مع كل يوم قولي : ستشرقُ شمس جديده لذاتي؟!!
بعد السلام ، والتحية :
*أسعد الله صباحكِ بكلِ خير ، ودمتِ في صحة ، وعافيه ، ورحم الله والديكِ ، كلُ ألم أوجعكِ سيعوضكِ عنه الله في دنياكِ ، أو آخرتكِ .. فالله إذا أحب عبده أبتلاه ؟!!!!
*أجمل ما فيكِ أنك مازلت تقاومي رغم الظروف ، والأسر الذي أنت فيه ... نعم أسمك الذي اخترتيه لك " طموحة " يعكس ذاتا صلبتاًً رغم الدلال ، ورغد العيش الذي تقلبتِ فيه .. ثم دارت الأيام ، وهذا قدر خالقي لتعيشي ما تعايشيه أنت و أختكِ..
* تحملي معي يا أختي رحلتي في أوجاعك التي أوجعتني ، لكني عشتها في وضع مؤلم أتمنى أن لا يؤلمكِ .. منذ أن قرأت ما كتبتيه شعرتُ أني أسير مع مفرداتكِ تحتَ قبور " مقبرة العود " وقد كان أندهاشي حين وصلتُ إلى آخر مفردة إذا أنا بي أخرجُ من باب مقبرة " النسيم " تلك ( المقبرتين في الرياض ) أن كنتِ من غير أهل الرياض !! واقعكِ كئيب ، لكن نقاطاً بيضاء مشرقة متناثرة في ذاتكِ فلا تنكسري ، رغم ما أنكسر فيك ، فما حدث لك أره قد زادك قوة ، وصلابة ، وكما يقال : إذا لم تقتلني الصدمة أو الطعنة فلا محالة ستزيدني قوة ، وخبرة تجعلُ منك أقدر في التعامل مع الوضع المأسورة فيه ، والمطوقة به من مراقبة ، وشكِ طوال الأربع وعشرين ساعة .. كلُ شي أوقف عنكِ خوفاً أو عقاباً لما يروه خطأ ، وتجاوزاً منكِ .
*أختي " طموحة " الأمس بما فيه أنتهى إلى الأبد ، ولن تقدري على تغييره .. أخطأتي فليكن !! تجاوزتِ المعايير ، وقيم أسرتكِ وليكن !! كلُ ما حدث منك .. درجت حرمته !! لم تصل إلى من مارس الرباء أو الزناء أو القتل !! أو العقوق لوالديك !! أنا متأكد أن أبويك رحلوا ، وهم راضين عنك ، وتلك أهم قضية عليكِ تذكرها دائماً لتبقين مشرقة الذات ، وأنت معاقة ممن حولكِ في حدودِ مهجعكِ الملغم بأجهزة التلصص على أنفاسكِ فدعيهم يمارسوا ما يشاؤن .. فتفحصي داخلك جيّـداً ، ولا تخجلي من زلاتك التي حدثة !! فمهما كانت فالله أن صدقتي رجائه ، ودعاءكِ فقد غفر لك .. فلا أحد يقدر على حجر رحمته عليك ، ورضاءه !! وحتى لو عدتِ قسراً لضعفكِ ، وبشريتكِ ، وأخطأة فرحمته أوسع لكِ من قبل !! أما نحن البشر بما فيهم عمكِ أو قبيلتكِ بأجمعها فلا تنتظري منهم الرحمه ، أو العفو .. وتلك ليست مشكلتكِ ، وأنما مشكلتهم !! فلا تربطي بين رضاء البشر ، ورضاء ذاتك ِ !! بين أعترافك بأن تبدلِ من أسلوب حياتك ِ من أجلك ، وأجل أختك التي أحوج اليك في مثل عمرها حتى لا تعاني ما عانيتيه ..فأصمدي فطاقتكِ لا حدودا لها ، وأدفعي شيء من عطاء والديك ، ودلالهم لك إلى أختك فكوني لها الأب ، والأم كما كانت أمك ، وهي تعاني أشدّ أنواع المرض ، وقد أخفته عنك لتبقي إيجابية في نموكِ ، وقد حدث ذلك ، وكأني بالقدر قد طواها بعد أن تأكد أنك نضجتي فغفت أمك ، وقد رأتك امرأة متكاملة في أنوثتها ، وذكاءها !! وهذا ما قرأته بين السطور ..ذاتِ متألقة رغم الألم ..ذاتِ مرنة قابلة للتغير ، وتقبل الحوار ، والعقلانية.
اختي " طموحة " لنعد إلى خطيبكِ الأول .. نعم غايتكِ كانت نبيلة لكن الوسيلة يختلف فيها الآخرين ، وحدث ما حدث ليؤكد لك الأختلاف في الذي ما حسبتِ له الحساب ، خاصة أن كانت معرفتكِ لأختلاف المذهب فيما بينكم متاخراً أي بعد أن تكونت بينكما مشاعر صادقة ، أكدها تقدمه لك رسمياً .. وهذه المأساة في مثل تلك الحالات التي تنشأ عن طريق " التشات "... فكم علاقة نشأة ثم تكون النتيجة فيما بين " المتشاتين " فرقاً في العمر قد يصل إلى عشرين سنة أو جود أكثر من زوجة في عصمته!! أو ذا من فصيلة ، وذا من فصيلة أخرى لا يمكن معها تكسير الحواجز فيما بينهم !! وأعتقد أن مثل تلك الحواجز أكثر من يكون ضحيتها المرأة مثل ما حدث لك !! والرجل بكلِ أسف هو من يكون خلف ذلك .. لأنه لا يكشف عن زواجه أو مذهبه أو عمره أو لون بشرته ، وفقره إلا بعد أن يمتلي من المرأة في أرتباطه بها ، وتأكده أن الحب قد شغف قلبها !! هنا يسهل عليه نثر ما لم يكن يقدر على نثره في البدايه !! وتلك خديعة ، وليس ذكاء ، وأنما استغلالاً لحالة من يحادثها ، ويرسم لها الأحلام لتصطدم في واقع مرير لا تقدر على تجاوزه ، وتحديه فالعادات ، والأعراف أحياناً أشد من القيم ، والأحكام الدينية لأي شريعة كانت !!.
من نصائح جـدّتي :
أبقي على وضعكِ كما هو مفروض عليك في الفترة الحاليه ، ولا تحاولي الآن المطالبة بأي شي من رفع للحصار أو مطالب أخرى ..فما زال لك فرصة لم يكشفوها ، وإلا لحرموك منها ، وهي ذهابك إلى المركز الذي تسائلتي من خلاله .. فتواصلي معنا ، وكوني معهم قدر استطاعتك طبيعية ، ومبتسمة .. وفي حالة حرمانك من التواصل دعي غيركِ يسأل ، وسنكون معكِ أن شاء الله .
أنتِ في حالة توتر ، وتلك وضع طبيعي لأي أنسان يحدثُ له ما حدث لكِ ..فأبقي في تواصل حتى ينضب معظم توتركٍ ، ودعينا مع بعض نتلمس اجوانب الأيجابية التي يمكن الأنطلاق منها في ضوء الظروف التي تعيشينها
ليس أخيراً استودعكِ الله الذي لا تضيع ودائعه . لكِ مني الدعاء هذا ما أملكه .
|