12-04-2008, 02:50 AM
|
#1
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 19648
|
تاريخ التسجيل : 03 2007
|
أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
|
المشاركات :
12,794 [
+
] |
التقييم : 94
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
صديقتها .. قصه قصيرة
هى مُشكلة المشاكل فى حياتى كلها .. فهى صديقتها ـ صديقة
زوجتى ـ وهذه المشكله لم تبدأ بعد زواجنا ؛ وإنما قبل هـــــذا
بكثير ؛ فهى صديقة زوجتى منذ طفولتهما وصبــــــاهما ؛ وهى
كالمعتاد نديمة أحلامها وكاتمة أسرارها ؛ وهذا هو المزعج فى
الأمر ........
فمنذ خطبتنا لاحظت أن زوجتى ( خطيبتى آنذاك ) شديدة التعلُق
بصديقتها ( كوثر ) وأنهما تتزاوران أكثر مما ينبغى من وجهــــة
نظرى ؛ لكنى لم أُولِ هذا الأمر اهتماماً فى أيام الخطبه ؛ لأن
ظروف عملى لم تكن تسمح لى إلا بأوقات قليلة أقضيها مع
خطيبتى اسبوعياً ؛ وكان من المستحيل بالطبع أن نقضى هذه
الأوقات القليلة فى مناقشة أمر كهذا ؛ إذ كان لايكاد يكفيــــــنا
لنختلس سويعات من الحديث الهامس العاشق ....
ولكن فى المرات القليله التى التقيتُ فيها بـ ( كوثر ) فى أثناء
فترة الخطوبه لاحظتُ أمراً لم يَرُقْ لى أبداً ؛ لاحظت أن ( كوثر)
تعرف عنى كل شىء تقريباً ؛ أو بمعنى أدق تعرف كل ماأرويه
لـ ( فاتن ) خطيبتى عن نفسى ؛ وكان هذا يعنى أن (فاتن ) تروى
لـ (كوثر ) كل شىء ؛ حتى ما أرويه لها !!
وكان هذا يُضايقنى كثيراً ؛ بل وربما يُشعرنى أحياناً بالحرج والحنق
وبأننى شخص خاضع لمُراقبة دقيقة ؛ فلا يملُك حتى الإحتفاظ
بلحظات شخصيه وخاصه ؛ ولكننى ـ للأسف ـ لم أعترض حينذاك
.. وتزوجنا ... تزوجتُ ( فاتن ) وأنا أعلم أننى فى الواقع تزوجت
الإثنتين معاً ؛ أو فقدتهما معاً ....
فمُنذُ أول صباح لنا لعنت هذا الهاتف الذى ظلتا تتبادلان الحديث
عبره لساعه كاملة ؛ قبل أن أُقنع ( فاتن ) بضرورة إنهاء المحادثة
لمنح باقى المُهنئين فرصه الإتصال بنا ...
وبعد أشهر قليلة بدأت المُحادثات تتخذ طابعاً مُخيفاً .. طابـــــــع
الهمس !!
كانت ( كوثر ) تزورنا كثيراً بمعدل لايقل عن مرتين يومياً ؛ وعلى
الرغم من هذا ؛ فقد كانت تتحدث مع ( فاتن ) لمدة ساعة ونصف
يومياً عبر أسلاك الهاتف ؛ وفور ظهورى يتحول حديثهما الى
الهمس الحذر ؛ وكأننى ضيف غير مرغوب فيه ؛ أو كأننى عدو
شرير لا ينبغى له معرفة مايدور بين الأصدقاء ...
وكنت واثقاً أن ( فاتن ) تفعل ماكانت تفعله أيام خطبتنا .... كانت
تروى لها أسرارنا ... وهنا شعرت بخطورة هذه الصداقة وضرورة
العمل على إنهائها بأى ثمن !!
ولكن كيف ؟! هذا هو السؤال .....
فى البداية لجأت الى الأسلوب البسيط وصارحت ( فاتن ) بكل ما
يضايقنى بشأن علاقتها بـ ( كوثر ) وطالبنها بتخفيف صداقتها بها ؛
ولكنى فوجئت بـ (فاتن ) تواجهنى فى عدوانيه عجيبة وتقول لى :
ولماذا لاتقطع أنت علاقتك بأصدقائك ؟؟!!
قلتُ لها فى دهشة : وما شأن أصدقائى بالأمر ؟! إن صداقتى
بهم لم تمس يوماً حياتنا الزوجيه !! إنكِ حتى لا تعرفينهم ؛ وهم
غير مُعتادين على زيارتنا !!
قالت فى صرامه : هذا شأنهم .. أما صداقتى بـ (كوثر ) فهى
صداقة متينه لاتنفصم أبداً ..
هتفتُ فى غضب : ولكن ليس من حقكِ نقل أسرارنا إليها ..
قالت فى حدة : لا تُلقِ التُهم جُزافاً !! ألديك دليل واحد على
ما تقول ؟!
أجبتها فى مرارة : لسنا هنا فى مُحاكمة لتُطالبينى بالدليل ..
صاحت : ولسنا هنا فى سجن لتطلب منى قطع علاقتى بأفضل
صديقة لدىّ ..
وأدركت أن هذه الوسيلة فاشلة تماماً ؛ وأن (فاتن ) لن تقطع
علاقتها أبداً بـ (كوثر ) إكراماُ لى .. وكان علىَّ أن أجد وسيلة
أُخرى ....
وبدأت فى مُعاملة ( كوثر ) بشىء من التجاهُل والبرود عسى ان
تشعر أنها ضيف غير مرغوب فيه فتكُف عن زيارتنا ؛ ولكن (كوثر)
لم تنقطع أبداً عن زيارتنا .. كل ماحدث هو أن زوجتى أصبحت
تستقبلها عند الباب وتنتقل معها مباشرةً الى حجرة الصالون ؛
وهناك تنهمكان فى حديث هامس ؛ من المؤكد أننى واسلوبى
محوره ..
وبدأت ( فاتن ) تُعاملنى فى جفاء مماثل ؛ وكأنها تنتقم لصديقتها
منى ؛ وأدركت أن هذا الأُسلوب أيضاً قد فشل وأخذت أبحث عن
اسلوب آخر ...
وفجأه ؛ قفزت تلك الفكرة الى رأسى ؛ وكانت فكره جهنميه
بحق وعبقريه ..
وفى أول زيارة لـ (كوثر ) كُنتُ مُستعداً تماماً ؛ فارتديتُ أفخر
ثيابى وأكثرها أناقه ؛ وحلقتً ذقنى فى عناية ؛ وصففت شعرى
جيداً ؛ وأضفت لمسه من عطر رجالى فاخر ؛ ثم أسرعت
أُسابق زوجتى وأستقبل ( كوثر ) بابتسامه عريضه !!
وفى هذا اليوم كانت دهشتهما كبيرة ـ (كوثر ) و( فاتن ) ـ عندما
بالغتُ فى الإحتفاء بـ ( كوثر ) وتبادلتُ معها حديثاً ودياً باسماً ؛
وتصورت زوجتى أن هذه هى طريقتى فى الإعتذار عن معاملاتى
السابقه الجافه مع صديقة عمرها ... ولكنها لم تفهم مااعتزمته ..
كانت هذه هى البداية .. مجرد البداية ..
وفى الأيام التالية رُحت ألعب دور العاشق الولهان ؛ فأعود كل
يوم الى المنزل ومعى زهرةٌ حمراءَ ؛ وشريط من شرائط أغنيات
( عبدالحليم ) وأظل طيلة الوقت استمع الى الأُغنيات فى هُيام
وأنا أرفع الزهرة الى انفى كل دقيقة ..
رحتُ أسأل فى لهفه عن مواعيد زيارات( كوثر ) وأحرص على
استقبالها بكل أناقه ؛ بل على إحضار بعض الحلوى الأنيقه
اللذيذة كلما حضرت لزيارتنا ....
وبعد اسبوع واحد ألقيتُ طُعماً جديداً عندما خاطبتُ زوجتى بإسم
( كوثر ) وأنا أتظاهر بالشرود !!
وبدأت زوجتى تضيق بزيارات ( كوثر ) بعد أن كانت تنتظرها فى
لهفه ؛ فى حين ضاعفت أنا من نظاهُرى باللهفه لتلك الزيارات
ومن حفاوتى الزائده بـ ( كوثر ) عند قدومها ..
ولأول مرة منذ حداثتهما بدأت بعض المُشاحنات البسيطة تنشأ
بين ( فاتن ) و (كوثر ) وفى كل مرة كنتُ أقف الى جانب ( كوثر )
فى حماس ؛ حتى لم تعُد زوجتى تطيق زيارات ( كوثر ) أو حتى
سماع اسمها ...
ثُم كانت المُشاجرة الكُبرى بينهما !!!
وبعدها انقطعت ( كوثر ) عن زيارتنا تماماً ...
ومنذ ذلك اليوم أصبحت زوجتى تثور كلما سألتها عن ( كوثر )وعن
سر غيابها الطويل ؛ وأدركت أننى قد توصلتُ الى ماأبتغيه
باستخدام أقوى سلاح ضد المرأة " الغيرة " ...
تلك الغيره التى جعلت زوجتى تخسر صداقة عُمر بأكمله ....
والتى جعلتنى أربح سعادتى وارتياحى فى منزلى دون تدخُل
من صديقتها ..........
*************بقلم د / نبيل فاروق *******************
مع أطيب التمنيات بقراءة ممتعه
|
|
|