عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2008, 01:23 AM   #19
محمد .أ.الغامدي
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية محمد .أ.الغامدي
محمد .أ.الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23741
 تاريخ التسجيل :  04 2008
 أخر زيارة : 15-12-2015 (07:30 PM)
 المشاركات : 374 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


تابع :
وكان تعبير الباحثين دقيقاً بقولهم إن النتائج توفر لمرضى السكري وسيلة طبيعية وأكثر التصاقاً بعاداتهم الغذائية اليومية، بالنسبة للمكسيكيين، في معالجة ارتفاع نسبة سكر الدم، وهو ما يجدر بالباحثين في مناطق أخرى من العالم التنبه إليه، أي الاهتمام بالبحث في المنتجات الغذائية التي يُحب الناس تناولها أو يُقبلون على ذلك تبعاً لعاداتهم الاجتماعية في الأكل، كي يجدوا منها ما يُفيد صحتهم ويضبط أمراضهم.
* أوراق البرشومي
* الأنواع المأكولة بأمان من أشجار الصبار cactus هي الأشجار المعروفة التي تُعطي ثمار البرشومي أو التين الشوكي prickly pear وأيضاً الأوراق cactus leaves المفلطحة الوسادية البيضاوية الشكل، أو ما يُعرف باسم nopales .
وهذا الجزء الأخضر، الذي يُعتبر من الخضار المأكولة بشكل طبيعي في أجزاء من العالم، وخاصة المكسيك، لين وذو قوام متماسك يشعر المرء به حال الطحن بين الأسنان crunchy texture . ويصبح بعد الطهو ذا قوام أكثر لزوجة والتصاقاً، لكن ليس إلى الحد الذي يحصل مع طهو البامية okra. أما ثمار البرشومي، أو التين الشوكي، فهي فاكهة بيضاوية الشكل، يبلغ طولها ما بين 2 إلى 4 بوصات (البوصة 2.5 سم تقريبا). وتتراوح في ألوان طبقة غطائها الخارجي وكذلك في لون الثمرة الداخلية ما بين الأخضر أو الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر. وتنتشر على غلافها مجموعات من العقد الشوكية. وهي من الفواكه الحلوة الطعم والمليئة بالبذور الصلبة.
وكمية حصة غذائية واحدة منه، بوزن 90 غراما، تُعطي 15 كالوري (سعر حراري)، ولا تحتوي على دهون. وبها حوالي 3 غرامات سكريات، و1 غرام بروتينات، و20 مليغراما من الصوديوم. وهي غنية، كما تقدم، بالألياف الذائبة والمعادن والفيتامينات، خاصة منها مضادات الأكسدة، وتحتوي على طيف واسع من الأحماض الأمينية، التي منها تُبنى مركبات البروتينات.
ووفق ما يقوله البروفسور تشارلز ويبر، أستاذ علوم التغذية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة، فإن أهم عنصر غذائي في أوراق شجر التين الشوكي هو الألياف الذائبة. وهي التي في المادة اللزجة mucilaginous polysaccharide داخل تلك الأوراق. والأبحاث متجهة منذ مدة نحو دورها في خفض ارتفاع سكر الدم لدى مرضى السكري.
والواقع أن الدراسات بدأت في الظهور على صفحات مجلات طبية متخصصة مثل مجلة رعاية مرضى السكرية وأرشيفات الطب الفحصي، منذ عام 1988 للدكتور فرات موناري. وتبعتها عدة دراسات، منها ما نُشر في مجلة تكساس للصحة الريفية عام 1998 للدكتور كيث ريبيرن. ومنها مراجعة الدكتور شابيرو والدكتور غونغ عام 2002 بمجلة الرابطة الأميركية للصيادلة. وبعضها طرح جانب فائدة الأوراق هذه في تخفيف التهابات المعدة أو معالجة الإسهال أو تخفيف حدة تفاعلات الحساسية الجلدية، كالتي صدرت للدكتور بارك عام 1998 بمجلة أرشيفات أبحاث الصيدلة، بل حتى سبق أن عُقد عام 1998 المؤتمر الدولي للتين الشوكي وأوراق أشجاره في تشيلي.
وثمة العديد من الدراسات التي أُجريت، والتي لا يتسع المقام لعرضها. لكن المهم فيها أن تلك الأوراق لها قيمة غذائية نافعة ضمن التناول المعتدل من قبل من تعودوا عليها. وتعمل على خفض سكر الدم، ما يفرض الانتباه حين تناولها من قبل مرضى السكري الذين يتناولون أيضاً أدوية خفض نسبة سكر الدم.
* البرشومي.. فاكهة لمن أراد الصحة
* ما تدل عليه هذه الدراسات بالعموم هو أن تناول ثمار البرشومي سلوك صحي. لكن وصف أحد المنتجات الغذائية بعينه كعلاج لأحد الأمراض المحددة فليس وارداً في أسلوب الطب اليوم، لا حول البرشومي ولا حول غيره. وهذه نقطة مهمة، لأن الغاية هي لفت النظر إلى أن منتجات غذائية معينة، وخاصة الخضار والفواكه، مفيدة للصحة. وعلى الإنسان الراغب في نيل العافية السلامة الإكثار من تناول تشكيلة واسعة من الخضار والفواكه.
والبرشومي، أو التين الشوكي، واحد من قلائل ثمار الفاكهة القادرة على النمو والنضج في الأجواء الصحراوية الحارة، وكذلك في تلك المعتدلة. والنظر الطبي العلمي المجرد نحو ثمار البرشومي يترك انطباعاً يقوله المرء بعبارة واحدة: كم نحن غافلون عن كل تلك القيمة الغذائية والفوائد الصحية التي يُقدمها البرشومي لنا دون أن نعلم! وإن كان البعض لا يُقبل مطلقاً على تناوله، أو البعض الآخر يتناوله مرات معدودة في السنة عند موسم قطافه، فإن ثمة منْ يحرص على تناوله طوال العام، إما طازجاً أو مجففاً، ابتغاء تزويد الجسم بعناصر غذائية مفيدة وابتغاء نيل الفوائد الصحية له. والواقع أن الشعوب المختلفة تتناوله بطرق عدة، منها الأكل المباشر لقطع الثمر كاملة، أو للعصير المعمول منها بإزالة البذور التي تُؤذي الكثيرين جراء التسبب في حالات الإمساك، أو بإعداد المربيات أو الجلي أو البوظة (الآيسكريم)، أو حتى إعداد مرق يُضاف إلى إعداد قطع اللحم المشوي.


 

رد مع اقتباس