وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ؟؟؟؟؟؟؟دعوة للنقاش
الى من حذف الموضوع الاول لنفس الحادثة
قبلت بان تتسلط الشياطين على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولم تقبل ان يخطأ رجل معرض للخطا بكل لحظة
وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23
ورد في التفاسير وكتب الحديث
أن سبب نزول المعوذتين قصة الوليد بن الأعصم الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة وجف قشر الطلع طلعةٍ ذكر ووتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروز بالإبر فأنزلت عليه المعوذتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة صلى الله عليه وسلم حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام فكأنما نشط من عقال وأنه خلال مرضه هذا لا يدري على حد زعمهم هل كان يدخل على نسائه الطاهرات أم لا يدخل فزعمهم الخبيث الباطل عن "سحره" المدسوس والذي أورده تفسير الجلالين برواية لبيد اليهودي معناها أن الشيطان كان يدخل على نسائه بل بلغت بهم صفاقة الوجه في رواياتهم أنه صلى الله عليه وسلم بقي تحت تأثير السحر وشياطينه 18 شهراً.. فهل انقطع الوحي بهذه المدة.
أما قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}(1).. أفكان الوحي شيطانياً؟!. وهو طعن بالقرآن العظيم بأنه من وحي الشياطين وذلك قول العميان المقطوعين عن الله، ولكن الشياطين تتنزل على أمثالهم {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}(2) .. وما الأفاك الأثيم إلاَّ أمرؤ متحوِّلٌ عن طريق الحق مُصرٌّ على حبِّ الدنيا الدنية وشهواتها المنحطة فهل يليق هذا بحقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصِمُونه بهذه الصفة الشيطانية وهو أكمل الخلْق الذي شهد بكماله الله سبحانه وتعالى وهو هادي العالمين إلى الصراط المستقيم!.
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}(1).. فهو صلى الله عليه وسلم ما ضلَّ وما غوى وما نطق عن الهوى إذ هو وحيٌ يوحى لا يسبق ربَّه بالقول وبأمره دوماً يعمل، وعلمه مباشرةً من حضرةِ الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض ومسيِّرها بكمال الكمال، ثم هل تسكت قريش واليهود إن رأت نقيصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا تقول أن القرآن من وحي الشياطين إن كانت هذه الرواية المدسوسة صحيحة عكس قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(2).
فهل في عقول الداسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم عماء، وهل في أفكار المضلين غباء حتى أدخلوا هذه الدسوس من أن للشيطان على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان حتى يمرضه.. مع أنه حقاً لا تستطيع الشياطين أبداً حضور مجالسه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}(3)... فهل بعدَ بيانِ الله بيان!.
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}(4) .. فما دام الشيطان أخسأ أن يكون له سلطان على مؤمن، بل يفر هارباً من عمر بن الخطاب: «يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غيره» التاج لجامع الأصول (ج3 ص311). وفي حديث آخر: «إنَّ الشيطان ليفرُّ منكَ يا عمر» رواه الترمذي رقم (3937).
فسلطان الشيطان على من يتولاه من الخبثاء وعلى المشركين لا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الموحدين.
وأن الشيطان ذاته لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه ارتعدت فرائصه وفرَّ هارباً، {..فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(1).. لما رأى التأييد الإلهي للمؤمنين، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله في أرضه وسفيره لخلقه، صلى الله عليه وسلم.. وكلمة (وسلَّم) أي سلَّمه تعالى بديمومة إقباله عليه تعالى من كل شيطان مريد ومن كل مخلوق لتحصُّنه بربِّ الفلق وبربِّ الناس وهو عليه السلام، والسلام تعني الأمان من كل ذي شر.. والعكس صحيح: {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ..}(2) . وقوله صلى الله عليه وسلم: «نُصرت بالرعب مسيرة شهر»(3) .
والشيطان الأول إبليس عندما حاول الوسوسة لسيدنا آدم العظيم ليثبت أن آدم صلى الله عليه وسلم قد يعصي ربه ولكن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فسيدنا آدم صلى الله عليه وسلم قد أصبحت له بدل الجنة الواحدة التي كان بها جنات وإبليسْ بالشقاء يعيشْ، والنار مثوى له. فعندما رأى إبليس هذه النتيجة {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}(1).
فها هو إبليس يرى خسارته باقترابه من عباد الله المخلَصين: أي الأنبياء، فيتجنبهم بذاته {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ويقول الله تعالى أنه لا سلطان له حتى على المؤمنين {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}: الغاوين: وهم الذين لا يُعملون تفكيرَهم في السعي الحقيقي لمعرفة ربهم والدنيا أغوتهم فظنوا أن بها شيئاً وعند الموت تنكشف الحقيقة بأنه لا شيء فيها بل كان كله من الله عطاءً وفضلاً وإحساناً فيعيشون في الحسرات والندامة ثم مثواهم النار لتسلِّيهم عما بهم.
أفلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المخلَصين وهو الذي اصطفاه لتبليغ رسالته والله السميع العليم فهو سميع لقوله صلى الله عليه وسلم عليم بحاله ونيته فكلامه صلى الله عليه وسلم عالٍ وحاله لذلك اصطفاه الله لطهارته وعلو نيَّته ليرشد الخلق إلى الله.. أفيُقال عنه هذا القول الشنيع ويقبله عميان القلوب؟!.
أولم يقل تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}(2)، ما يفعل الله بعذابكم.. لماذا يعذبكم؟. خلقنا ليسعدنا دنيا وآخرة لكن حيث النفس فيها ما فيها من علل يسوق لنا هذه الشدائد لنرجع عن غيِّنا فنتوب ونصلي لتطهر نفوسنا مما بها وبما أن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقى نفس بمداومتها على ذكر الله وعدم انقطاعها أبداً عن الله فحاشا أن يُمكِّن مخلوقاً من الإنس أو الجن أن يمسه أو يلمسه صلى الله عليه وسلم بلمسة أذى لالتجائه الكلي إلى الله فكفاه {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ..}(1).. فمن كان الله معه فمن ضده. {..وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}(2) .. الله يعصمه فلا أحد يستطيع الوصول إليه بأذى {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}(3) .
وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}(4) : يحفظونه من السوء أو أي أذى من مخلوقٍ كان لا من الإنس ولا من الجان.
في هذه الآية {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}.. اعتماد من الرسول صلى الله عليه وسلم على الله تعالى بأنه هو الفعَّال وحده وأنه صلى الله عليه وسلم طاهر لا يمكن لأحد أن يتسلَّط عليه فلا خلل ولا خطأ وقع منه حتى يتسلَّط عليه أحد فلا حول ولا قوة إلا بالله وحده.
فكل ما قيل عنه صلى الله عليه وسلم من أن لبيد اليهودي سحره أو أن رباعيته الشريفة كُسِرَت في أُحُد أو ضربه أحد في الطائف إن هي إلا من دسوس كفرة اليهود الأذلاء بسبب طرده إياهم من الجزيرة العربية وكل من يأخذ بأقوالهم الخبيثة فهو منهم تشابهت قلوبهم بل كلهم أعداء الدين أعداء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودسوسهم مردودة عليهم لأن القرآن نسف أكاذيبهم.
|