اين نحن والعالم يضحك ....!
يبدو اننا مقبلون على حروب ثقافية جديدة¡ صغيرة في سوحها وفي دعاواها واغراضها!! لكنها حروب من العيار الثقيل أوالعيار الخفيف ¡لافرق !! iexcl; حروب في جدل الهويات !!وفي صراع الافكار وكذلك في نزعات العسكرتاريا!! ولاشك ان هذه الحروب تقوم على اساس اتساع واضطراب المرجعيات المفاهيمية للثقافة والوعي وما يمكن ان يؤسساه من مجالات منتجة لفكـرة الحـرب بمعـناها الاجرائــي والاقصـــائي !!!
لان صنايعية هذه الحروب يتحركون بيننا بكل حرية وتلقائية ¡يستثمرون كل تداعيات الازمة الوجودية للعقل العربي ¡ومتاهته ازاء فوضى الصراع الكوني مع الاخر الامبريالي والاستشراقي والاحتلالي ¡مثلما هو صراع غامض مع الاصولي الماضوي النصوصي !!وطبعا كل هذا يجد في العبث الامريكي وطروحات الفوضى غير الخلاّقة!!وشيوع نظريات المركزة والامركة !!! ومهيمنات المسيحانية بنسختها الميتابروتستانتية مجالا لصياغة معادلات بشعة للحرب !! ولمفاهيم بائسة من منتجات الوعي المزيف بالذات والهوية ¡وكذلك لانتاج اخطاء اجرائية وسياسية من اصحاب العقائد والايديولوجيات بنفس مستوى الاخطاء التي ترتكبها الحكومات التي لاتعرف كيف تتعاطي مع فكرة التعدد والتنوع !!مثلما لاتعرف الان اين الرحيل !!!صوب الجاذبية الامريكية بكل اغواءاتها وحماقاتها وغرورها واوهامها ¡¡¡أم صوب حواضن العقل العتيق بكل عقده وامراضه وجهله وعنجهيته!! ان صناعة هذه الحروب لم تعد صناعة معقدة أو ثقيلة أو حتى سرية!! اذ يكفي ان تحتضن خطابها محطة فضائية واحدة أو أكثر!! وان تجد لها منظرين في الفقه السياسي والتديني !!وان تجد لها مريدين يكرهون امريكا والحداثة والدولار وادونيس ومسابقات ملكات الجمال والستار اكاديمي !! ويحرمون النظر الى نانسي عجرم واليسا وروبي !!!لتكون الصناعة التدميرية في الحرب الثقافية قاب قوسين اوأدنى من تجييش الجيوش وتهديد الفلسفات والافكار ومسرودات التاريخ ومثيولوجيات الوعي الشعبي !! وكذلك تهديد الاستعمار وعملائه وكل مظاهر الحداثة الضالة من ان تضع اصحابها واقواس نارها عند بيوتنا ومخدات نومنا وشوارعنا ومكتباتنا... هل ان امريكا هي المسؤولة حقا عن كل الذي يحدث ¿!!! وهل ان طبيعتنا في العالم الثالث هي المسؤولة ايضا عن رداءة فعلنا الثقافي والحضاري والادائي !!لان سايكولوجيا هذا العالم محكومة بشروط عالمية تم تحديدها مثلما تم تحديد خرائط الشرق مابعد مرحلة (سايكس بيكو) اذ على الشرق ان يظل عالما نائما !!يؤمن بان الرومانسية هي اسلم الطرق للحصول على القناعات والغنائم والنساء والتمتع بعطايا النفط والسياحة وما تتركه لنا ثقافات الاستشراق !! iquest;
ان ما حدث قد يبدو غريبا !! فجأة دخلنا عصرا من اللامعقولات في السياسة والثقافة والتعصب ¡وكأن الزمن الفيزيقي والزمن الثقافي محمولان على بساط من الريح المثيولوجي ¡ولم يؤسسا وجودهما على الشرط الانساني !! القوى الماضوية جاءت بكل عددها وعديدها ¡¡اججوا فينا كـل الايديـــولوجـــيات العصابيـــة !! نزعوا ثياب العقل الباطني والظاهري المغلولين بهوس الى نص التاريخ ومسروداته الحكائية والمثيولوجية ¡ وزرعوا مكانه عقلا صناعيا !!!!يفكر على طريقة اصحاب الطرق التي تمركز العالم في المكان والنص ¡وربما هو يفكر على طريقة الامبرياليين ذاتهم المؤمنين بضرورات وقياسات الحروب الباردة وحروب النجوم وحروب الحضارات من اجل قهر شيوعية روسية !! او صينية او كورية او سلفية ايرانية او حوثية او سيافية !!! المهم في الامر هو قهر كل الافكار المضادة للمركز الشمولي والتي تفترض من دول وشعوب الشرق أخذ الجرعات العالية من الثقافات الوقائيـــة منـعا للاصابة بعدوى واعـراض كل الامـراض الثورية المعدية والمعادية !!!
مصيبتنا ان الكثيرين منا صدقوا كل شيء في هذه الطروحات والتنظيرات والتخندقات !!وذهبنا معهم اضطرارا او قسرا الى حروب الاخرين بكل عدتنا وحقائبنا وكتبنا المقدسة واسلحتنا الوطنية والقومية والشرعية ¡¡¡¡¡صدقنا ان هذه الحروب ستحرر القدس وتعيد الينا الاسكندرونة والجزر الثلاث !!! تحمينا من الغلو والفرقة و تمنحنا حقوقا قديمة سرقها هولاكو وجنكيز خان وكل الغـــزاة الذيـــن عبـــروا اراضينا وجلـودنا وضمــائرنا ..... الحروب الجديدة ليست تقليدية لانها بعيدة عن العدو الكبير!!! وقريبة من اعداء بدأنا نتوهمهم أكثر قربا منا ايضا ¡ اعداء يشبهوننا تماما في اللغة والسحنات والرائحة والتاريخ والاوهام ¡ حتى باتوا اشبه بالجرم الكبير الذي تنوشه الحصى والطلقات والشتائم !!! اعداء غير موجودين في السياق !!! تصنعهم اوهامنا وغلواء التفكير الذي تركه الوعي المغشوش على ذاكرتنا وكتبنا المدرسية!! فمن يصنع لنا الصحو ¿ ومن يمنحنا البصر والبصيرة ليعلمنا اننا نحارب انفسنا على طريقة الشاعر العربي القديم /اهلي همو قتلوا اميــم اخي.. فاذا رميت يصيبني سهمي
|