مراقب إداري سابق
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 22257
|
تاريخ التسجيل : 12 2007
|
أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
|
المشاركات :
1,614 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
التقدم في العمر ماذا عليه ؟
مع نهايات القرن العشرين , قدمت المجلات تسجيلات مع أكثر المواطنين المتميزين الذين تم سؤالهم عن أكبر انجازات او اختراعات العصر , وذكر المستجيبون الأحداث البارزة مثل / سير الأنسان على القمر , أو تسمية اختراعات بعينها مثل الإنترنت والسيارات والتلفزيون , لكن لم يذكر إنسان واحد إبداع التقدم في العمر , ومع ذلك في عقد قصير واحد , فقد أضيفت ثلاثون عاما إلى متوسط العمر المتوقع , إذ أنه للمرة الأولى في تاريخ الإنسان يعيش أغلبية الذين ولدوا في العالم الغربي حتى سن متقدم في العمر.
إن الجزء الأكبر من هذا التقدم لم يكن مسبوقا , إن مرحلة جديدة قد اضيفت إلى دورة الحياة , ولم تكن إضافتها نتيجة للتقدم الطبي فقط , أو من خلال التطور بل أكثر من ذلك , إذ يعزى الفضل في وجود مرحلة العمر المتقدمة إلى الثقافة , فإن الجهود المنظمة لتراكم المعرفة والمساهمة فيها , وكذلك الجهود المجتمعية الواسعة لتطعيم الأطفال , وتحسين الصحة العامة , قد غير فعلا مجرى الحياة الطبيعية , كما أن خفض معدل الأطفال المواليد – بفعل التوجه الثقافي – قد غير نسبه كبار الراشدين إلى مجموع السكان العالمي , إن النقلة الديموجغرافية في الإستجابة لهذا التقدم قد أثرت على العمل , وعلى الأهتمام بالصحة , وعلى التعليم , وعلى السياسات العامة , إن كل جانب من جوانب الحياة قد تأثر , متضمنا طبيعة الأسرة , وأسواق العمل , والأتجاهات السياسية , ولم يسلم من هذه التغيرات بعد واحد من أبعاد الحياة.
وعلى الرغم من عظم هذه التغيرات الإجتماعية , فالأقلية هم الذين لاحظوا عواقب هذه التغيرات , أو احتفلوا بالأبداعات الإجتماعية التي استطاعت أن توسع في نوعية ومدى الحياة للأفراد , ونادرا ما كانت هناك المناقشات والحوارات المثيرة التي تركز على كيفية استغلال الفرد لهذه السنوات المضافة إلى حياته , حقيقة , إن غالبية الأفراد يستشعرون التناقض الوجداني إزاء التقدم في السن , وهذا التناقض قد زادته اشتعالا الإحصاءات المثيرة للأنزعاج التي تظهر بانتظام في الجرائد اليومية أو التلفيزيون , فقد ربط الأفراد بين التقدم في السن لدى الفرد وفقدان الذاكرة , والفقر , والأنهيار الفسيولوجي , ثم بدل معدل الزيادة لكبار السن واستنفاد مخصصات التأمين الصحي وإفلاس برامج الحكومة , فمن ناحية , فإن تقدم السن ليس أمرا جميلا ,ومن ناحية أخرى , فالموت المبكر ليس جميلا أيضا .
فالحياة الطويلة ليست سيئة في ذاتها , كما أن طول العمر وارتفاع نسبة المسنين في المجتمعات لا يعد خطأ في ذاته , لكن القليل من الباحثين أو الأفراد العاديين هم الذين يجهرون بفوائد التقدم في السن , إننا نناقش في هذا الفصل إسهامات العلوم الإجتماعية وخاصة علم النفس , في الإضافة إلى النظرة السلبية لتقدم العمر , وذلك من خلال تبني اتجاه في الدراسة يتميز باهتمامه بحصر تجاعيد العمر , إن هناك ميلا عاما في العلوم لتسجيل أوجه القصور , والتركيز على المشكلات المرتبطة بالتقدم في السن , إذ تعقد المقارنات بين الكبار والصغار في السن , وحيث توجد الفروق , يفنرض وجود القصور , إن كبار السن جميعا يشتركون في هذا القصور .
ليس هناك خطأ في دراسة مشكلات التقدم في العمر , إن الحقائق المطروحة تربط ما بين الكبر في السن والتدهور في الوظائف الفسيولوجية والحسية , فمثلا حاسة السمع غالبا ما تصبح أقل كفاءة وتسوء القدرة على الرؤية , كما تسوء القدرة على تذوق الطعام , كما أن القدرات المعرفية تتدهور , ويبذل المسن جهدا حتى يتذكر الأسماء أو يستدعي متى سمع هذا , أو فكر في ذلك , إن العديد من الجوانب السلبية للتقدم في العمر تستحق الأهتمام العلمي والأبحاث التي تتكلف كثيرا , لكن قصر الأهتمام على دراسة المشكلات المرتبطة بتقدم العمر , قد يعوق الباحثين والأفراد العاديين عن تبين وجود القوى الكامنة لدى المسنين .
إن تركيز التساؤلات حول الإهتمام بما نفقده أثناء التقدم في العمر سيؤدي حتما إلى فقدان المكاسب , إن المجتمعات لا تستطيع تحمل مسؤولية تجاهل الموارد الهائلة التي يقدمها كبار السن , إذ أن جوانب مهمة من النمو تصاحب التقدم في العمر , وهذه الجوانب من النمو لا تلقى الأهتمام من قبل العلماء الإجتماعيين بسبب التركيز على الفقد أساسا , ولأن المتخصصين في علم النفس بوصفهم علماء ومواطنين يوجدون في مجتمعات تتغير بسرعة شديدة , فهم لا يستطيعون قصر تحديد مجال تساؤلاتهم وتفسيراتهم في اكتشاف أوجه القصور المرتبطة بالتقدم في العمر
|