06-09-2002, 01:35 PM
|
#13
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2141
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 31-01-2003 (04:00 PM)
|
المشاركات :
69 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مساء الخير
شكرا للأخت أم أحمد على أستمرارها في المديح..؟؟؟
يا أختي الحياة تحتاج منا التفكير والتأني والصبر والحكمة وهذه الأمور تأتي بتدريج ونتعلمها بالتجربة تجربة إثر تجربة ولا يمكن لأي إنسان أن يعيش براحة بال وقلب مطمئن إذا لم يستطع فهم الحياة
لكل أمر ولكل مشكلة ولكل مصيبة ثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة الصدمة (سعادة أو تعاسة) وهي حال وقوع هذا الأمر.
الثانية: مرحلة التعايش مع هذه الصدمة أو هذه السعادة وهي تمكن هذا الحدث منا وسيطرته على مشاعرنا وأحاسيسنا.
الثالثة: المرحلة الأخيرة وتأتي بعد مرور بعض الوقت من بعد نهاية هذا الحدث وهنا يبدأ فكر الإنسان ووعية في التجاوب مع هذا الحدث وقد يكون التجاوب:
في الأمور الشيئة أو المحزنة بــ:
بالاستسلام للأسى أو الحزن أو الانهيار التام أو محاولة الخروج من هذا المأزق أو تبلد الإحساس نحوه.
أو قد يكون الإنسان أكثر قوة فيتوقف لبرهة ومن ثم يكفكف دموعة ويلتقط أنفاسة ويمضي في متابعة حياته جاعلاً هذا الأمر يموت بين طيات النسيان أو يتراكم في إعماقة ليظهر بصورة مرض أو علة في الجسد
وأما في الأمور السعيدة:
فأنه يطير من الفرح ويتهور ويثير زوبعة من البهجة والسرور وقد يرتكب حماقة في التعبير عن فرحة وبمرور الوقت تعود الأمور لنصابها
أو أن يتقبل هذا الأمر بروية ويستغل هذا الحدث في إعطاء نفسه الفرصة لإثبات قدرتها ونتائج جهودها بتحقيق هذا الأمر
أو أن يكون شخص متبلد فيمر هذا الحدث في حياته مرور الكرام ويعتبره أمر طبيعي وناتج عادي لحياته وقدراته وتصرفاته
لكن الحكمة في ردة الفعل هي إعطاء كل أمر حقة سواء من سعادة أو غضب أو حزن شرط أن لا ننجرف وراء مشاعرنا ونسمح لهذا الأمر أن يسرقنا من حياتنا ومستقبلانا
من الضروري أن نتعامل مع كل أمر بوعي وأن نقبل كل ما يحدث لنا وإلا نشعر بالهزيمة والاستسلام أمام أي حدث وأن نتذكر بأن الحياة جميلة لأن الله هو خالقها وأن الأيام ستمضي وعقارب الساعة ستستمر في الدوران وبذلك يجب أن نقبل بأقدارنا وظروفنا ونحبها لنستطيع التعايش معها
وهذا هو ما حدث معي ومع الرهاب عرفته منذ زمن طويل وتعمق فيني وشعرت به منذ خمسة أعوام حينما قرأت عنه وسألت عنه فتقبلته وتعايشت معه ولم أشعر بأنه علة أو نقص في تركيبي النفسي أو العقلي وطوعته لصالحي لأنني أستغليت حضوره وتسلطه علي بالعمل والإنشغال بما يسليني وذلك حتى لا أمكنه مني فيتحول إلى قيد أو سجن يحاصرني
وهذا هو ما أتمنى أن يدعو له الأطباء والمختصين فلكل أمر ولكل علة دواء والدواء الأول لجميع الأمراض هو الثقة بالنفس والقدرة على التعايش معه والإيمان بالله وبقدرته ومن ثم التداوي إذا كان في ذلك ضرورة
فأنا لدي عم عاش وتعايش مع مرض السرطان خمسة عشر عام وكانت أعوام سعيدة ومليئة بالمفاجأت وبالحياة وبالحب وبالعطاء وفي أعتقادي بأن ذلك هو سبب استمراره في العيش لسنوات عديدة رغم لحظات الألم واليأس والحزن حتى في لحظاته الأخير كان مثال للإنسان الراضي والقانع بقدرة...
|
|
|