نصف الدائرة ليس في يدي أو يدكِ ؟!!
بعد السلام ، والتحية :
* في البدء الحمد لله على سلامتكِ .. ووقاكِ الله من كلِ أذى !! أجراً وعافية لما حدث لك... المسلم يا أختي كلُ أمره عجب فأن أصابه خيرُ شكر .. أو شـرّ صبر.. وفي كلا الحالتين يجني الأجر في دنياه أو أخرته !! أستدخلي هذا الحديث النبوي حتى يكون كلون جسدك !! كأحد أوردتك الرئيسية !! كحلمكِ الذي تطارديه في صحوتكِ ، وغفوتكِ !! ثم ستري انك تسحبي معناه تطبيقياً في واقعكِ ، ومع مصدر توتركِ المتمثلِ في والدك !! فأن بدّل الله من حاله فاشكري الله ، وأن بقي كما هو .. وازداد في جفاءه ، وإهمالك فاصبري .. !! لا أريد تخديركِ أو تطمينكِ أو التسليم بقبول واقعكِ !! لأن ما أراه كما وصفتيه يؤكد أن الحقوق تجاهكِ غير عادلة !! ومعنى ذلك أن المشكلة في والدكِ فأفترض معي أن أردتِ … أنه مريضاَ !! مضطرباً !! عاجزاً عن مواجهة فشله في زواجه من والدتكِ !! و و و و … في النهاية المحصلة تقول : إمـا طبيعياً أو مضطرباً !! في الحالة الأولى الأمر منتفي ، وإلا لما تسائلتي .. إذن الحالة الثانية تفرضُ عليكِ أن تقبلي : بأن أباكِ مريضاً في أفكاره ، ومفاهيمه في التعامل الشرعي ، و الإنساني على الأقل معكِ أنتِ .. منطقياً ، وواقعياً عليكِ أن تتعاملي معه قسراً عليكِ وفقاً لما يعانيه هكذا أراد الله له ، ولك كابنه لا خيار لك في اختيار من تنتمي إليه !! وفي حالة الطفل أو القاصر أو المريض يفرضُ علينا العقلَ ، والشرع إسقاط العتابِ عليه أو لومه أو محاسبته لأنه في وضع غير طبيعي ، وغير مستقر حتى لو كان ناجحاً في عمله ، وسكّراً مع الآخرين خارج منزله كما تقولي : أنتِ !!
* أحياناً ليس عجزاً منا نقبلُ بأوضاع مؤلمة ، ونبقى مع أفراد لا يزيدوننا إلا توتراً ، ووجعاً !! فان آمنا بمثل حدوث هذا في واقع بشريتنا .. وكان لنا نصيبُ من ذلك ..فأمـا أن نسلم بقناعة الواثقِ القادر على التعامل مع تلك النوعية الصعبة ، وغير المتحاورة ، ومع الوقت سنكتسب مهارة تميّزنا عن غيرنا ، وتلك مهارة قلة من الناس توجدُ لديهم .. أو علينا أن نتصادم ، ونرفضَ .. ونتحمل النتائج ، والخسائر التي سيترتبُ عليها ما فعلناه .. أو نبقى في حيرة بين ذا ، وذاك ..فيرتـدُ ما نعانيه إلى جسدنا في أعراض جسدية ذاتَ أسبابِ نفسية .. وما أصعب أن نوضع في وضع مع نوعية تكون كأبيكِ أو أمكِ ؟!! وإلا لو كان أخوكِ أو أختكِ أو صديقتك ..لهان الأمر ..ولدفعتكِ إلى أن تكوني إرهابية في التعامل مع غير والديكِ ومن هم في منزلتهم ؟؟!! حتى لو تفجّرتِ ، وتفجّر ما حولكِ ؟!!
|