05-09-2002, 02:48 AM
|
#3
|
عضو
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2358
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 09-03-2003 (06:11 AM)
|
المشاركات :
18 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رأس الأمر ... وبدايته
الخطوة الأولى للحياة مع القرآن الكريم ؛ الحياة التي تبارك العمر وتنميه وتزكيه ، الخطوة الأولى هي إدامة التلاوة لكلام الله المعجز ؛ القرآن الكريم .. فكلما كان المسلم ذا علاقة قوية بالكتاب الكريم كلما ازداد شوقاً للمزيد ، إذ القرآن لا يخلق من كثرة الرد ، ولا تمله نفوس المؤمنين ؛ كلام من يعلم السر وأخفى ، ويعيش مع الله في كل لحظة يعيشها مع القرآن .
ومن هنا جاء الحث من النبي صلى الله عليه وسلم بإدامة التلاوة والإكثار من التعهد للقرآن الكريم ، كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام التحذير من الجفوة والقطيعة بين المسلم وبين مصدر الهداية والرقي .. وهاك بعض الأحاديث لتشحذ بها همتك لتتلو القرآن الكريم .. وترتقي .
قال عليه الصلاة والسلام : ( اقرأوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه ، أما إني لا أقول آلم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ، فتلك ثلاثون . ) ( 15 )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن لله تعالى أهلين من الناس ، قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته . ) ( 16 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها . ) ( 17 )
فكتاب الله ميدان المؤمن الأول لجمع الحسنات و مضاعفة رصيده عند الله تعالى ، والقرآن الكريم هو نسب المؤمن الرباني إن هو أراد أن يكون له نورا يمشي به في الناس .. كونه داعية ! وكلام الله تعالى هو رائحة المؤمن وطعمه الذي يشمه منه الناس ويتذوقون منه صدق كلامه ، وهو روح المؤمن في السماء وذكره في الأرض .
وقد ضرب لنا سلفنا الصالح أمثلة رائعة تدل على علو كعبهم في تلاوة القرآن الكريم والإقبال عليه ، واستجابوا لتوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام بتعهد قلوبهم بالقرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار ، فكان منهم من يختم القرآن في ليلة ، ومنهم من يختمه في ثلاث ، وسبع ، ومنهم من ختمه كل عشر ، وفي كل ذلك أسانيد صحاح .
إلا أننا ونحن ننشد الحياة الطيبة مع القرآن الكريم ـ إذ نحن تحت رايته ـ ونسعى للربانية من بابها الأصيل ، ونحاول أن نخرج بنفوسنا من واقع آسر ، ومادية طاغية ! كل أولئك يجعل المسلم يفكر ـ بصدق ! ـ في أمر نفسه ، في أمر آخرته ، في أمر روحه ، ثم في أمر دعوته التي يريد لها القبول ... على المسلم أن يفكر في ذلك كله ويحدد لنفسه وردا يوميا من كتاب الله تعالى ، لا يفتر عنه ولا يتكاسل ، ولا يتركه لأي سبب كان .
وكوننا في شهر القرآن فإني أنصح بدورة تلاوة مركزة ، يجلس فيها المرء مع كتاب الله تعالى الساعات الطوال ؛ تكون بمثابة ملء القلب بكمية كبيرة من هذا الزاد حتى يستقر ويهدأ وتظهر عليه علامات الإخبات والوجل والعزة والطمأنينة ، حتى إذا ما فرغ من هذه الدورة ، ضرب لنفسه عهدا على ورد يومي ثابت .
إن هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، كلام رب متصف بصفات الجلال والكمال ، منزه عن النقص والمثال ، نزل به الروح الأمين ، على قلب خير الخلق أجمعين ، فبلّغه على أكمل حال .
إن هذا القرآن ليصنع مسلماً متصفاً بصفات عليا ، تؤهله لأداء دوره الكبير من بعد أن ُأكرم بالقرآن بين يديه ، وُجعل له نورا على نور بسند عال وبصورة ناصعة البياض ...
أفبعد هذت يترك القرآن الحبيب العجيب ، ولا يتعهد صباح مساء ، ونسمع نداء السراج المنير ولا نجيب !؟ : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) ( 18 )
ويظل الحديث عن القرآن ذو شجون ؛ لحياة قلوبنا والرقي بها في معارج القبول في الدنيا والآخرة ... فما من عصر إلا وهو مقلب صفحة منه حتى تنتهي الدنيا عند خاتمته ؛ فإذا هي خلاء من الـِجنة والناس .
جزاكم الله خيراً .
ولا تنسوني من صالح دعائكم .
______________________________
( 15 ) صحيح الجامع برقم 1164.
( 16 ) صحيح الجامع برقم 2165 .
( 17 ) البخاري .
( 18 )(الفرقان:30)
منقول
ابو أنـس
|
|
|