08-09-2002, 01:45 AM
|
#19
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لم أكن أرد بكلامي على كلام أي شخص..
انما هي حقيقة أؤمن بها..و ذكرتها في اطار النقاش..
الحياة الدنيا اختبار و ابتلاء..و المرض النفسي بغض النظر عن سببه...هو ابتلاء..
كلامك يعني أنه يستطيع المريض أن يذهب الى الطبيب و يتعالج و يؤمن بالشفاء معتمدا على الأسباب غير مهتم بدرجة ايمانه طالما أنت تقول ( الخجل و الرهاب لا علاقة لها بمستوى التدين )
ثم تقول ( كثير من منطلقات العلاج المعرفي و السلوكي هي متوافقة مع ديننا الحنيف )
لأنها متوافقة مع الاسلام فلا تهم درجة التدين ؟
---
نعم العلاج السلوكي هذا المتوافق مع الدين يفيد الكافر كما يفيد المسلم..
فقوانين الدنيا و أسبابها يسرها الله للمؤمن و الكافر..
لكن الفرق هنا أن المسلم يؤمن برب الأسباب بينما الكافر لا يؤمن إلا بالأسباب..
و لذا فالمسلم..بإيمانه و تعلقه بخالقه تخف عليه شدة المرض و خصوصا أنه يحتسب الألم صبرا لله راجيا الثواب و الأجر من عنده..فيطمئن قلبه و تهدأ نفسه
ليقينه بأنه حتى لو لم يحصل الشفاء فإن صبره و ألمه لم يذهب سدى ان هو احتسب الأجر عند الله..
بينما الكافر لتعلقه بالأسباب وحدها تزداد لديه حدة المرض و يصيبه الهم الشديد كونه يتألم دون أن يُجازى على صبره هذا بأي جزاء..
يتطلع الى الشفاء كجزاء وحيد على صبره..
فإن لم يحصل الشفاء ، اهتم و اغتم و شعر بالظلم و القهر و تمرد على كل شيء حتى على حياته..
فيقدم على الانتحار..
---
الآن..جميعنا نحمل الهوية الإسلامية..
مكتوب في أوراقنا و بخطوط واضحة مقروءة ( الديانة : مسلم )
لكن هل يا ترى هي حروف واضحة مقروءة في قلوبنا ؟
أم حروف باهتة شبه ممسوحة بالكاد تُقرأ ؟
إنّ حملَنا لهويات مسلمة في أوراقنا لا يعني بالضرورة حملنا لها في قلوبنا
و هذا ما كنت أقصده بكلامي أن نعمل على تقوية هذا الجانب في قلوبنا أولا ثم نأخذ بالأسباب ثانيا..
و سنجد أن بعض الأمور ستتعالج تلقائيا فقط من ثمرات تقوية العقيدة و ايماننا بالله..
و سأعطي مثال على هذا الكلام من جملة قلتها أنت..
( المقصود هو الشعور بالدونية و إعطاء أهمية لنظرة الاخرين بشكل مبالغ )
قوي الايمان يستطيع بسهولة أن يُذكّر نفسه كلما شعر بالدونية أن الله راضِ عنه..
أن الله يحبه..
فيشعر بالعزة و الاطمئنان أن الله رب الكون معه..
طبعا هو يعتقد برضا الله و محبته لأنه مؤمن به مستسلم له يتقرب اليه بفعل الطاعات و الابتعاد عن المعاصي..
فالله عز و جل يحب المؤمنين..
و هو سبحانه مع الصابرين..
تقوية العقيدة تؤدي الى التمسك بتعاليم الإسلام و التحلي بآدابه و الاقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم..
و في ذلك الاعتناء بالنظافة و ترتيب الهندام و أناقة المظهر العام..
في ذلك أيضا الدعوة الى الإتقان في العمل و تطوير الذات
و في هذا كله زيادة لثقة المرء بذاته و محاربة لأسباب الشعور بالدونية..
كلها أمور يدعو اليها الاسلام و كلها ترتقي بشخصية الانسان و هو ( أي المسلم ) قام بها لنيل رضا الله و تقربا اليه ليس فقط لفائدتها الدنيوية الزائلة..
---
قل هذا الكلام لشخص يحمل هوية الإسلام في أوراقه لا في قلبه..
سيضحك !
لن يفهم لأنه بعيـــــــــــد عن خالقه..
همه كله في التعلق بالأسباب فإيمانه جدا ضعيف برب الأسباب..
لذا فتوقع منه تصرف شبيه بتصرف الكافر مع مرضه النفسي.
---
الخلاصة..
** الابتلاء ليس بالضرورة مرضا..
في حالتي أنا اليوم هو مرض..
و برغم ما سببه لي من خسائر الا أنني بدأت أنظر اليه بشكل مختلف..
فبسببه أرغب في دراسة العقيدة الإسلامية و تقويتها في قلبي..
لو لم أكن مصابة بالرهاب الاجتماعي لضاع وقتي في زيارات و صديقات
و لما كنت فكرت في دراسة عقيدة و لا في تقوية ايمان..
هذا لا يعني أن غير المصابين بالرهاب ايمانهم ضعيف..
لا أبدا..
فلو لم أكن مصابة بالرهاب لجاءني الابتلاء من طريق آخر..
المهم في الأمر هو هل سأستفيد من هذا الابتلاء ( أيا كان ) أم سأسخط و أخسر دنياي و آخرتي..
** لم يكن في كلامي معارضة للأخذ بالأسباب و انما دعوة للاستفادة منها بالشكل السليم..الذي يكسبنا السعادة في الدارين .
|
|
|