تعريف الاكتئاب..انواعه..اسبابة...علاجة(الادوية المستخدمة لعلاج كل نوع)
"الإكتئاب هو أسوأ ألم غير بدني عرفه الإنسان طبيب""
الإكتئاب ليس حالة تصيب ضعاف الشخصية، أو ضعاف الإيمان، أو المعرضين للمشاكل. كل إنسان منا يمكن أن يعاني من الإكتئاب إذا توفرت بعض العناصر.
قائمة مشاهير المكتئبين تعيد إلينا الطمأنينة، وتتضمن بيتهوفن، شومان، اسحق نيوتن، كافكا، داروين، تشرشل، وتولستوي ومن الفنانين المعاصرين انتوني هوبكنز.
إن كنتِ تظنين أنكِ محصنة ضد الإكتئاب، يجب عليكِ أن تراجعي هذه الفكرة. فالحقائق الثابتة تقول أن ٢٠-٢٥% من أي مجتمع قد عانوا، في وقت ما من حياتهم، من نوبة إكتئاب. كذلك في أي مجتمع ٥-١٠ % من الرجال عانوا في وقت ما من اكتئاب إكلينيكي. والكثير منهم فكروا، بل وربما حاولوا الانتحار. وحتى إن لم تختبري إكتئاباً إكلينيكياً شديداً، فمن منا لم يصارع مع مشاعر اليأس، والفشل، والحزن؟! إن الاكتئاب هو عرضٌ أساسيٌ من أعراض الحياة في عالم ساقط ناقص. وهو لا يفرق بين أي جنس، أو أي لون، أو أي دين.
"الإكتئاب الحاد يعرف بأنه مرض هذا القرن" د. ريتشارد وينتر
ما هو الاكتئاب
إنه الشعور بالحزن الناتج عن نظرة مفرطة في التشاؤم للحياة. عادة ما تصاحب هذه الحالة الشعورية نوع من الخمول العقلي، يظهر في صورة فقدان التركيز وعدم القدرة على التعامل بالمنطق. وكثيرا ما يصاحبه رغبة في الانعزال عن الناس، و فقدان الحماس والحافز لعمل أي شيء.كذلك فقدان الرغبة في الجنس (أو على العكس الاتجاه نحو ممارسات جنسية لا أخلاقية)، اضطرابات في النوم، والقلق، ومحاصرة النفس بأفكار انتقاد.
****************************************
الاكتئاب وباء عالمي...
في دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية، وُجد أن الاكتئاب أزمة صحية عالمية تقع في المنزلة الرابعة من بين جميع الأمراض من حيث التكاليف الاقتصادية، والاجتماعية التي تفرضها. للاكتئاب تأُثير مدمر في حياة البشر فحوالي 15- 20 % ممن يعانون من الاكتئاب يقدمون على الانتحار. كما أنه يرتبط بسلوكيات شديدة الخطورة تتسم بالمجازفة كتعاطي الكحول، وإدمان المخدرات، وممارسة الجنس دون وقاية مما قد يؤدي إلى انتشار أمراض أخرى خطيرة مثل الإيدز. وفي دراسة أخرى تابعة لمنظمة الصحة العالمية أيضاً وجد أن الاكتئاب هو السبب الثاني في ترتيب الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة في البلدان النامية والسبب الأول للإعاقة في بلدان العالم مجتمعة!
أما عن الدراسات التي أجريت في مصر بالتحديد، ففد دلت أحدث الدراسات أن نسبة الاكتئاب في مصر تتراوح بين 11 إلى 19 % من تعداد السكان (الجديد هو أن النسبة في المناطق الريفية والعشوائية هي الأكبر) ولقد صرح الدكتور أحمد عكاشة، في إحدى المقالات، أن في مصر 6 مليون مكتئب و 25 مليون في العالم العربي وجدت هذه الدراسة أيضاً أن أنماط التعبير عن الاكتئاب في مصر والعالم العربي تختلف عن أنماطه في الغرب حيث يميل الشرقيون "لجسدنة" أعراض الاكتئاب. أي تحويل أعراض الاكتئاب، بصورة لا واعية، إلى أعراض جسدية مثل الصداع، أو الآلام المتفرقة في الجسم، أو الإرهاق المستمر بلا سبب، أو القولون العصبي، أو عدم النوم أو ربما الأعراض الجلدية، أو غيرها من الأعراض. وذلك لأن الشكوى من أعراض جسدية مقبول في المجتمع أكثر من الشكوى النفسية التي ربما تعتبر علامة على "الضعف الأخلاقي" أو "ضعف الإيمان" أو "ميوعة" في الشخصية وبالذات بالنسبة للرجال. ربما لهذا السبب كنا في السابق نظن أن النسبة في الريف أقل من المدينة ولكن الحقيقة ربما هي أن الميل في الريف أكثر لإخفاء مشاعر الاكتئاب خلف الأعراض الجسدية.
من الصعب إذاً على المكتئب المصري والعربي أن يعبّر عن مثل هذه المشاعر، أو يعترف أنه يفكر في الانتحار أو أنه قد يئس من الحياة مع أن هذه هي مشاعره الحقيقية، وذلك خوفاً من الاتهامات المختلفة. وإن لم تكن هناك اتهامات، فعلى أقل تقدير، إذا عبر عن مشاعره سوف ينهال عليه وابل من النصائح والمواعظ التي يعرفها كلها عن ظهر قلب من أمثلة: "كوني إيجابية!" أو "كن رجلاً !" أو "حاولي الخروج من هذه الحالة!" أو "ساعد نفسك!" وأغلبها لا يستطيع فعله وهو في تلك الحالة. بينما كل ما يحتاجه في مثل هذا الوقت، و بالطبع لا يحصل عليه كثيراً، هو إنسان يستمع إليه ويشعر به.
*******************************
علاج الاكتئاب
أكدت الدراسات على أن علاج الإكتئاب بالعقاقير فعال ولكنه مكِّلف كما أشارت هذه الدراسة إلى أن أقل من 25% من المصابين في البلدان النامية هم فقط القادرون على بلوغ العلاج و ذلك بسبب ارتفاع تكاليفه. (بالإضافة إلى أن هناك مقاومة في ثقافتنا الشرقية لتعاطي العقاقير النفسية). أشارت الدراسة أيضاً إلى أن المعالجة النفسية بالكلام فعّالة في 60- 80 % من الحالات. حيث يركز العلاج بالكلام على العلاقة بين المعالج والمريض ليمكن للأحاسيس المدفونة عميقاً أو المحرمة تقليدياً أن تظهر على السطح عبر الأحاديث. وتؤكد هذه الدراسة إن الكشف عن المشاعر المخبأة هو الآلية المركزية للمعالجة. أيضاً تصحيح أخطاء التفكير والمعتقدات الراسخة من الطرق الفعّالة جداً في علاج الاكتئاب، حيث أن المكتئب يتبنى دون أن يدري معتقدات سلبية عن نفسه أو عن العلاقات أو عن المستقبل كما يستقبل الأحداث من منظور سلبي.
|