عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2008, 03:53 AM   #5
دمعة خيانه
V I P


الصورة الرمزية دمعة خيانه
دمعة خيانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21073
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 18-03-2013 (05:34 AM)
 المشاركات : 6,409 [ + ]
 التقييم :  56
لوني المفضل : Cadetblue


الأفكار التلقائية التي تدور في ذهن المكتئب تدور كلها حول موضوع واحد وهو الفقدان ـــــ فقدان علاقة، فقدان وظيفة، فقدان شخص بالوفاة، فقدان الصحة والقوة الجسدية، فقدان السمعة أو احترام الناس، فقدان الشعور بالقيمة أو بمعنى الحياة نفسها. عموماً يشعر المكتئب بأنه فقد أحد أهم مكونات الحياة بالنسبة له بحيث تصبح الحياة بلا معنى ولا يمكن الحصول على السعادة فيها.
عندما نحاول أن نستكشف قضية الفقدان هذه عند المكتئب، نجد أن الاكتئاب يدور حول ما يسمى بالمثلث المعرفي السلبي الذي يتكون من:
نظرة سلبية للعالم
ومفهوم سلبي عن النفس
وتقييم سلبي للمستقبل.

نظرة سلبية للعالم
يرى المكتئب أن عالمه ينكمش ويتضاءل و تسود فكرة الفقدان كل حياته، ويرى مواهبه وقدراته وعلاقاته وإنجازاته كلها لا تساوي شيئاً ولم تساوي شيئاً من قبل ولن تساوي شيئاً في المستقبل!
من المهم هنا أيضاً أن ندرك أن هذا الفقد ربما يكون حقيقي أو متخيل وغالباً ما يكون قد تم تضخيمه إلى نسب غير طبيعية.
فالشخص المعرض للاكتئاب يضع كل إنجازاته في الحياة موضع الشك والتساؤل إذا وجه أحدهم له ملاحظة انتقادية واحدة!
مفهوم سلبي عن النفس
في الخطوة التالية التي يتحرك في اتجاهها تفكير الشخص المعرض للاكتئاب هو أنه عندما يتأمل الأحداث السلبية التي حدثت في حياته والفقدان الذي تعرض له، يبدأ في التأمل متسائلاً:
ما هو معنى هذه الأحداث؟ لماذا يهجرني الأصدقاء؟ أو لماذا ينتقدني الزملاء؟ أو لماذا تفشل أعمالي؟ لابد أني إنسان سيء! لابد أني فاشل بطبعي، وإلا لماذا أفشل؟ لابد أني غبي أو قليل الحيلة ! لابد أني شخصية كريهة غير قابلة للحب!
ثم تزداد المشاعر السلبية عندما يقارن الشخص نفسه بالآخرين، وبالطبع يخسر دائماً في المقارنة.
الفتاة المكتئبة ترى نفسها قبيحة بينما كل الفتيات اللاتي يمشين في الشارع أكثر منها جمالاً و جاذبية، الشاب المكتئب يرى كل الشباب أكثر منه مهارة في الحديث وقدرة على عمل الأصدقاء. الأم المكتئبة ترى كل الأمهات أفضل منها، والأب المكتئب يرى نفسه أفشل أب ورب أسرة في الوجود.
تقييم سلبي للمستقبل
ثم تتطور سلسلة الاكتئاب إلى النظرة التشاؤمية للمستقبل. فالمكتئب يميل إلى توقع الأحداث السيئة كما لو كان حدوثها مؤكداً أو كما لو كانت قد حدثت بالفعل! أما الأحداث الإيجابية أو غير السلبية، فيبدو أنه لا يراها مثلما لا يرى المصاب بعمى الألوان مجموعة ما من الألوان!
على سبيل المثال عندما يختبر رجل أعمال معرض للاكتئاب بعض المشاكل في العمل أو عندما يقل الطلب قليلاً على المنتج الذي يتاجر فيه، فإنه يعتبر نفسه سوف يفلس تماماً أو ربما يفكر ويتصرف كما لو كان قد أفلس بالفعل.
عندما تسأل مثل هذا الشخص لماذا يفكر في الإفلاس؟
هل تدنت معدلات البيع إلى مستوى لم تصل إليه من قبل؟
- لا... ليس تماماً !
- هل تقصد أن مثل هذا التناقص في معدلات البيع قد حدث من قبل؟
- نعم
- وهل عاودت معدلات البيع للارتفاع من قبل؟
- نعم. من الطبيعي أن ترتفع وتنخفض معدلات البيع هكذا
- إذن لماذا تفترض أنك سوف تفلس؟
- لا أدري، ولكنني في كل مرة تنخفض فيها معدلات البيع أشعر أني سوف أفلس
و يستمر هذا الشعور بالحزن والقلق داخلي، حتى تعاود معدلات البيع الارتفاع مرة أخرى!

بالرغم من أن معدلات البيع انخفضت، ثم عاودت الارتفاع مرة أخرى أكثر من مرة لكن هذا التاجر لا يبدو أنه قادر على اكتساب ثقة في أن المستقبل سوف يحمل شيئاً طيباً، ذلك لأنه لا يمتلك ثقة في نفسه أنه قادر على تجاوز حتى التقلبات العاديّة في السوق.
ربما اختبر هذا التاجر من قبل فقداناً شديداً أصابه بصدمة هزت ثقته في نفسه وفي العالم وجعلته أكثر حساسية للاكتئاب والنظرة السلبية للحياة والنفس والمستقبل. بالطبع لا نستطيع أن نغفل البُعد الوراثي للاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية. هذا البُعد الوراثي يجعل الأشخاص الذين لديهم تاريخ أسري من المرض النفسي، أكثر تعرضاً للاكتئاب من غيرهم.



 

رد مع اقتباس