ومساندة للاستمرار، فى هذا المجال، كما أن العديد من أهلى وجيرانى شجعونى وانتظروا صدور حكم المحكمة بإجازة عملى كمأذون شرعى لعقد زواجهم وأول هؤلاء الناس هو أخى وخطيبته اللذان انتظرا ولم يعقدا قرانهما إلا على يدى بعد صدور حكم الإجازة وصرف دفتر المأذونية بعد شهر من صدور الحكم.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس