05-06-2008, 05:28 AM
|
#2
|
V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5696
|
تاريخ التسجيل : 02 2004
|
أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
|
المشاركات :
8,386 [
+
] |
التقييم : 87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الخطبة الثانية
الحمد لله المرجو لطفه وثوابه، المخوف مكره وعقابه، عمر قلوب أوليائه بعظيم رجائه، وأشهد أن لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومَنْ والاه، وسار على نهجه واتَّبع هداه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم أن نلقاه، أما بعد،،،
فمَنْ شاء أن يتطلَّب صلاح نفسه وسلامة صدره؛ فليشتغِل بعيب نفسه، وليبكِ على خطيئته، والاشتغال بعيوب النفس وتجنب عيوب الناس يُورِث نورَ القلب، وراحة البال، وصفاء الضمير، وسلامة الطَوِيَّة.
يقول محمد بن كعب القرظي - رحمه الله -: "إذا أراد الله بعبده خيرًا جعل فيه ثلاث خصال: فقهًا في الدين، وزهدًا في الدنيا، وبصرًا بعيوب نفسه".والضابط فيما لا يعني - رحمكم الله - هو ضابط الشرع، وليس داعي الهوى ورغبات النفس؛ فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والاحتساب، ومسؤولية المرء عمَّا استرعاه الله في أهله، ومسؤولية المرء عما استرعاه الله في أهله، وسُوقه، ومدرسته، ومكتبه، وعمله، والاهتمام بأمر المسلمين، هذا كله مما يعني، وداخلٌ في المسؤولية والواجب المطلوب.
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - وميِّزوا بين ما يعني وما لا يعني؛ فإن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله فيما لا يعنيه.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرَّحمة المهداة، والنعمة المُسداة؛ نبيُّكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم؛ فقال عز من قائل عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بفضلك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركين، واحمِ حوذة الدين، وانصر عبادك المؤمنين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليِّ أمرنا بتوفيقك، وأيِّده بتأييدك، وأعزَّه بطاعتك، وانصر به دينك، وأَعْلِ به كلمتك، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدلَّه على الخير وتُعينه عليه، اللهم وفِّقه وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخُذْ بنواصيهم للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم وفِّقهم، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنَّة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم قيِّض لنا أمر رشد، يعز فيه أهل الطاعة، ويُهدى فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير، اللهم اكتبنا في ديوان السعداء، وأعزَّنا من حال أهل الشقاء، واغفر اللهم لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منَّا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
اللهم اجعل جزاءنا موفورًا، وسعينا مشكورًا، وذنبنا مغفورًا، اللهم أذِقْنا بَرْدَ عفوك، وحلاوة مغفرتك، ولذَّة مناجاتك، اللهم وفقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، اللهم تقبَّل صلاتنا ودعاءنا، وكفِّر عنَّا سيِّئاتنا، وتُبْ علينا، واغفر لنا، وارحمنا يا أرحم الراحمين.
ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهَبْ لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يَزِدْكم، ولَذِكْرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
|
|
|