عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2002, 11:04 PM   #2
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
وصباح الخيررررر ..

* ما أكتبه لك الآن لا يعدُ أن يكون محاولة لإعادة حجم جرحك ، وأبعاد نزفه على مدى أربعة أعوام ، وهي مجموعة مقالات استوحيتها من ألمكِ ، وصبرك .. من أجل أن أنشرهـا في زاوية " جراح امرأة من العيادة النفسية " في مجلة إقراء الأسبوعية ... فإن كان لك تحفظ على بعض فقراتها أو مفرداتها أخبريني ، وبعد أن تقرئيهـا سأكون أكثر واقعيـة في مناقشة ، واقعك الحالي مع أفكارك ، والأعراض التي تعانينهـا ..
لك التوفيق ، وأشكرك لأني تألمت ، وكتبت ..

** جراح امرأة من العيادة النفسيــة ؟!! ( 1 / 8 )

* فم وريدي ، وشرياني فاغر فاه ينزف من نخاع العظم ،ويحرق أعصابي !!
يا قسوة الحجر لقلب منحته نبضي ، وهمسي ، وحلم معتقُ ادخرته في دمي ..
وبكل شراسة الوحوش داس عليه ظناً أنه أنتصر ، وأني سأبقى أسيرة له ..
من أنت سوى عظم ، ولحم ، ورداء برّاق لكن جوهرة عفن ؟!!
أيعقل أنك بشر ؟! نعم لكن تربية على غيرة مرضية ، وغدر لتخفي عجزا ، وضعفا ، لتستر ما تخشى أن ينكشف .. أنانية إنسان لا يعرف إلا مبدأ واحدا يأخذ ، ويمنح العنف ، والغضبُ ..

* شربت أصابعي ندماُ .. حسرة .. هماً .. وجعاً .. حتى اشتعلت شفتاي ، وأحترق هدب العين من السهد ، والتعبُ .. وتساقط من الرأس معظم الشعرُ !!
في ذاتك عبرات حبيسة فأفلتها ، ومارسي البكاء ، ولا تخافي .. من علم العين أن الدمع يؤذيهـا ؟! .. سأقتصُ منك يوما عند خالق لا يظلم مثقال ذرة ، وحكمه عدل ..

* أكبر من جرحك كوني .. وأنسجي من نزفه أوردة جديدة .. فطاقتك معطلة ، وكم هائل من قدراتكِ يشوبه الخوف ، والحذر .. فمارسي الخطى ، وإن تعثرتِ واصلي السير .. لكن لا تلتفي إلى الوراء فالأمس ماضِ ، وتذكري يوم كنتِ طفلة ما تعلمتِ المشي إلا بعد أن سقطت مرة ، وأنجرحت مرة أخرى كالطير بعد أن ينبت ريشه ترميه أمه من عشه ، وأنت ريشك نابت لكن جناحيك من الإجهاد ، والأرق ، والصداع ، فتظنين أنكِ لن تخفق ، وتحلق ..

فحلقي كعادتك " فرومانسيتك " وان خبأت ، وان توقفت .. فلأن متغيراّ جار عليها تجاه ما تعاملتي معه .. فصدقيني فقدرتك مليئة اكثر مما منحتي إذا تهيئة ظروف تقدر عطاءك لأن الشعور الصادق مكتسب لا يورث ، ولا يباع .. أتدرين ما ا سواء الاحتمالات .. إذا نحن بشراً متفردين .. في وجودنا .. في رأينا .. هنا نملك قدرة في العيش دون امرأة .. دون رجل .. دون أي من الأطفال عــودي إلى مـا كـتبـت فـكل مفرداتـك .. أخـاف .. أحــس .. بكـيـت .. شـعـرت .. كــل هــذا مـن جــراء اقـتنـاع ذاتـك بأنـك فـاشــلــة .. ومـا أقـســى أن تترسـخ تلـك المشـاعـر التي لا منـطـق ، ولا دلالــة لـهـا فتـتـحـول إلى أفـكـار تـسـيـّـرنــا ، وتـعـيـقـنـا ، وتســحـبـنـا إلى الـوراء إلى النـقيـض !! . .

** جراح امرأة من العيادة النفسيـة ؟!! ( 2 / 8 )

* اتكئ على جراحي الرطبة .. ولا اعرف أنى إلى القاع اهوي ..
نمرة ولي من الخصال تسع وتسعين ، ولكن شعوري نابضُ منذُ سنين يأسرني !! وقد أجهدني ، وحملته على أسنة الرماح ، وداريته كي لا يخدشه الآخرين ، لكنه أتخدش !! وتلمست له العذر ، وابتلعتُ شراسته ، وجفاه ، وسادية لم أعرف أنه كان من خلالهـا يتلذذَ .. وتعللت بالغد فقد يحمل في طياته ، وأريجه شيء من الحنين ، وآه من طفلة في داخلي تعيقني ، وتصرخ أهكذا يقتل الحلم .. وظننت أنها ستجذرُ نبضي فيورق الزهر في الصيف ، والخريف !!
حلم كان غضا كلما تذكرته زاد بكائي .. تضاعف وجيِ ، وعاودني سهدي يسامرني .. فأرى وانتم لا ترون كيف تتناثر أوردتي ؟! وأبقى في الهواء معلقة بشريانِ ، وعشر وريد !!

* في عروق العين قبيل طفولتي بِذرةٍ حلم ، وثغر باسم خبأته ، وجئتُ مهرولة حافية الأقدام أمد بيدي اليمنى حلمي ، وثغري في يساري .. فانكسرتُ ، وتعثرت خطاي فعدت للوراء ، ومنذُ أربع سنين ، وأنا إلى كهولتي أدنو !! وبقيت كأني إلى شفى لحدي أسبـرُ تآكل جسدي !! والدود يقتاتُ عظامي فرح بعظمي !!

* آه من همس أتتحسسه بأصابعي ، وبودي أن اجمعه ما عدت احتاج نبضا أطارده كطفل عابث جاهل يريد أن يمسك بيديه الصغيرتين خيط الضوء ، ويتقافز ظاناً انه قادرا على التعلق بقوس قزح إذا التلف حول الغمام ..
" يا معالجي " آهاتي لو نطّقتها لطوقت الكون ، ولرأيت ضوء الشمس سواد في سواد !! فدعني لا منوم سيريحني ، ولا نصائح جدتي تعيد لي حلمي ، وثغري الجميل ... هواجسي ، واجترارُ أفكاري هي ردائي الذي أرتديه .

** جراح امرأة من العيادة النفسيــة ؟!! ( 3 / 8 )

* يقتلني الترقب ، والانتظار !! فأحدق في راحتيَّ فأقرأ خوفاً يقول : قد تحمل الأقدار في طياتهـا المحـال!! أمـاه أهنـاك شيء محـال .. أجريمتي خفق صادق لا تتحمله أضلعي .. أه كم مفردتي عاجزة ، وفمي اشعر أنه دون لسان .. هنا يا أماه ضع أصابعك تحت كتفي الأيسر من الأمام ، واحضنيني كما كنتُ رضيعـة لعل أنفاسك تخفف أرتعا شاتي وحرارة في الجوف ما عهدتها ، وأفكار تلاحقني بالسياط ..

* أماه ألا تري كفه كيف غدرت ، وكيف سكب في وريدِ سمـه ، .. إن كنت غير مبصرة فتفحص جسدي في كل زواياه ، وتحت عروق الشعر بنيت حلم ، ومكتبة ، وجهزت قلماً ومحبرة .. لكن الآن أكتب وجعِ ، ونزف الجرح !!
أماه هات رداء صلاتك ، وخذي ردائي لعل تقواك تسترُ همـاً أخشى أنفاضحه ، وأنت كما تعرفي لا حيلة لي إلا البكاء ، وحرفي لا يسعفني .. أتجدي دموع العين ، وأنا أصلا عن إيقاف مساربهـا عاجزة .. والله لن أوقف نزفها .. وكيف لي أخرس أنين الذات مع الذات إذا الناس في فرشهم سباتُ بالورد ، ورذاذ المطر يحلمون .. إن غفت عيني فتلك أعجوبة .. تأتي كوابيس مفجعة بسرعـة الريح تعاركني ، فأصحو كالمصابة بالمس ، وأقرأ على نفسي آيات ربي وأرسل طرفي للسماء أطلب منه المددَ .


** جراح امرأة من العيـادة النفسيــة ؟!! ( 4/ 8 )

*إذا فقدنا من يستوعبنا ..من يفهم نبضاً يختفي خلف عروقنا …فلا يعني ذلك إننا عاجزين .. مخطئين .. فاشلين ..لأن الإشكالية ليست في ذواتنا … وإنما مرد ذلك إلى فهم وتفسير الآخر خطاء لما يرى ..ولعجزه عن احترام نده ..لأن القانون في اعتقاده ملك له .. وهو من يقدر على النهي ، والآمر هكذا يقولون : أنها سنة الحياة .. النبض لا يحكمه نظام ، ولا قانون .. لأنه رعشة .. شهقة .. تتمزق معها أنفاسنا .. لكن لن يفهم ذلك إلا من مارس التجربة وعايشها ، واكتوى بالنار .

* هوَّني عليك ، ولا تجهدي ذاتك ..فكل شيء تملكينه الآن ..قرارك ..حياتك ..صياغة مسارك مهما كان … انسي أو تناسي حلمك الذي توارى قبل اكتمال نضجه .. وتعلّم أن لـلحياة وجهاً يمارس فيه الآخرين العاجزين الطعن في الظهر .. وعلى الأنوف لكن علينا أن لا تفجعنا جراحنا ، وان تراكمت .. وان ظل نزفها ليلاً أو نهار .. أتدرين لما كل هذا ؟؟ . لأن من ينحني مرة للعاصفة سينحني بعدها ألفا .. فأفيقي حتى لا تعيشي جسداً يقاد ، وروحه خاوية .. هنا يكون الموت حقيقياً ، وان لم ُندسَّ في التراب . قفي كما عرفتك شامخة..فإحساسك أقوى ضمير .. اكثر بصيرة .. فلا الاستشارات ، ولا أقوال اعز من تملكين من صديق ، ولا حكم ، ولا معانة من تعرفينها .. فأنت من عاش الجرح .. من عانى آثاره .. وأنت تدركين كل التفاصيل .. حديث الناس .. عيون الناس .. رضائهم غاية صعب تحقيقها ... كوني قوية .. مغامرة .. ما دمتِ اعرف بشعورك .. بكرهكِ لمن حطّمكِ .. فارمي ما تبقى في داخلك .. وتنفسي مع فجر الغد هواء ولادة الذات وأنتِ في السابعة والعشرين من الأعوام .. يا لعبة الحياة .. يالعبة النسيان !!

** جراح امرأة من العيادة النفسيــة ؟!! ( 5/ 8 )

* لا أدري أأكــون قـادراً على التـواصـل مـعـك كـي تـدركِ الاستبصار .. أنـا أثـق في قــدرتـك .. لـكـن أخـلـع ثـوب التـوجـس ، والخـوف ، وأوقــف حــديــث الـذات السـلبـي مـع الـذات ، وأستبدل مـفـردات .. أنا فاشـلـة .. أنـا ضـعـيـفـة .. أنـا ؟؟ أنــا ؟؟ إلى أنـا آهات القـويـة أنـا آهات الناجـحـة أنـا آهات المتألقة مهـما صــار .. مـهـمـا تعرضت إلى انكسار .. تـلـك أزمــة ، والأزمـة مـن سـماتـهـا أنـهـا عـارضــة .. قــد تـشــتـد ، وقــد تـتـعـبـنـا !! لـكـن إذا تحـركـنـا .. إذا ســرنـا ، والكـسوف ، والخـوف ، والتـردد يلازمـنـا .. نحـقق شـيء مـن النـجـاح آلا يكـفـي أنـنــا فـعـلـنـا شــيء .. أننا ســرنـا .. أننا كتبنا ما نعاني دون خوف .. آلا يكـفـي أنـنـا قــاومـنـا الانكسار !! أعــيــدي تـنـظـيــم خـبـراتـك بحـيـث تأخـذ مـعـنـى جــديــداً غـيـر الـسـابـق في ظـروفـك الحـاليــة .. فـكـلـمـا كـان إدراكك واضـحـاً كـان استبصارك للـمـواقـف كـمـا حــدث بالأمـس أكـثـر فـعـاليــة ، وإمـكـانـيــة للتـواصـل مـع داخـلـك .. للـوصـول إلى حلول إلى خـيارات للـمـشـكـلات التي قـد تـواجـهنــا .. لأن ســوء تـوافـقـنـا ، وتـوتـرنـا عــائــد إلى تشتت في و عـيـنـا ، وتوجس يأسرنا ، وأدراك أن مـشـاعــرنـا وليدة لأفـكـارنــا التي تـلــفُ في رؤوسنا.