عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2002, 11:57 AM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
إنهم لم يسرقوا ضوء القمر



عابد كانت له صومعة في جبل يأوي اليه بعض الوقت ، للإعتكاف و التأمل .
و بينما كان في جولة جاء لص و سرق متاعه القليل . و لما عاد مع تلاميذه ، وجدوا الكوخ خاليا ..
و كان الوقت بعد الغروب ، و ضوء القمر الصاعد منتشر . و نظر اليه العابد و قال : إنهم لم يسرقوا ضوء القمر .
هذا الكون حولكم . الأشجار بجذورها وسوقها وفروعها وثمارها . الكون في حركته و سكونه . ماذا أخذ اللص ؟ إنه ظل سرق ظلا . و بقى في قلبكم الإيمان ، و العزم على العمل . و ضوء القمر فوقكم و حولكم آية ثبات و حركة استمرار .
قابلوا الغد بأمل جديد و عزم جديد و عمل جديد .
و تابع العابد حديثه : ماذا أخذ اللص ؟ الثوب ؟ فلنصنع ثوبا آخر . أراكم ينظر بعضكم البعض : ( ليس عندنا قماش ) ، فلنزرع ، أو نجمع من الشجر لحاءه ، أو من الضأن صوفا ، و من الماعز شعرا . عيونكم دائما على ما تريدون من يومكم .
اعملوا هذا كله بتفاؤل . و تذكروا أنهم لم يسرقوا ضوء القمر ، و لا ضوء الشمس ، و لا حبسوا عنا الهواء و لا الماء ، فاعملوا . فالعمل حياة و عبادة .
و أحس العابد من أحد تلاميذه ضيقا ، فقال له :
-- تكلم يا بني . قل مافي نفسك .
قال : سيدي . الذي أعرفه أنهم سرقوا الكوخ ، و ان متاعك قد أخذه آخرون .
-- حسنا . و في نفسك شيء آخر يمنعك الحياء أن تبدي به ، و أن حديثي حديث الزاهدين . أهذا ما في نفسك ؟
قال التلميذ : نعم .
قال العابد : حسنا فلندع حديث الزاهدين ، و نطرق ميدان المجاهدين ، هب نفسك في معركة بينك و بين أعداء وطنك ، و أصيب جزء من خندق أنت فيه . الذي يحدث أن تدع المكان المصاب الى مكان أكثر أمنا و فعالية . هب أن مدفعك أصيب ، أنت تقاتل بمسدسك . هب أن رصاصه فرغ ، أنت تقاتل بسلاح أبيض . و هكذا تنتقل من سلاح الى سلاح ، و من موقع الى موقع ، و تفكيرك مركز على ما بقي معك من سلاح و من حولك من رفقاء السلاح ، و المعركة حولك تدور .
أنت لا تقف وسط المعركة تبكي سلاحا ، أو تندب حصنا . و انما أنت عقيدة و جهاد ، تتابع المعركة بما معك من سلاح ، و بما فيك من قوة و قدرة على التصرف .
القضية : ماذا أنت فاعل بما معك ، لتعوض به ، أو تسترد به ما ضاع ؟

أرأيت كيف أن الإيجابية تقتضي منك أن تعمل و أن تعمل . تماما كالقلب : يظل ينبض ما بقيت الحياة ، و كالعقل يظل يفكر و يبدع مادام قادرا على التفكير و الإبداع . و العمل هو مفتاح النصر و الإجابة ، و اقرأ في قوله تعالى :

(( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))
العنكبوت ، آية 69


----

منقول
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس