01-09-2002, 09:17 PM
|
#6
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2141
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 31-01-2003 (04:00 PM)
|
المشاركات :
69 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الأخت أم احمد
أشكر لك هذا الطرح الرائع وأشكرك على كلماتك الخاصة بي وأتمنى أن يجمعنا الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله
الرهاب الاجتماعي يا أختي ليس مشكلة بالنسبة لي فأنا قد تعايشت معه وللأسف تعرضت لظروف ومصاعب حياتيه كبيرة جعلتني أهرب من الدنيا وقد لا تصدقينني حين أقول أنني وفي السادسة والعشرين من عمري وعلى أختلاف مشارب ومأرب الأخرين الذين جمعتني بهم الأيام والصدف والظروف لم أجد من يستمر في علاقتي معه
أنا تربيت أيام طفولتي وحيدة وكبرت وأنا أعاني من هبة وهبني أياه الله وهي العقلية الكبيرة والتي كانت تسبق سنين عمري وهذا مما عطل نموي النفسي مع الآخرين
وفي المدرسة والجامعة خلال دراستي لتخصصي الأول قابلت وعاشرت كثيرات للأسف كن لا يجدن المتعة معي إلا أثناء المذاكرة ولا يهتمين بصداقتي إلا وقت الامتحانات لدرجة أنني أخجل من نفسي وأنا أردد ذلك الآن
أنا تعلمت من أسرتي أن أكره الكره وأن أنبذ العنف وأن أعطي الآخرين واترفق بهم وللأسف فأن هذه الخصال الحميدة أتت بمردود عكسي علي فمع الوقت تعطلت قدرة الآخرين معي على تبادل العطائات وأصبحت في نظرهم غبية وبالأمكان أستنزافها والكسب من ورائها
لدرجة أنني وبعد تخرجي بسنة ومن خلال عملي صادفت أحد رفيقات الجامعة وسألتني عن صديقة لي فقلت لها لقد فضلت أن تنقطع علاقتنا بعد التخرج فكان رد رفيقتي الحمد الله الذي أنجاك منها ؟؟؟ (أتدرين لقد دخلت في رهان مع بنات القاعة لتثبت لهم بأنها قادرة على تسحيبك وإرغامك على صداقتها.؟؟؟ )
فلك أن تتخيلي يا أم أحمد موقفي
ثلاث سنوات في الجامعة وهي في نظري صديقة وقريبة مني وللأسف ماذا استفادت مني فقط المحاضرات وشرح الدروس وحل المسائل وماذا أستفدت منها تهكم الآخرين علي لأنها كانت تجتمع بهم لتخبرهم عن آخر أخباري
وفي العمل كنت في البداية أصغر موظفة فكلهم قد تجاوزو سن الثلاثين وبما أن صغير القوم خادمهم وبما أنني نشيطة فقد أستغلني الجميع وحين أدركت ذلك وبدأت بمواجهتم أصبحت قليلة أدب ولا أحترم من هم أكبر مني إلا جانب تجاوزي لحدودي مع موظفات قديرات
وفي مجتمعي الخاص ينظر إلي الجميع بأنني متحررة وأرغب في كسر القيود الاجتماعية والبروز وأنني أنانية وأحلم بعالم غير موجود وفي نظرهم أنني أتحدث عبر منبر الكبرياء والعلياء وأن ذلك بداية جنون العظمة
وبعد أن تكشفت الحقائق في العمل وأصبح استهلاكي وظيفياً مع عدم التقدير الإداري لي لم أجد سوى الهرب من العمل بالدراسة وبتحويل دوامي للفترة المسائية لن اصادف أو أواجه أكثر من ثلاث موظفات يومياً وكل يوم مجموعة مختلفة وبذلك أنجو من سطوة الإدارة
أنا يا أختي وجدت في بقائي وحدي المتعة لأنني أقرأ وأطلع وأكتب يومياتي وأقتل من يؤلمني بقلمي وعبر كلماتي ثم أمزق الورق لأشعر بلذة الانتقام ممن يسيء لي
في وحدتي وجدت الوقت للتفوق وللتفكير في تطوير عملي الوظيفي وفي القدرة على تعلم فنون كتابة التقارير الاجتماعية والنفسية عن الحالات التي أتعامل معها في الدار
وفي خلوتي وجدت الوقت الكافي لذكر الله والصلاة والخشوع ووجد الوقت الكافي في التفكير بمن هم أقل مني درجة وأضعف مني قدرة من الفقراء والأيتام
وفي وحدتي وجدت الأمل تعمق بداخلي الإيمان بقدرة الله ورحمته بعبادة وذلك بانني لم أبحث عن متعتي النفسية فيما يغضب الله
صدقيني لقد تأقلمت مع الرهاب الاجتماعي وسخرته في بعض الأحيان لصالحي
وأخيرا أرجو أن تجدي في كلامي ما يقنع بأن الرهاب في نظري سور يمكن تخطيه أو فتح منفذ عبره لرؤية العالم والآخرين بمنظار أجمل
وبالله التوفيق
|
|
|