نفساني - عرض مشاركة واحدة

12-06-2008, 02:40 AM

رد على الأخت كاشتة في جبال الألب :
تحيه طيبه وبعد:
أختي الكريمة أستشف من كلامك أنك تعانين من كونك ماسوشيه وأرى رغبة ملحة لديك في التخلص منها , ولكن لي سؤال : ما هو السبب الحقيقي من وراء رفضك لهذه الحالة؟
وبمعنى أخر هل تعتبرين نفسك مريضة ؟
أو هل تعتبري أن ممارسة الجنس بطريقة عنيفة هو خطأ؟
أم أن رفضك لهذا السلوك له ارتباط بأحداث ماضيه أو سلوك عنيف قد مورس عليك؟
على كل حال سأضع بين يديك العناوين المهمة التي من خلالها تستطيعي أن تحددي اذا ماكنت ماسوشية أو شبه ماسوشيه , واذا ما كنت فعلا راغبة في تغيير هذا السلوك.
1. الماسوشية هي شعورك باللذة والمتعة الجنسية عندما تتعرضين للألم والعذاب عن طريق الضرب أو العض أو التكتيف والتربيط وغير ذلك من أشكال التعذيب, ولا شك أنه من الإضطرابات الجنسية.والماسوشي الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يغرق في الخيالات الماسوشية sexual fantasies وتتملكه رغبة شديدة للعب دور الضحية للوصول إلى الإشباع الجنسي أو لديه سلوكيات ماسوشية حقيقية تدفعه بقوة للسعي إليها وبالمقابل فانه من المقبول طبياً أن تكون هناك بعض الخيالات الماسوشية التي تراود الشخص دون أن تدفعه بقوة للسعي ورائها ثم ان بعض الممارسات الماسوشية بين الأزواج هو أمر مقبول ولا يعد مرضاً من الناحية الطبية بشرط ألا تكون هي "الطريقة الوحيدة" للوصول إلى الإمتاع الجنسي وألا يكون هناك ألم حقيقي ومؤذي.
2. وكونك "ماسوشية" فإنك تستلذين وتستعذبين الضرب والتعذيب لأن فى أعماقك رغبة فى أن يسيطر عليك أحد وأن يستذلك ويهينك أحد , بل وأحيانا يختلط معنى الأنوثة لديك بمعنى الماسوشية ففى هذه الحالة تشعرين بأنوثتك أكثر كلما قهرك وأذلك وأهانك زوجك . كما أن البعض لديهن إحساس عميق بالذنب أو القلق أو الخوف أو الخجل لايخففه إلا الإهانة والضرب والتعذيب , وكأن السلوك السادى من الشريك الجنسى يخفف من حدة هذه المشاعر السلبية الكامنة فى أعماقهن .
3. الناحية الشرعية: من منطلق أني لست بمفتي أو عالم بالشرع فسأكتفي بسرد الدليل الذي لا يمنع من ممارسة الجنس بطريقه اكثر عنفوانية ولكن بالحدود التي وضعها الشرع , وهو قول المولى جل وعلا: " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين"
فنفهم من الاية الكريمة ان طبيعة العلاقة الجنسية بين الزوجين واسعه نوعا ما بحيث أن للرجل أو المرأة أن يتلذذ أحدهما بالأخر في حدود معروفة وهي عدم الاتيان من الدبر لان الشرع قد حرم ذلك وبالاضافة الى ان الضرب المبرح المؤذي الذي قد يؤدي الى عاهة أو موت فلا شك بأنه ممنوع , وما دون ذلك فهو شأن الزوجين.
أما طرق العلاج فهي متاحة وشرطها الأول الرغبة الحقيقية في التخلص من هذا السلوك وهي أولا العلاج المعرفي بحيث أن تعرفي أبعاد هذا السلوك والأخطاء المعرفية المتعلقة به.
ثانيا العلاج السلوكي وهو قيامك ببعض الممارسات أو الواجبات المنزلية تهدف الى تكوين إرتباطات شرطيه مختلفه أثناء ممارسة الجنس تكون خالية من العنف
وقد تحتاجين الى نوع من العلاج التنفيري لتكوين هذه الارتباطات الشرطيه في حالة استمرار هذا السلوك لديك.
ثالثا العلاج الاستبصاري وفيه تحتاجين الى مختص نفسي يدرس حالتك وتاريخك المرضي والشخصي بالتفصيل لكي يكتشف وتكتشفين معه الأسباب النفسية الكامنة خلف هذا السلوك وبالتالي يصبح من السهل التحكم في هذا السلوك بشكل واسع.
وأخيرا أقول انني قدمت بين يديك الصورة العامة التي من خلالها تستطيعين الحكم على نفسك فيما يخص احتياجك للعلاج من عدمه , وأرى أن لا تتساهلي في الأمر لما فيه من معاناة أنت بغنى عنها , ولا أرى مانعا في إشراك زوجك ان كان من النوع العاقل المتفهم , لان في ذلك راحة كبيرة لك , فلا تعلمي ما تخفيه لك الأقدار فقد تتوصلان الى صيغه جنسية معينة تكون في الاطار الصحي والشرعي المقبولان , وتنتهي عند ذلك المشكلة .
تقبلي تحياتي.....