الموضوع: الثقة بالنفس
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2008, 11:07 PM   #1
ابوتميم
عضو


الصورة الرمزية ابوتميم
ابوتميم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23053
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 19-03-2009 (04:39 AM)
 المشاركات : 14 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الثقة بالنفس







بسم الله الرحمن الرحيم


ما المراد بالثقة بالنفس ؟؟

الثقة بالنفس: ( هي حسن اعتداد المرء بنفسه, واعتباره لذاته, و قدراته ؛ حسب الظرف الذي هو فيه, دون إفراط من عناد و كبر, ودون تفريط من ذلة وخضوع غير محمود )


&&&&&&&&&&&&&&&&


هل تعارض الثقة بالنفس الثقة بالله تعالى ؟؟

الثقة بالنفس لا تعارض الثقة بالله, لأنه لا تعارض بين الثقة بالنفس و الاعتماد على الله عز وجل, والتوجه إليه في طلب الحاجات ودفع المكروهات .

الثقة بالنفس
لا تعني الاعتماد على النفس و الركون إلى قدرتها و الاعتداد بها دون الالتجاء إلى الله تعالى, بل إن من الثقة بالنفس أحسان أظن بالله تعالى و الاعتماد عليه دون تواكل .

الذي يتعارض مع الثقة بالله تعالى الإفراط في الاعتداد بالنفس و تفضيلها على الغير

كما قال إبليس{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }[ص:76]

أو كما قال فرعون
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ } [الزخرف:52]

أو كما قال قارون
{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}[القصص:78]

و كل من سار على هذا الدرب ممن يعتد بنفسه اعتدادً زائدً زائفً هذا هو الذي يتعارض من الثقة بالله .

أما الثقة السليمة بالنفس فلا تعارض الثقة بالله, لان الواثق بنفسه ينسب الفضل لأهله و النعم لربه تعالى



&&&&&&&&&&&&&&&&


هل الثقة بالنفس صفه وراثية أم مكتسبه ؟

الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين نعرف أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولايجدون صعوبات في التعامل و التأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بالتوكل على الله ثم بتطوير أنفسهم و الأرتقاء بها .


&&&&&&&&&&&&&&&&


منطلقات وعلامات الثقة بالنفس ؟؟؟


1/ العلم و المعرف بالنفس:

معرفة الشخص نفسه أن يعرف حدود قدراته و طاقاته و إمكاناته دون مبالغة في زيادة أو نقص .
و أن يعرف حدود نقصه, وقصوره, وتقصيره, وضعفه, دون مبالغة أو نقص .



2/ التقبل السليم لذات و النفس:

يتقبل الشخص نفسه كما هي حسب حجمها بإيجابياتها و سلبياتها ,لا ينزعج من السلبيات بدرجة كبيره تجعله يمقت نفسه و يكرهها , ولا يعجب بالإيجابيات بدرجة كبيرة تجعله يغتر بنفسه و يعظمها و يعطيها فوق حجمها .

كما قال عمر بن عبد العزيز:
( رحم الله امرء عرف قدرنفسه )


3/ التوازن بالطموحات:

طموحات الواثق من نفسه تتوازن مع قدراته و إمكاناته و طاقاته, فلا تهبط إلى القاع, ولا تطير في هواء الأحلام .

فإذا كان ذا إمكانات و قدرات عالية فطموحاته و إنجازاته تكون كذلك.

و إذا كان ذا إمكانات وقدرات متوسطة فطموحاته و إنجازاته تكون كذالك.



4/ الانجاز الهادف:

الواثق من نفسه يخرج طاقاته و إمكاناته و يعمل و ينتج دون أثارة و تضخيم و تمجيد شخصي وطلب الثناء, و دون تواري و تقوقع حول الذات و خوف من الانتقاد و الازدراء .


5/ التدرج:

النمو بتدرج مع الوقت و استثمار الوقت و الفرص لنمو النفسي و الاجتماعي و المادي و الوظيفي, ويكون ذالك بتدرج و استمرار ولا يتوقف عن كسب الوقت و كسب المزيد من الفرص المؤاتيه حسب اهتماماته و حاجاته فهو يقود زمام نفسه و يبحث عن مصالح دينه و دنياه و لا يكون عاله على غيرة.


6/ فن الاتصال:

الواثق من نفسه ناجح في علاقته مع الآخرين, يتفاهم معهم و يقدر ظروفهم و ينصح لهم و يحب لهم ما يحب لنفسه, لا يتعالى عليهم ولا يخادعهم, و لا ينزعج من نجاح الناجحين وتفوقهم, ولا يزدري المقصرين و المخفقين, و لا يكون إمعّة يجاريهم بالخطاء .


8/ التعبير عن الشعور:

الواثق من نفسه يعبر عن شعوره و يستطيع الدفاع عن نفسه متى ما احتاج إلى ذالك قولاً أو فعلاً بالأسلوب المناسب و حسب الواقع و الظروف و المصالح و المفاسد .


9/ تقبل النقد:

الواثق من نفسه يتقبل انتقادات المنصفين بعد تمحيصها و فهمها و تطبيقها على واقعه و يأخذ الفائدة منها .

كما قال عمر:
( رحم الله مرئ أهدى إلي عيوبي )


&&&&&&&&&&&&&&&&


(((( أنواع اختلال الثقة بالنفس ))))



1/ ضعف الثقة بالنفس:

إذا ضعفت الثقة بالنفس فأن الشخص يُصغر نفسه كثيرًا, و يُضخم عيوبه و هفواته و نقصه, و بذالك تضعف مبادرته للانجاز و استثمار الفرص المناسبة من حوله, و قد يستسلم للآخرين ورغباتهم و يعمل لخدمته و يكون (الجندي مجهول ) في خدمة غيره دائماً و قد يكون إمعّة تابع للآخرين دون قناعة .

وربما أنغلق ضعيف الثقة على نفسه ونعزل عن غيره, وقد يترتب على هذا مشكلات كثيرة اجتماعية و نفسية .


2/ الثقة الزائفة بالنفس:

و هذا شيء موجود و معروف من قديم الزمان, يقول ابن سناء الملك:

أرى الخلق دوني إذ أرني فوقهم && ذكاء وعلماً واعتلاءً وسؤددًا


يرى نفسه في كل شيء أفضل من الناس

هذه ثقة زائفة و عجب في النفس و هؤلاء متفاوتون في ذالك على حسب تفاوت قدراتهم الذهنية و طاقاتهم العقلية و النفسية و بحسب شعورهم بضعف الثقة الحقيقية بالنفس .

(( كلما كان الشخص مبالغ في غروره و عجبه بنفسه و يرى أنه أفضل من غيرة فأنه في أعماق نفسه يفتقد الثقة الحقيقة بنفسه ))

قال ابن المعتز: ( لما عرف أهل النقص حالهم استعانوا بالكبر ليعظم صغيرًا و يرفع حقيرًا و ليس بفاعل )
وقال المأمون: ( ما تكبر احد إلا لنقص وجده في نفسه )



&&& من دلائل الثقة الزائفة &&&


1/ يكثر من مديح نفسه ورفعها فوق الآخرين و يوجد حول نفسه هالة كبيرة أكبر من واقع حجمه, ليس بحسب حسن إنتاجه بقدر ما هو بمدحه المباشر وغير المباشر لنفسه و تمركزه حول ذاته, يرى أن نفسه هي مركز الإعجاب لمن حوله و أن الناس لا غناء لهم عنه .

يقول الشاعر:

إذا المرء لم يمدحهُ حسن فِعَالهِ && فمادحه يهذي و إن كان مُفصحا

و هؤلاء غالباً ما يكتسبون المقت من الناس

كما قيل:

من ناط بالعجب عرى أخلاقهِ && نيطت عرى المقت إلى تلك العرى

و كما قال عمر:

( لا يعجبنكم من الرجل طنطنته ولكنه من أدى الأمانة و كف عن أعراض الناس فهو الرجل )


2/ الاعتداد بالرأي و الفهم و القدرات بدرجة مبالغ فيها, والاهتمام بالمظاهر على حساب الجوهر.


3/ ينسب جهد و إنجازات الآخرين إلى نفسه , لا يحتمل أن ينتقد و لو انتقاد يسير لأنه يرى أنه فوق الانتقاد.


4/ يزدري الآخرين و يتعالى عليهم و يحسدهم , و يتوهم أنه هو المقصود بالانتقادات غير المباشرة ( كاد المريب أن يقول خذوني ).


5/ يتملص من سلبياته و أخطائه و يتعالى عليها و لا يعترف بها و قد ينسبها على غيرة, و قد يتطلع إلى مهام كبيرة فوق طاقاته و يزعم أنه يستطيعها.



&&&&&&&&&&&&&&&&




المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس