نفساني - عرض مشاركة واحدة

26-07-2008, 12:08 AM

السلوك والذكاء هل مرتبطان ؟
للإجابة على هذا السؤال, نلقي الضوء على بعض جوانب هذه المشكلة بمقارنة سلوك ضعفاء الذكاء والاذكياء جداً من الناس.
فالملاحظ أن شخصاً ضعيف القدرات العقلية والذكاء, لا يستطيع أن يرعى شؤون نفسه في الحياة اليومية, فهو يحتاج الى من يرعاه, ولا يستطيع ان يدير شؤون نفسه, الا اذا تلقى تدريباً لمدة طويلة.
فيقال: ان الشخص الذي تصل نسبة ذكائه الى اربعين درجة فقط لا يستطيع ان يقوم باعمال بسيطة مثل غسل الملابس وكويها.
أما الذي تصل نسبة ذكائه الى خمسين درجة فيستطيع ان يعمل بعض الامور, والرسومات البدائية, وبعض اعمال التجارة الخفيفة, والاعمال المنزلية.
أما الذي يصل ذكاؤه الى ستين درجة فيستطيع أن يقوم باعمال مثل اصلاح الاثاث.
والذي يصل ذكاؤه الى سبعين درجة فيستطيع ان يقوم باعمال المزارع. ولكن اصحاب نسبة الذكاء التي تتراوح ما بين العشرين والخمسين لا يستطيعون القيام بأي عمل دون اشراف مباشر, ومن الممكن تدريبهم على حماية أنفسهم من الاخطار, وعلى القيام ببعض الاعمال البسيطة.
أما الاشخاص الذين يقل ذكاءهم عن العشرين فلا يستطيعون حماية انفسهم, ولا يستطيعون التعبير اللغوي, ولا يمكنهم القيام بأي عمل مهني.
ونلاحظ ان سلوك الاذكياء والموهوبين مختلف اختلافاً جوهرياً عن سلوك الاغبياء. فعلى سبيل المثال يقدر ذكاء العباقرة والالمعية المبدعين والمبتكرين بنسبة 140 درجة فما فوق.
وقد بينت الدراسات الحديثة انه قد يكون من الممكن بوساطة التلاعب بظروف البيئة, ان نجعل من شخص ما عبقرياً او غبياً, وذلك من خلال التلاعب بالمثيرات, اذ يبدو ان التغيرات التي تحصل عند الطفل والتي تؤثر في سلوكه في سنوات عمره الاولى, ولا سيما السنتين الثانية والثالثة, تحدد الى حد كبير قدراته الاساسية, مع ان المستوى العام للخبرة يكاد يكون واحداً قبل نهاية السنة الاولى من الحياة.
ويرى علماء النفس ان في مرحلة الطفولة ما يسمى بالمرحلة الحرجة, وان الطفل اذا لم يتلق في اثنائها التنبيه الكافي فانه لا يستطيع تعويض ما ينجم عن عدم استثمار تلك المرحلة أو اللحظة اطلاقاً.
ومن جملة ما تؤكده الابحاث ان بعض اجزاء المخ تتعطل عن العمل, اذا لم تتم عملية اثارتها بما فيه الكفاية في عمر مبكر.
وقد لفتت مقاييس الذكاء الانتباه الى انه بالامكان ان تنحو الدراسات النفسية منحنى احصائياً يجعلها اكثر موضوعية وأشد قرباً من اليقين, ولكن بشرط النظر بها على ضوء معطيات البيئة ومكوناتها.
وسيظل القول بأن اغناء البيئة وتنشيط الذكاء وتدريب التفكير سيمكن الانسان من تمايز قدراته السلوكية, وخاصة بامتلاكه قدراً أكبر من التفكير المجرد, وسيظل المستقبل مرهوناً بالذكاء البشري الذي تمكنه تربية هادفة من تفجير طاقات الابداع والابتكار

المصدر: نفساني