عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2002, 09:46 PM   #14
حمرة الشفق
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية حمرة الشفق
حمرة الشفق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1721
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 11-02-2010 (11:42 AM)
 المشاركات : 304 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أما تأثير الدواء الخبيث أو المأكل أو المشرب الخبيث في النسل فهو باب جديد من أبواب الطب . وقد كثر الكلام فيه بعد اكتشاف ، قصة عقار الثاليدوميد (Thaludomude) وهو عقار مهديء خال من المضاعفات فلما أعطى للحوامل تشوهت الأجنة وخرج الأطفال بدون أطراف. وثارت قضايا أمام المحاكم في أوروبا وخاصة قي ألمانيا حيث اكتشفت هذا الدواء. وسحب الدواء ولكن الشركة التي أنتجته أفلست لفرط ما دفعت من غرامات وتعويضات..
وقد اتضح أن أولاد مدمن الخمر يكونون في الغالب مدمنين وتكثر فيهم نزعة الإجرام كما يكثر فيهم الخلل العقلي والعتة والجنون. ولكن هل ذلك ناتج من تأثير الخمر في الكروموسومات و الجينات التي تحمل الصفات الوراثية عبر الحيوان المنوي للرجل أو البويضة للأنثى. أم أن ذلك ناتج من تأثير البيئة الفاسدة؟
يجيب العلماء في هذا بقولهم : إننا لم نكتشف جينا ناسلا خاصا في الحيوان المنوي أو البويضة يحمل خاصية الإدمان ولكننا نعلم أن نسبة المدمنين عالية جدا بين الذين لهم تاريخ عائلي بالإدمان( 62 بالمائة( بينما تكون النسبة لدى شاربي الكحول العاديين (Socual Drunkers) منخفضة وهي 16 بالمائة كما يقول الدكاترة سيتل فوجتلين ولامير الذين يعملون في مصح شادل لمعالجة الإدمان وهو أشهر مصح لمعالجة الإدمان في الولايات المتحدة ..
كما أجريت تجارب أخرى فنقل أولاد المدمنين من أسرهم وهم أطفال وأنشئوا نشأة عادية في بيئة بعيدة عن الإدمان فوجد أن نسبة كبيرة منهم انقلبت إلى الإدمان عندما تعرضت لشرب الخمور . وهذا يدل على أن هناك استعدادا وراثيا على الأقل للإدمان بين المدمنين . وأن شرب الخمور يؤدي بالتالي إلى إيجاد حيوانات منوية لدى الرجل أو بويضة لدى المرأة مصابة في إحدى ناسلاتها ( جيناتها) الاستعداد لشرب الخمور لدرجة الإدمان . وباختصار كما يقول الدكتور لنكولن ويليامز (Lincolin Williams) في كتابه القيم : (Alcoholesm Explained) شرح إدمان الخمر إن بذرة الإدمان تنمو بسرعة في تربة الإدمان العائلي .
وهكذا تتضافر عوامل الوراثة مع عوامل البيئة في إيجاد ذرية تميل إلى الإدمان أي أنها بمجرد شرب الخمور لا تملك القدرة على التوقف كما يتوقف معظم الشاربين وإنما يستمرون في الشراب حتى الثمالة .
وقبل أن ننهي هذا الفصل هم التداوي بالخمر نورد بعض الحوادث التي تدل على عمق الإيمان . وكيف كان المسلمون يتقبلون كلام الله ورسوله بالطاعة التامة .. ولا يصدقون في ذلك أقوال الأطباء في زمنهم .. ثم يتطور العلم ويتقدم الطب فإذا الطب الحديث يكتشف صدق ما ذهب إليه هؤلاء وزيف ما اعتقده الأطباء في تلك الأزمنة وقد أوردنا مقالة ابن القيم في هذا الصدد . وقد قالها في زمن كان الطب مجمعا فيه على أن الخمر دواء .. ورفض بصدق غيمانه تلك الخرافة ونعرض الآن لبعض ما روي عن الإمام جعفر الصادق في هذا الصدد ففيه غناء :
سأل أحدهم الإمام الصادق عن رجل به مرض البواسير الشديد وقد وصف له دواء من نبيذ لا يريد به اللذة بل يريد الدواء فقال: لا ولا جرعة. قيل: ولم؟ قال: لأنه حرام وأن الله لم يجعل في شيء مما حرمه دواء ولا شفاء. وقد كان الطب في تلك الأزمنة الغابرة يظن أن علاج البواسير بالخمر ، ما در ى الطب آنذاك أن الخمر تسبب البواسير وتهيجها وذلك بطريقتين :
الأولى مباشرة : وذلك بسبب الاحتقان وتمدد الأوعية الدموية في الشرج .
والثانية بواسطة تليف الكبد وازدياد ضغط الدم في الوريد البابي ..
قال أحدهم للإمام جعفر الصادق : إن بي وجعا وأنا أشرب النبيذ ووصفه لي الطبيب فقال له ما يمنعك س الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي؟ قال: لا يوافقني. قال: فما يمنعك من العسل الذي قال الله فيه شفاء للناس؟ قال لا أجده. قال فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك واشتد عظمك؟ قال... لا يوافقني. قال: تريد أن آمرك بشرب الخمر لا والله لا آسرك.
وسئل الصادق عن الدواء يعجن بالخمر . فقال : ما أحببت أن أنظر إليه ولا أشمه فكيف أتداوى به ؟
-----------------------------------------------
المصدر : اسلام اون لاين


 

رد مع اقتباس