عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2008, 07:57 AM   #3
زهورات خليجية
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية زهورات خليجية
زهورات خليجية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23394
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 13-09-2009 (01:42 PM)
 المشاركات : 543 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


المسألة إذن ليست رجاحة عقل، ولكنها صدق وأمانة نقل. وإذا نظرنا إلى طبيعة المرأة نجد أنها مخلوقة على الستر، فهي ممنوعة من مخالطة الرجال، وأنا أريد كلمة حق من المرأة: هل إذا حدثت مشاجرة في الطريق العام، هل يسوغ للمرأة أن تسرع إلى الدخول فيها، لمعرفة ما يحدث؟ أم أنها تبتعد عنها تماماً اتقاء للأذى حتى لا تصاب بسوء طبعاً هي تبتعد عنها. لماذا؟
أولاً: لأنها مخلوق ضعيف .. لا قدرة لها على المنازلة أو المشاجرة.
وثانياً: لأنها مخلوق عاطفي ستصاب بأذى في نفسيتها من مظاهر العنف والضرب في هذه المشاجرة.
وثالثاً: لأن تعرضها لمثل هذا الحدث، يوجد احتكاكا عنيفا بينها وبين الرجال مما يعرضها لخدش كرامتها وحياتها. إنها تبتعد عن المشاجرة، حتى ولو كان المتشاجر زوجها أو أخاها وتستغيث بالرجال.
إن عاطفة المرأة هي رصيد الحنان للأسرة والمجتمع، وتحكم العاطفة على العقل فيه تضحية، وقد يكون له سلبيات غير ضارة.
لكن الحكمة تقتضي أن تكون طاقة العاطفة عند المرأة أقوى منها عند الرجل؛ ليكون التعادل والتكامل في المجتمع.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالمرأة ومشاكل الحياةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
والمرأة بطبيعتها بعيدة عن مشاكل الحياة العامة .. لأن هناك رجلاً يعولها، وهو الذي يتصدى لهذه المشاكل، وهو الذي يتداخل فيها ويحلها.
لهذه الأسباب وغيرها من الأمور التي تتعارض مع طبيعتها، فإن المرأة لا تصلح شاهدة كالرجال. لأنها لو عرفت بعض التفاصيل، غابت تفاصيل أخرى، لأنها بطبيعتها تبتعد عن المشاكل.
ولذلك فإنه لا حجية لمن يقول: كيف لا تتعادل شهادة الأستاذة الجامعية مع شهادة البواب الأمي؟ لأن العقل هنا لا دخل له في القضية، ولكن صدق النقل الذي ترتب على الوجود والمشاهدة هو الذي يعنينا.
إن هذا الاعتراض قد أغفل مهمة الشهادة، وجعلها مهمة تعتمد على العقل وثقافته .. بينما هي في الحقيقة تعتمد على صدق النقل والمشاهدة فقط. وقول الحق تبارك وتعالى:
[{أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا .. "282"} (سورة البقرة)]
فإن هذا الضلال يأتي من عدم دقة المشاهدة، ومن أن المرأة تحرص على أن تبتعد عن كل مشاحنة، أو اشتباك يحدث فيه العنف.
والله تبارك وتعالى يقول عن الشيطان:
[{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "76"} (سورة النساء)]
ويقول عن النساء:
[{إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ "28"} (سورة يوسف)]
لماذا يفهم بعض الناس هاتين الآيتين فهماً خاطئاً .. ما هو الكيد؟ إن الكيد تدبير بخفاء، والتدبير بخفاء لا يكون إلا من ضعيف، فالإنسان القوي إذا تملك من عدوه قد يتركه لأنه قادر على أن يأتي به في أية لحظة، فهو لوثوقه من قوته لا يهتم، وقد يترك عدوه عله يتوب، ولكن الإنسان الضعيف إذا تملك من عدوه فإنه لا يتركه أبدا .. لماذا؟
لأنه لا يثق في أنه ستتاح له الفرصة ليتملكه مرة أخرى، ولذلك فإنه متى تملكه قضى عليه إحساساً منه بعجزه، وبأن الفرصة لن تأتي مرتين.
ولأن المرأة مخلوقة ضعيفة يكون كيدها عظيماً. فهي إذا تمكنت من عدوها، فإنها لا تفوت الفرصة للقضاء عليه، لأنها لا تضمن أن تأتيها فرصة أخرى.
ولضعف المرأة فإنها لا ترتكب جريمتها بالعنف ولا بالمواجهة، ولكنها تكيد وتتحايل، فتضع السم لضحيتها، أو توقعه بحيلة ما بحيث يتولى غيرها القضاء عليه.
إن مظاهر العنف التي ظهرت في الأيام الأخيرة من بعض النساء ليست القاعدة ولكنها شذوذ عنها. كما أن الضجة التي أحدثتها هذه الجرائم أخذت اكبر من حجمها. لأن الشذوذ عن القاعدة هو الذي يحدث ضجة، ولكننا لو أخذنا عدد النساء اللاتي استخدمن العنف في فترة طويلة من الزمن .. نجد أنهن لا يتجاوزن عدد أصابع اليدين من بين ملايين النساء، وحتى في هذه الحالة، فإن المرأة لا تأخذ طريق المواجهة، ولكنها تأخذ طريق الحيلة والكيد، بأن تستخدم مخدراً أو غير ذلك من الأشياء التي تشل حركة ضحيتها .. وعلى أية حال فالشاذ من الأمور لا يقاس عليه.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة"واضربوهن" بين الأمر والإباحةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نأتي بعد ذلك إلى قول الحق سبحانه وتعالى:
[{وَاضْرِبُوهُنَّ .. "34"} (سورة النساء)]
وذلك في الآية الكريمة:
[{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "34"} (سورة النساء)]
بعض الناس يقول: إن ضرب النساء هو نوع من الوحشية .. فكيف يأمر الله به؟ ونقول لمن لم يفهم وغابت عنه الحكمة الإلهية في الآية الكريمة: إن الله تبارك وتعالى لم يأمر بضرب الناس، ولكن أباحه، وفرق كبير قلنا بين الأمر والإباحة، لقد جعله مرحلة ثالثة بعد الوعظ والتذكير بشرع الله وبعد الهجر في الفراش. مما يؤكد لنا أن المرأة هنا تكون مصرة على فعل ما يكرهه زوجها، وأن الموعظة معها لم تجد، والهجر في الفراش لم ينفع، وكل الوسائل لم تأت بنتيجة.
والشرع هنا يشترط أن يكون الضرب غير مبرح، أي مجرد إيلام خفيف، بعد أن فشلت كل الطرق في إصلاحها وردها إلى الصواب.
الله سبحانه وتعالى أوجب على المرأة طاعة زوجها، لما يبذله من الجهد وما يتحمله من المشقة، ويتعرض للكثير من المضايقات .. بحيث يعود إلى بيته متعباً منهكاً، لا يتحمل مزيداً من المتاعب والعناد.
إن من واجب الزوجة في هذه الحالة أن تكون سكناً لزوجها .. تزيل عنه إرهاق الحياة ومتاعبها، لا أن تزيد متاعبه وتعانده .. فإن ذلك يجعل الحياة بالنسبة له مستحيلة، ويؤثر على عمله ورزقه. والضرب ليس معناه الكراهية. ولكن معناه إظهار عدم الرضا عن شيء يحدث، ويسبب ألماً نفسياً للرجل .. يقابله بألم بدني خفيف.
قد يقول بعض الناس: إن ضرب الزوج لزوجته معناه الكراهية. ونقول لهؤلاء: ألا يضرب الأب ابنه؟ أيكره الأب ابنه الذي هو قطعة منه؟ طبعاً لا .. بل إنه لا يحب شيئاً في الدنيا أكثر من ابنه. ولكنه يريد مصلحته، وقد يسبب له ألماً خفيفاً ليقيه من آلام كثيرة سيتعرض لها لو استمر في الطريق الخاطئ الذي يمشي فيه.
إن المجتمعات الإسلامية هي أقل المجتمعات إيذاء للنساء، لأن الشرع الحنيف يحض الأب والزوج على الترفق بهن لضعفهن وقلة حيلتهن، أما في أوربا وأمريكا فإن الأزواج يضربون زوجاتهم ضرباً مبرحاً لدرجة أنه بدأت تنشأ هناك جمعيات لحماية الزوجات من ضرب الأزواج! والله سبحانه وتعالى قد جعل بين الأزواج والزوجات مودة ورحمة .. وذلك مصداقاً لقوله تبارك وتعالى:
[{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً .. "21"} (سورة الروم)]
هذه المودة والرحمة هي الرابطة بين الزوج وزوجته أوجدها الله .. لذلك لا تجد من هو أكثر تسامحاً من الزوج مع زوجته أو الزوجة مع زوجها .. يحدث بينهما الكثير، وبعد ساعة أو أقل .. تجدها نسيا ما حدث، وعادا إلى الحب والصفاء، <ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا">
وهكذا نرى أن الضرب ليس علامة الكراهية، ولكنه قد يكون علامة حب، وأنه مادام غير مبرح فإنه يسبب ألماً بسيطاً، وأن الإنسان قد يلجأ إلى ضرب خفيف مع من يحب لأنه يحب مصلحته، ويهمه أمره.
والمرأة بطبيعتها تتفهم ذلك من زوجها، وتعرف أن غضبه عليها ومعاقبته لها .. سرعان ما يتلاشى ويزول بزوال أسباب، فتدوم بينهما العشرة وكأن شيئاً لم يكن.
اتمنى للجميع الفائده والاستفاده


 

رد مع اقتباس