المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topfield

اذبحوني .. لعلني أستريحُ

لك مني الجل التحايا
ما بقى في الجسد روح

وهل فالقبر نور
تستضيء به وفي الضريح؟؟

إن كنت في استعداد
للقاء ربٍ مُريح

فبقلبي أُمينة ٌ
قلي ما استعدادك كي استريح؟؟

لا أرى في البقاء شيئاً يُريحُ

أوليس ذكرك لله راحة
فبه يطمئن القلب ويستريح؟؟

أوليس بقلبك ذكر
من آيه ومن الذكر المُريح؟؟

إن كان مالك صحبٌ
فقرب الرحمن يُريح..!!!

اذبحوني فمُنْيَتي الموتُ في دارٍ
بها جحفلُ البُغَاةِ يسيحُ

أوتتمنى الموت لمصيبة
والله يبتلي عبده الحبيب

أوما رأيت في سنة المصطفى
تحريم لتمني الموت المليح؟؟


ليس من مات في علاه ذبيحاً
إنَّ من عاشَ بالهوان الذبيحُ!!

ليس من كابد عنائا ميتا
إنما من استيلم وبات جريح

إنها الدنيا فناءٌ
فلما الشكوى ضد الدنيء



يشتكي في الجِرَاب سيفي ويبكي:
ما ليمناك لم تعدْ بي تلوحُ؟!
قلت: يا سيف ما ملكتُ يميني
لا ولا مرجلاً بقلبي يفوحُ
ليس يثني عزيمتي ـ وأنا حرٌ
جيوشٌ وسط اللهيب تصيحُ
لم أُدِرْ للوراء رأساً وما
بُحـــتُ لغير الإله فيما أبوحُ

وبورحك لرحمن ذكر
وما خاب من باح للرحيم..!!


ساقني الغدر.. لا.. بل استقت نفسي
كبريائي يقودني والطموحُ

أوليست الحياة تجربتٌ
فلتعد نفسك من جديد

وابتسم للحياة فأني
أجد في ثغرك ابتسامة لا تروح

ابتسم فلعل الرحمن
يأتي بالحياة من جيد



ما شجاني إلا دموعُ صغيري:
يا أبي! إن رحلتَ أين تروحُ؟

يا أبي ابتسم وضمني
فأني شجنك والوجود

يا أبي لا تكتئب وأحملني
فأنا سرك بالوجود

يا أبي أحبك أني
ما ابتغي إلا رضاك بالوجود

يا أبي أبعد الهم عنك
وأفتح القلب الودود

وملاكُ الفؤاد أمّي إذا ما
أثقلتها من الفراق الجروحُ
ودَّعَتْني يوم الرحيل وقالت
وهي من لفحة العذاب تنوحُ:
من سيرعى بُنيَّ زهرَ الأماني
في فؤادٍ توسَّدَتْه القروحُ
آه يا أمُّ! ذاك شوقي وهذا
خافقي من أسى الفراق جريحُ
أُبصر الليل مثقلاً بهمومي
وأرى الذكريات حولي تلوحُ
أنا لله أستقلُّ الأماني
عيبُ قصدي خلوصه والوضوحُ
يشتكي الدهرُ لثغة القوم ذلاً
وإبائي ثغر الزمان الفصيحُ
ما طموحُ الفتى بمُجدٍ إذا لم
يك فوقَ السماء ذاك الطُّموحُ
اذبحوني لعلَّ قومي يفيقون
على صيحتي، فيصحو الصحيحُ
إن يكُ البعد جمرةً فحياةٌ
في زمان الهوان نارٌ تفوحُ
قد قضى الله أمره فإذا عشتُ
فأسرٌ وإن أَمُتْ فضريحُ
وسيبقى بعد الممات إبائي
مثلما كان في الحياة يلوحُ