عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-2008, 12:30 AM   #2
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


إحصائيات وزارة التربية

وفي السياق نفسه حذر الدكتور عبد الله يوسف أستاذ علم الاجتماع في ورقة عمل شارك بها في ندوة نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية السعودية عام 2006م من التحرش الجنسي المثلي في أوساط المراهقين والمراهقات مستشهدا بإحصاء لوزارة التربية والتعليم، يفيد أن القضايا الأخلاقية تأتي في المركز الثاني بعد السرقة بنسبة 19 في المائة بين الذكور، وذكر أن الإحصاء نفسه أشار إلى أن العلاقات السحاقية في مدارس البنات تمثل 46 في المائة من الممارسات التي تصنف على أنها قضايا أدينت فيها الفتاة.

وقالت الدكتورة نورة الشريم أستاذة علم النفس في كلية التربية في جامعة الملك سعود في وقت سابق: العالم اليوم يعيش ثورة جنسية طاغية تجاوزت كل الحدود، وهو ما جعل طرح هذه المواضيع الحساسة وفي مثل هذا الوقت يستدعي الوقفة والتأمل والحيطة لنكفل لأبنائنا تربية جنسية تربوية إسلامية صحيحة، فحري بنا أن نجعل الدافع الجنسي يسير وفق الطرق الصحيحة دون انحراف.

وأشارت الدكتورة نورة الشريم في هذا الصدد إلى دراسة للدكتور علي الزهراني في الجامعة نفسها عن "سوء معاملة الأطفال والمراهقين في المجتمع السعودي"، وتوصلت إلى أن نحو 22.7 في المائة من الأطفال تعرض للتحرش الجنسي، و62.1 في المائة رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين أساؤوا إليهم، كما بينت أنها قامت بدراسة استطلاعية تم إجراؤها على عينة من 100 فتاة فوق سن الـ23 فوجدت أن 75 في المائة منهن تعرضن للتحرش الجنسي من العمال، و15 في المائة من المعارف، و10 في المائة من المحارم.

وتشير الدكتورة الشريم أن من بين الآثار النفسية السيئة للتحرش الجنسي هو أنه يدفع للشذوذ الجنسي، فجريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال ربما يدفع بشواذ جدد للمجتمع مما يساهم في تفاقم الظاهرة بمعنى أن ضحايا اليوم سيكونون هم شواذ المستقبل.

دور المجتمع

وفي الاتجاه نفسه يرى الدكتور عبد الله يوسف أن مجتمعنا الإسلامي -ولله الحمد- يرفض مثل هذه الظواهر ويحاربها، والإسلام يشكل السد المنيع -وكذلك المجتمع- لمحاربة مثل هذه الظواهر.

ويضيف: لو تتبعنا التاريخ التطوري لمجتمعنا لوجدنا أنه في القديم أي في مرحلة ما قبل الطفرة في المملكة العربية السعودية لم يكن المجتمع السعودي يعرف قضايا الشذوذ الجنسي بأشكاله كافة، سواء ممارسات الرجال مع بعضهم (اللواط)، أو النساء مع بعضهن (السحاق)، أو الاعتداء الجنسي على الأطفال؛ وذلك لأن الحياة كانت تتسم بالبساطة والحب والتماسك الأسري، وكان المجتمع بجميع فئاته وطوائفه مجتمعا منتجا.

ويتابع، وفي مرحلة ما بعد الطفرة حدثت العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي أثرت في المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة السعودية بشكل خاص، وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي أتت بها الطفرة فإن هناك العديد من المشكلات والسلبيات التي ظهرت تطفو على سطح المجتمع نتيجة لهذه الطفرة والتحضر والتغير الشديد، ومن بين أخطر المشكلات التي ظهرت في المجتمع السعودي مشكلة الشذوذ الجنسي، وجريمة الاعتداء والتحرش الجنسي على الأطفال.

وعن العوامل والأسباب التي أدت إلى وجود هذه المشكلة بين أساتذة علم الاجتماع فإنها متعددة ومن أهمها: ضعف الرقابة الأسرية، فلم تعد الأسرة هي المراقب والمتابع للأطفال ومشكلاتهم كما كان الحال في مرحلة ما قبل الطفرة، بل بدأت الأسرة في التخلي عن دورها الرقابي للأطفال بدعوى السعي على الرزق وزيادة الاهتمامات الحياتية، العمالة المنزلية التي ساهمت بشكل كبير في تغيير شكل وبناء الأسرة السعودية، فاعتماد الأسرة السعودية على العمالة المنزلية جعلها تتخلى عن العديد من الأدوار والمهام والمسؤوليات التي كانت تقوم بها من قبل، وبدأت الأسرة في إهمال الأبناء وعدم السماع لهم والاتكالية على العمالة المنزلية الغريبة عن الأسرة تماما في تلبية احتياجات الطفل والإشراف على أشد خصوصياته كالاستحمام والنوم وتغيير الملابس وهذا بالطبع يؤثر كثيرا في الطفل.

كما أن احتكاك الطفل المستمر بالعمالة المنزلية يجعل الطفل يكتسب عادات وسلوكا وقيما اجتماعية وثقافية تختلف عن قيم وعادات وتقاليد المجتمع السعودي، ومن دون شك فإن التفاعل والاحتكاك بالعمالة المنزلية لعب دورا مهما وخطيرا في تفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية والشذوذ الجنسي، من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الشذوذ الجنسي أيضا احتكاك الأطفال بأطفال الجيران والذين ربما لهم عادات وثقافة تختلف عن ثقافة الأسرة، إضافة إلى غياب المتابعة الأبوية للأبناء وعدم السماع لهم وعدم إعطائهم الوقت الكافي وفقدان حرية التعبير بين الآباء والأبناء.. كل هذه العوامل تؤدي إلى نمو هذه الظاهرة وتزايدها، مرافقة الأطفال لمن هم أكبر منهم في السن والتي ربما قد تؤدي إلى اغتصابهم في ظل غياب الدور الرقابي للأسرة.


تابعها : فهيد الغيثي
صحيفة الإقتصادية الإلكترونية
03/01/1429هـ.