13-08-2008, 02:56 PM
|
#11
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 35641
|
تاريخ التسجيل : 07 2007
|
أخر زيارة : 01-02-2013 (10:13 AM)
|
المشاركات :
2,175 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
هيت
فؤاد مطلب - جريدة المدى
هيت... حاضنة التاريخ وعروس الفرات الأبدية، هذه المدينة القديمة حد جذور الزمن الأول، وأنت تسير بها تكادتشم عبق التاريخ وتلامس أوجه الراحلين التي ما زالت تحوم فوق سماء المدينة... أول ما يلفت الانتباه في مدينةهيت هو قلعتها الخالدة تلك القلعة التي وصلت أراء الناس فيها إلى تخوم الأسطورة ، فمن قائل إن هذه القلعة كانتقد بنيت منذ قديم الزمان على تلة مرتفعة في آلية من أهل المدينة لحماية أنفسهم، ومن قائل إن سبب ارتفاع القلعةهو إن الناس وعلى مر العصور كانوا إذا آ ل بيت احدهم إلى السقوط نقضوه وأقاموا على أنقاضه بيتا جديدا وهذاالرأي يبدو قريبا من روح أهل المدينة من المهتمين بالتاريخ لها يقول الحاج نجاح ساسون- ينحدر من عائلة يهوديةمعروفة في هيت وقد اسلم عام 1987 واصدر كتابا عن تاريخ هيت - إن الرأي القائل بتراكم البيوت بعضها فوق
بعض له ما يؤيده من وجود سراديب في داخل القلعة تفضي بك إلى أسفلها، وتتكون القلعة من بيوت تتراوحمساحاتها ما بين 20 إلى 80 مترا وتتميز أزقتها بالضيق إذ يبلغ عرض الزقاق من 1،5 إلى 2 متر ومع الضيقالواضح في البيوت والأزقة إلا إن الطرز المعمارية في هذه القلعة ما زالت واضحة لتؤكد تعاقب أجيال كثيرة عليها.
هل يعكس هذا التقارب بين الأزقة وبين البيوت تلك الروح الحميمة التي كانت تسود الناس آنذاك والتي ماتزالأثارها بادية إلى اليوم في رقة الهيتي وطيبة قلبه ؟ أم يعكس هذا التقارب خوف الناس المستمر من الغزواتوالحروب والغارات ؟ وعلى كل حال فيبدو إن حب الناس لمدينتهم له ما يبرره. ويتفق الجميع على إن مدينة هيتالقديمة تتكون من الولاية وهذا الاسم الثاني للقلعة حيث تنتصب فوقها منارة عالية تعرف باسم منارة الفاروق ويعتقدالناس إنها موجودة هنا منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إما الجزء الثاني الذي تتكون منهالمدينة فهو (القلقة) سالت الناس عن سبب تسميتها بهذا الاسم وانهالت علي الأجوبة كثيرة متعددة تعدد المعاني التييثيرها عمل فني خالد فمن قائل إن سبب التسمية يعود إلى إن غالبية أرضها تتكون من الحجر الصغير (القلق) ومن
هنا جاءت التسمية، وهناك آخرون يرون إن سبب التسمية راجع إلى افتقار القلقة لسور يحميها من غارات الأعداءالمحتملة لذلك يظل الناس في قلق وخوف، وهناك من ارجع السبب إلى حركة أهل المدينة المستمرة من والى القلعةكلما أحسوا بالخطر قريبا منهم.
مجتمع مدني
لعل ما يميز مجتمع مدينة هيت عن غيره من تجمعات العشائر هو كونه مجتمعا مدنيا فالنظام الاجتماعي قائم علىالبيوتات وليس على العشائر ، والتعليم كان قد وجد سبيله إلى هذه البلدة منذ بدايات القرن المنصرم وللناس هنااهتمامات علمية وثقافية وهذا ما يؤكده الكم الهائل من حملة الشهادات العلمية إلى جانب وجود متحف يؤرخ لحياةمدينة هيت الثقافية والاجتماعية جمعه الحاج حمدي عفتان شندي الذي رفض بأدب جم إن اجري معه أي حوار أوالتقط أية صورة لمتحفه الذي تشتمل على نفائس تراثية تؤرخ لهذه المدينة العريقة وعندما سألته عن السبب أبدى ليخوفه المبرر على مقتنيات المتحف كما أبدى لي امتعاضه الشديد من بلدية هيت التي رفضت باستمرار إن تخصصله أرضا ليقيم عليها متحفه التراثي.
عيون
تشتهر مدينة هيت بكثرة العيون المعدنية سواء الكبريتية منها أم القيرية ففي هذه المدينة عين كبريتية تدعى ( عينالجربة) يستخدمها أهل المدينة لمعالجة الإمراض الجلدية ، وهناك عين القير التي تدعى (عين السيالي) وهي اكبرعين للقير في المدينة .
راوة
مدينة راوة على الجهة اليسرى لنهر الفرات إلى الشمال قليلاً من مدينة عانة وهي تقوم على شريط ضيق من الأرض محصور بين الجبل والنهر يتراوح عرضه بين (50-200م) ولما زاد عدد سكانها امتدت بيوت المدينة إلى سفح الجبل وأعلاه في حين يصل طولها إلى 2كم تقريباً.
ومدينة راوة الحالية كانت من بين القرى الخاضعة لنفوذ الموالي الذي كان مقر أميرهم في سهل الموالي القريب منها وبالقرب منه تلال تسمى (تلال عيشة) نسبة إلى ابنه أمير الموالي- وراوة قرية قديمة كانت شريعة لورود الناس إليها والعبور منها إلى جهة الشامية (سوريا ولبنان وفلسيطن والاردن) وهي كثيرة البساتين والفاكهة ومن ثم سُميت المنطقة كلها بأسم راوة لكثرة مياه نواعيرها فقيل أنها: (قرية روية) و ( قرية راوية) أي كثيرة المياه لإرواء الناس- ثم سمي سكانها بعد ذلك بأسم ( الراوي) ..ويسكن راوة قبائل ترجع بسلالتها الى الرسول الأعظم محمد (عليه الصلاة والسلام ) عن طريق السيد يحيى بن حسون من الساده الرفاعيه من ذرية الامام موسى الكاظم بن جعفر الصادق ومن فروعهم الشيخ رجب والسواهيك والسراحنة وآل عبيد منتشرين في كثير من المدن العراقيه وعلى حدود سوريا ايضا ...
وهناك في راوه كهوف عميقه بحيث لا يصلها نور الشمس .. تعيش فيها نوع من الاسماك الصغيرة مع تقادم الزمن عليها تحول لونها الى الشفاف وفقدت حاسه النظر واصبحت تستدل في حياتها عن طريق مجسات راداريه في ميكانيكيه عملها وهذا بفعل الزمن الذي قضته داخل الكهوف وتعد من اجمل انواع الاسماك ولا تستطيع العيش خارج هذا النطاق فيصيبها التحجر ان ودعت راوة مدينه النواعير والجمال ..
أما الموالي سكان هذه المنطقة فقد رحلوا إلى بلاد الشام حيث استقروا في منطقة حمص بعد أن كانت لهم بادية الجزيرة وسنجق راوة.
ويحيط بمدينة راوة القديمة نهر الفرات من جهتيها الغربية والجنوبية بينما يحيطها من جهة الشرق- الجبل- أما من الشمال فتحيطها بساتين الفاكهة والنخيل- كما تقطع المدينة عدة طرق ضيقة تتقاطع مع الطرق الرئيسية الثلاث وتربطها ببعضها ومن آثار مدينة راوة قلعتها الشهيرة والتي كانت إلى وقت قريب قائمة وتقع على قمة جبل عند التواءة النهر مقابل الرأس الغربي من مدينة عانة وأما سكانها فينتسبون إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
|
|
|